مكتبة الإسكندرية تصدر كتالوج "البريد في بر مصر" توثيقًا لتاريخه

كتب: مروة مرسى:

مكتبة الإسكندرية تصدر كتالوج "البريد في بر مصر" توثيقًا لتاريخه

مكتبة الإسكندرية تصدر كتالوج "البريد في بر مصر" توثيقًا لتاريخه

"البريد في بر مصر" هو الكتالوج الصادر عن إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، والذي يوثق تاريخ البريد ضمن سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة، للباحث عبد الوهاب شاكر، حيث يتناول نشأة وتطور البريد حتى القرن الثامن عشر، وطوابع البريد المصرية وأختامه، والتنظيم الإداري لمصلحة البريد.
ويأتي هذا الكتاب في سلسلة الكتب الوثائقية التي يصدرها مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، ليرصد وثائق وصور وطوابع البريد في مصر كخدمة حرصت الدولة على تقديمها للجمهور، في إطار تحديث الدولة المصرية.
وقال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، لـ"الوطن" إن الكتالوج يوضح اختلاف المؤرخون في أصل وتفسير كلمة "بريد"، حيث أرجعها معظمهم إلى أصل عربي، وأرجعها بعضهم إلى أصل فارسي اعتمادهم في ذلك أنها مأخوذة من كلمة "بريد دم" الفارسية ومعناها "مقصوص الذنب" لأنه كان من عادة الفرس أن يقصرا أذناب الخيل والبغال التي ينقلون عليها البريد تمييزا لها عن غيرها.

وأضاف "عزب" أن فريق آخر أرجع كلمة بريد إلى الأصل اللاتيني بمعنى دابة البريد أو حصان البريد، أما كلمة (بوستة) المستعملة في اللغة العربية الدارجة فإنها مأخوذة من الأصل اللاتيني postita station ومعناها محطات البريد التي كان الرومان يقيمونها بين كل مسافة وأخرى، ويعتمد الذين أرجعوا هذه الكلمة إلى أصل عربي على أنها مشتقة من كلمة "برد" أو "أبرَد" بمعنى أرسل، والاسم منها "بريد" فيقال أبرد بريدًا أي أرسل رسولاً، ويقال أيضا أنه كلمة عربية الأصل مشتقة من (البردى) أي العباءة فقد كان الرسل الذين يحملون الرسائل من بلد لآخر يلبس كل منهم بردة حمراء للدلالة عليه.
ويوضح كتالوج "البريد في بر مصر"، أن مصر عرفت البريد منذ أقدم العصور، فقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيًا وداخليًا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم و إيابهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش.
وأنشئت في عهد محمد على "ادارة البوستة" للمراسلات الحكومية فقط، وكان مخصصًّا لنقلها سعاة مشاة تحت رئاسة رجل يدعى الشيخ عمر حمد ولم تكن أعمال البريد في بادئ الأمر، تتعدى حدود القطر المصري إلا أنها ما لبثت أن امتدت إلى السودان بعد فتحه عام 1821 وحينئذ بدأ استخدام السعاة الهجانة.
ويشير كتالوج "البريد في بر مصر" إلى أن طموح الخديوي إسماعيل كان كبيًرا لتحديث مصر وجعلها قطعة من أوروبا، فعمل على إدخال النظم الأوروبية إلى جميع مرافق الدولة، ونظرا لأن المواصلات البريدية كانت من أهم وسائل تقدم الشئون التجارية والاجتماعية، فقد اهتم إسماعيل بالبريد اهتماما ملحوظا.
وفي عام 1931 صدر قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريد، وقد تم في هذا العام نقل مقر إدارة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة واستقرت بمبناها الحالي بميدان العتبة، وفي عام 1957 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 710 بإنشاء هيئة البريد المصرية لكي تحل محل مصلحة البريد.


مواضيع متعلقة