بروفايل| الشيخ أحمد الأسير.. سقوط رفيق "فضل شاكر"

01:29 م | السبت 15 أغسطس 2015

تحت حراسة أمنية مشددة، في فيلا منعزلة بمنطقة عبرا، في صيدا جنوب لبنان، كان يمكث الصديق المفضل للمطرب فضل شاكر، والذي تسبب في "إعلان توبته"، حسب قولهم، ويحيطه عدد كبير من أنصاره، يرتدون الجلابيب البيضاء، وذقونهم تتدلى من أسفل وجوههم، يسهرون لحمايته، من عدوه اللدود "حزب الله".

كانت الأمور مستقرة في مسجد بلال بن رباح الذي يسيطر عليه أحمد الأسير واتباعه، يسير بزهو وسط أنصاره الذين يسهروا لحمايته، حتى قارب يونيو عام 2014 على الانتهاء، عندما قرر الجيش اللبناني، وعناصر من حزب الله مداهمة مسجده، وقتلوا عددًا كبيرًا من أنصاره، لكن في ظروف غامضة اختفى الأسير وصديقه فضل شاكر.

اختفاء الأسير في ظروف غامضة لم يكشف سره حتى أعلنت السلطات اللبنانية إلقاء القبض عليه، في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت لدى محاولته الهروب من البلاد متخفيًا ومستخدمًا جواز سفر مزيف.

أحمد الأسير الحسيني، أحد شيوخ السُنَّة السلفية، الذين أظهروا معاداتهم لتنظيم "حزب الله"، وأسس جماعة خاصة به، وُلد في صيدا بجنوب لبنان عام 1968، ثم درس العلوم الشرعية حتى أصبح إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح، في صيدا.

"الاجتياح الإسرائيلي للبنان" عام 1982، كان بداية تردد اسم الشيخ أحمد الأسير، حتى التحق بصفوف الجماعة الإسلامية، لمقاتلة العدو الإسرائيلي، لـ4 سنوات كاملة، لكنه لم يكن يدرك أن اسمه سوف يرتبط في النهاية بالفنان فضل شاكر، ويتسبب في تركه للغناء، ليلتحق بصفوف عناصره، ويقاتل معه تنظيم "حزب الله".

ويرجع السبب لإذاعة صيته، دعوته للاعتصام ضد حزب الله، في ساحة الشهداء، عام 2012، والانتقاد اللاذع لحزب الله، هو السبب الرئيسي في ذياع صيت الشيخ العجوز، وأنصاره، الذين أصروا على حمل السلاح، أو نزع سلاح تنظيم حزب الله في لبنان، الأمر الذي جعله عرضة لشائعات تتعلق بالدعم من الخليج، للقضاء على حزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان.

بعد اندلاع الثورة السورية، وتعاطف جماعة أحمد الأسير مع هذه الثورة، انضم فضل شاكر لجماعة الشيخ، وشارك في عدد من المعارك ضد الجيش اللبناني، وتنظيم حزب الله، بحسبما تظهر الفيديوهات المتداولة على وسائل الإعلام، حتى جاءت بداية شهر يوليو 2013، ليقوم الجيش اللبناني، بمحاصرة القرية التي يتحصن بها الأسير، ويتمكن من اقتحامها.

وقتل عدد كبير من عناصره، ليختفي بعدها الفنان فضل شاكر، ويظهر بعد أيام أحمد الأسير في مقطع فيديو، لينعي قتلاه في هذه الحادث، فيما ظهر شاكر في فيديو يتبرأ من المشاركة في القتال ضد الجيش اللبناني، بعد أن حلق ذقنه.