"سجن حماة".. تمرد ومجازر ضد السجناء "القصة لازالت مستمرة"

كتب: ميسر ياسين

"سجن حماة".. تمرد ومجازر ضد السجناء "القصة لازالت مستمرة"

"سجن حماة".. تمرد ومجازر ضد السجناء "القصة لازالت مستمرة"

أوصدت البوابات جيدا، وجهز الجنود سلاحهم بالذخيرة، استعدادا للأوامر التي ستأتي في أي لحظة من يوم 27 يونيو عام 1980، لارتكاب مجزرة راح ضحيتها المئات من المساجين في سجن "تدمر" المستقر في منتصف الصحراء في سوريا، وذلك ردًا على محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها الرئيس السوري حافظ الأسد آنذاك.

عادت إلى الأذهان تلك المجزرة التي شهدها سجن "تدمر"، بعدما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، أن مئات من السجناء السوريين قاموا بأعمال شغب في السجن الرئيسي في مدينة حماة، أمس، احتجاجا على أوضاع السجن والأحكام الصارمة، فيما أظهر شريط مصور، قيل إنه من داخل السجن، عشرات من السجناء الذين غطوا وجوههم وهم يهتفون "الله أكبر" مع مشهد لعنبر نُهب أثاثه وأجهزته وحُولت أسرته إلى حواجز لبوابات حديدية مغلقة.

نشطاء أكدوا أن النظام ربما يعد لمجزرة جديدة في السجن، بعد أن أرسل تعزيزات لاقتحام السجن وإخماد العصيان، ونشر فيديو بثه الموقع الإلكتروني لقناة "العربية"، عن أسرى "علويين وشيعة" لدى المحكمة الشرعية، يتوجهون إلى النظام طالبين منه التوقف عن اقتحام السجن لأن حياتهم أصبحت في خطر.

مدينة "حماة" التي كانت شاهدة على المجزرة الكبرى في تاريخ سوريا الحديث والتي قام بها حافظ الأسد في مطلع ثمانينات القرن الماضي، تحتضن سجنا مركزيا سيئ السمعة، ففي أغسطس من عام 2011، شنت قوات الأمن مجزرة ضد المعتقلين السياسيين في السجن، وشهدت سقوط عشرات القتلى في صفوف المساجين.

وتعود قصة المجزرة عندما أعلن السجناء عصيانًا مدنيًا وتمردًا ضد قوات الأمن المكلفة بحماية وتأمين السجن، وذلك اعتراضًا على تردي الأوضاع الخدمية في السجن، وسوء المعاملة والتعذيب، لكن النظام استخدم الذخيرة الحية لردع هذا العصيان، وبعد عدة ساعات من بدء التمرد شاهد شهود العيان شاحنات تنقل جثث القتلى خارج السجن نحو وجهات مجهولة، لكن رواية الحكومة كانت مختلفة، حيث أكد النظام أن الجيش كان يقوم بمهام عسكرية في حماة ضد جماعات إرهابية قتلت 8 من رجال الشرطة.

وفي منتصف أكتوبر من العام الماضي، أكد النشطاء السوريون أن قوات الأمن تجبر السجناء الموجودين في سجن حماة المركزي، والآخرين الموجودين داخل الأفرع الأمنية في مدينة حماة، على التبرع قسرا، بدمائهم للاستفادة منها في معالجة الجرحى من عناصر القوات النظامية.

وأفاد الناشطون أن عناصر الأمن والسجانين وبمساعدة ممرضين تم جلبهم من المستشفيات العامة أجبروا السجناء على التبرع بدمائهم، ونقلت كمية الدم إلى المستشفيات، إذ يرقد جرحى من مختلف الفئات التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي.


مواضيع متعلقة