حقيقة وفاة ضحايا "موجة الحر" بـ"فيروس مُعد"

كتب: هيا حسن

حقيقة وفاة ضحايا "موجة الحر" بـ"فيروس مُعد"

حقيقة وفاة ضحايا "موجة الحر" بـ"فيروس مُعد"

61 حالة وفاة وأكثر من 700 مصاب في 4 أيام فقط، نتيجة موجة الحر الشديدة التي تشهدها مصر هذه الأيام، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة. الموجة الشديدة لم تضرب البلاد منذ سنوات، وأعداد المتوفين تثير الذعر بين المواطنين، وسط إفادات من أطباء عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تشير إلى وجود فيروس ما غير معلوم، أو اشتباه في انتشار مرض "الالتهاب السحائي الوبائي" و"الحمى الشوكية".
"الوطن"، ذهبت أمس الثلاثاء، إلى مستشفى الحُميّات في منطقة العباسية بالقاهرة، ورصدت الأجواء التي يعيشها أهالي المرضى المصابين بـ"ضربة شمس" على حدْ قول وزارة الصحة.
"والدتي ظهرت عليها أعراض تمثّلت في ارتفاع درجة حرارتها ودخلت في غيبوبة"، هكذا وصف أحد أبناء سيّدة وصلت إلى المُستشفى، ويقول إن كل ما يحدث هو رش الحالات بالمياه، "العديد من الحالات ماتت أمام عيني، وأخرى نُقِلت إلى الرعاية المُركزّة، بالإضافة إلى أن المستشفى طلب منّا تحاليل دم".
سيّدة أخرى تحدث إلى "الوطن"، عن حالة زوجها الذي أصابه ارتفاع شديد في درجة الحرارة وتشنّجات متقطعة، وتشير إلى أن نفس الأعراض أصابتها إلا أنها لم يحدث لها مكروه.
امرأة عجوز، محجوزة في المستشفى منذ 4 أيام، تعرّضت هي الأخرى لتشنّجات وارتفعت درجة حرارتها ودخلت في غيبوبة، بحسب ما أفاد ابنها لـ"الوطن".. الأمر زاد سوءًا ما دفعه لنقل والدته إلى مستشفى آخر للكشف على الكَبِد.
يضيف: "ما يُعرض على شاشات التليفزيون غير صحيح، الواقع هنا داخل المُستشفى أفظع كثيرًا. حالات عديدة تموت، وآخر نقل أمه من مُستشفى حُميّات إمبابة، التي هي أسوء حالًا، إلى حُميّات العبّاسية، ولم تستجب حالتها لأي تحسن".
"الحالات المُعلن عنها أقل بكثير من الحقيقة"، بحسب أحد العُمّال في المستشفى، الذي كذّب بيانات وزارة الصحة، "نحو 65 حالة إلى الآن، وخرجت 32 حالة منذ قليل. العديد من الجثث تنتظر ذويها".
يقول: "في الثانية من ظهر أمس، خرج أكثر من 40 حالة، واليوم خرج أيضًا أكثر من 25 حالة. هناك أمر غريب يحدث، الأطباء بالداخل يتكتمون على شيء ما، الأمر مريب، وغالبًا هناك فيروس في الجو.
لم يختلف الأمر كثيرًا في مستشفى حميات إمبابة، نفس الأعراض تظهر على الحالات. تروي إحدى السيدات، أن الأعراض التي ظهرت على شقيقتها هي تشنّجات بسيطة وارتفاع شديد في درجة حرارة جسمها، وحجزناها في المستشفى للاطمئنان عليها.
وقال آخر، إن والده تعرّض لارتفاع شديد في درجة الحرارة وفقدان بسيط في الوعي، وهو لا يعلم حتى ماذا بعد رش المياه على جسد شقيقه الذي لا يرى عليه أي تحسن.
الدكتور رؤوف محمود، المتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية، يقول إن الالتهاب السحائي الوبائي هو عبارة عن التهاب في أغشية المخ، وأن الأعراض التي تصيب المريض هي تشنجات وارتفاع في درجات حرارة الجسم وشد في عضلات الرقبة وعندما تسوء الحالة يتعرض المصاب بذلك المرض إلى فقدان في الوعي، وينقل المرض عبر الهواء أو الرزاز والعطس.
وقال مصدر طبي بالمؤسسة العلاجية بالقاهرة، متخصص في أمراض القلب، إنه بدأ في استقبال الحالات بالمستشفى خلال وردية عمله يوم السبت والأحد الماضيين، وكلها حالات بنفس الأعراض تمثّلت في تشنجات وشبه فقدان للوعي وارتفاع في درجات حرارة الجسم وبعض حالات الطفح الجلدي، بأعمار مختلفة ليس كما يزعم البعض بأن الحالات كلها بين الأطفال والمسنين وإنما توافدت حالات كثيرة من الشباب على المستشفى.
وأضاف: "الحالات ليس لديها تاريخ مرضي، ولم تشتك من الإصابة بفيروس من قبل، وبعض الحالات أتت من منازلها بنفس الأعراض، وهذا يوضح أنهم لم يتعرضوا لحرارة الشمس الشديدة، وتوفي خلال يومين أمامي 4 حالات".
وأوضح أن الوضع كان غريب وليس طبيعيًا، ولا يستطيع الجزم بأن هناك فيروس أو إصابة بمرض الالتهاب السحائي الوبائي، أو حتى حمى شوكية، كما لا يستطيع الجزم أيضًا بأنها كلها حالات نتيجة للإجهاد الحراري.
"كل حالات الوفاة مكتوب في تقريرها أن سبب الوفاة توقف في عضلة القلب ومشكلة في الجهاز التنفسي"، بحسب المصدر، و"بدأنا نبلغ الوزارة أن الأعداد غير طبيعية، وأن الأعراض كلها متشابهة. كان الرد إن هذا إجهاد حراري، بالإضافة إلى توزيع نشرات للمستشفيات من إدارة مكافحة العدوة التابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، مكتوب فيها كيفية التعامل مع إصابات الإجهاد الحراري، ولم يطلبوا من أحد تحليل أي عينات أو مزارع لها، ولم يطلبوا منّا حتى جمع معلومات عن الحالات، كل ما طلبوه منّا هو حصر الأرقام وجمعها وإرسالها للإدارة".
الدكتور محمد بيومي، مدير إدارة مكافحة العدوى بوزارة الصحة، قال إنه لا يعلم شيء عن النشرة التي وزِّعت على المستشفيات، وبالتأكيد لا يوجد أي فيروس، وهو مجرد إجهاد حراري ليس أكثر.
وأضاف لـ"الوطن"، "من يُسأل عن تلك النشرة هي الدكتورة ميرفت غازي، مديرة إدارة مكافحة العدوى بأمانة المراكز الطبية المتخصصة".

مواضيع متعلقة