"نوح": "رابعة" كان «حركة تمرد عسكرية مسلحة ضد الدولة»
"نوح": "رابعة" كان «حركة تمرد عسكرية مسلحة ضد الدولة»
مختار نوح
قال المحامى مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن الولايات المتحدة الأمريكية هى التى صنعت اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة لخلق دولة موازية وتقسيم مصر، وأوضح، فى حواره لـ«الوطن»، أن القطبيين بالجماعة وراء سفك الدماء. وأكد «نوح» أن الاعتصام كان عبارة عن «حركة تمرد عسكرية مسلحة ضد الدولة» هدفه تقسيم مصر، وفضه هو الذى أفشل خطة أمريكا. ولفت «نوح» إلى أن «رابعة» كان «حالة حرب وليس مظاهرة»، والحرب ليس لها علاقة بحقوق الإنسان، وهناك 400 إخوانى بالسجون أجمعوا على التراجع عن التنظيم والاعتذار للدولة والانخراط فى إطار المؤسسات الشرعية، ويجب مواجهة الإرهاب بتجديد الخطاب الدينى وإلغاء الوصاية على العقول. وإلى نص الحوار:
■ كيف تتذكر اعتصام رابعة العدوية فى الذكرى الثانية له؟
- هناك عدة أسئلة تطرح نفسها أولها لماذا أقامت جماعة الإخوان الاعتصام؟ إذ لا يوجد إنسان يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، وستجد كل إنسان يجيب عليه بطريقة مختلفة، أحدهم يقول للاحتجاج وآخر يقول من أجل عودة الشرعية، لكن الحقيقة أن الاعتصام كان من أجل تقسيم مصر، وهدف الولايات المتحدة الأمريكية من استمراره هو خلق دولة موازية فى مصر، ينعقد فيها البرلمان ثم بعد خلق الدولة الموازية يبدأ الغرب التدخل لإيجاد التوازنات وشروط صلح أو قيام معركة أهلية، ولو أن هناك فى حديثى خطأ فعلى قيادات الإخوان أن تخرج لتقول لنا لماذا أقامت الاعتصام.
■ هل تقصد أن أمريكا وراء اعتصام رابعة؟
- نعم.. أمريكا هى من صنعت اعتصام رابعة العدوية، ولا بد أن نسأل أنفسنا: ما الهدف من تجمع الإخوان فى «رابعة»؟ وكلمة اعتصام خطأ، فهذا ليس اعتصاماً بل «حركة تمرد عسكرية مسلحة»، سواء فى النهضة أو ميدان رابعة، فهى حركة انفصالية الغرض منها خراب الدولة وتقسيم مصر وبالتالى، يكون فض رابعة والنهضة ليس اقتحاماً بل إفشال خطة أمريكا لتقسيم مصر.
■ هل حدثت تجاوزات أو عشوائية تجاه متظاهرى رابعة حسبما يزعم الإخوان؟
- فى الحروب مفيش حاجة اسمها قتل عشوائى، فلو قوات التحالف العربية هاجمت «داعش» وألقت عليهم قنابل، فهل سنقول إن ذلك ضد حقوق الإنسان، لن يحدث ذلك لأن ما يحدث حرب، واعتصام «رابعة» كان حرباً وليس مظاهرة، ومن يقول إن ما حدث تظاهرات «يبقى ما بيفهمش»، لأن المظاهرة اعتراض من شعب من خلال إجراء وطنى، إنما «رابعة» كان انقلاباً مسلحاً موجهاً ضد النظام، ولو زاد عدد القتلى ووصل للآلاف فأنا أوافق على ذلك، فالحرب ليس لها علاقة بحقوق الإنسان.
القيادى الإخوانى المنشق: 400 إخوانى بالسجون أجمعوا على التراجع والاعتذار للدولة
■ وما مستقبل الملاحقات التى يدبرها أعضاء وقيادات الإخوان ضد مصر مستخدمين فض «رابعة» ذريعة لذلك؟
- لا يوجد شىء اسمه «الملاحقة الجنائية الدولية» ضد دولة كانت تقاوم من أجل استقلالها وبقائها، فالملاحقة الجنائية نوع من الضغط الأوروبى، ونرفض تصريحات منظمات حقوق الإنسان حول الفض، فمثلاً «هيومان رايتس ووتش» منظمة أمريكية تخدم المصالح الأمريكية ولا تعد منظمة حقوقية.
■ برأيك مَن المسئول المباشر عن ضحايا عملية الفض فى «رابعة» و«النهضة»؟
- القطبيون فى جماعة الإخوان هم المسئولون المباشرون، فأنا تركت الجماعة عندما سيطر عليها القطبيون، فهؤلاء ولاؤهم للجماعة فقط وليس للإسلام، ومجلس شورى الإخوان زور الانتخابات الداخلية الخاصة بالتنظيم لمصلحة القطبيين، فآخر انتخابات داخلية تمت داخل جماعة الإخوان كانت عام 1990 لقيادات مكتب الإرشاد، ومنذ ذلك التاريخ لم تعقد أى انتخابات داخل الجماعة، وانتخابات عام 1990 تم الطعن عليها لأنها تمت بطريقة غير قانونية، والانتخابات الداخلية التى أعقبتها منذ ذلك الحين كانت مجرد اختيار للقيادات التى تروق لمكتب الإرشاد لتولى مناصب تنفيذية بالمكتب وبمجلس شورى الجماعة.
■ هل هناك فارق بين فكر «داعش» والقطبيين؟
- الفكر التكفيرى بدأ مع قرار الرئيس الأسبق أنور السادات الخاص بالإفراج عن المعتقلين، فالفكر التكفيرى مدعوم الآن دولياً، ويحمل فكراً واحداً، بمن فى ذلك القطبيون الذين أضاعوا الإخوان الفترة الأخيرة، وجمعتهم عقيدة واحدة، فالإخوان بمجرد حصولهم على الدعم الأمريكى تحولوا من السلمية إلى العنف وأيضاً الحوثيون وجماعة «داعش» وتنظيم القاعدة، وهذه الجماعات لها طبيعة ثابتة لا تتغير، وهى تكفير المجتمع كله، فأمريكا وأوروبا قررتا استغلال الفكر المريض فى أن تقيما دولاً نصفية، وكاد أن يحدث هذا فى مصر لولا فضل الله، لكن لا توجد رؤية استراتيجية للدولة لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، ما يعنى أن الأجهزة الأمنية تحارب وحدها، لذا فنحن بحاجة إلى ثورة، فيجب عمل خطة تربوية لتشكيل الذهن لمقاومة الإرهاب.
لو زاد عدد قتلى «رابعة» ووصل للآلاف لفض الاعتصام فأنا أوافق على ذلك.. والحرب لا علاقة لها بحقوق الإنسان
■ ما المطلوب تحديداً الآن من إجراءات لمحاربة الإرهاب؟
- المطلوب تجديد الخطاب الدينى، وإلغاء الوصاية على العقول، وتحرير الخطاب الدينى وجعله خطاب التخيير وأن أضع الإنسان عند مرتبة التخيير، وأن يكون خطاباً يحرر العقول ولا يستعبدها، خطاباً لا يجعل أحداً يوافق عليه إلا بعد أن يفكر فيه، وليس التبعية والوصائية، والرئيس عبدالفتاح السيسى ذكى جداً، وقادر على تغيير الروتين والفساد والمحسوبية والامتيازات والاستثناءات.
■ هل يوجد اعتراف داخل الجماعة بخداع القيادات لهم؟
- لا يوجد الآن شىء يسمى «جماعة الإخوان»، وتم نسيانها نهائياً، ومجموعة الإخوان التى تتحدث عن السلمية و«بتشرب لبن قبل النوم» انتهت، وما يوجد الآن هو مجموعات إخوانية تنظم لعمليات عسكرية وهناك تمويل لها، والدولة القوية الصحيحة لا تعترف بشىء اسمه الجماعة، وعلى الدولة ألا تتخذ أسلوب «السادات» و«مبارك»، فالإخوان أيدوا جمال عبدالناصر ومكنوه من البلاد، وعندما خالفهم فكروا فى قتله، وتكرر الأمر مع «السادات» وهم أول من بايعوا «مبارك» وأيدوه، فالدولة الصحيحة القوية لها دستور قوى تعمل من خلاله، فأول من يدفع ثمن الإرهاب هو الدولة، وعلى الدولة مواجهة العنف الإخوانى.
■ وماذا عن إقرارات التوبة الإخوانية فى السجون؟
- أعداد المتراجعين عن الإخوان خارج السجون آلاف لا تُحصى، أما المجموعات التى داخل السجون وأقرت بالتوبة فعددهم 400 شخص، أجمعوا على التراجع عن التنظيم والاعتذار للدولة والانخراط فى المؤسسات.
■ هناك دعوات لعدم تنفيذ أحكام الإعدام ضد قيادات الإخوان حتى لا تزداد عمليات العنف.. فما رأيك؟
- لن يحدث شىء.. ومش شرط أن تكون هناك إعدامات، فالإعدام الحقيقى تم من قبَل الشعب المصرى، ومسألة الإخوان والمصالحة معها وانخراطها فى الحياة السياسية يحددها الشعب.
■ وماذا عن إرهاب «داعش» و«بيت المقدس» بمصر؟
- مَن يعتقد أننا أمام مشكلة إرهاب عليه أن يدرك جيداً أن «السيسى» لا يحارب تنظيم «داعش» أو موجات الإرهاب فقط، وإنما نحن نقاتل أمريكا، فلننظر إلى الأسلحة التى لدى تنظيم «داعش» الإرهابى، والأسلحة التى بيد الحوثيين، والأسلحة التى بيد الجيش النظامى فى اليمن، فأمريكا تزود كل الأطراف بالأسلحة، وتدعمهم بالأموال، وما الجماعات الإرهابية إلا وسيلة تنفذ بها أمريكا أغراضها حتى لو لم يكونوا إرهابيين فهم أُجَراءُ لتحقيق هدف معين.