حكم القزع.. وما الفرق بينه وبين تدريج الشعر للرجال؟

كتب: رؤى ممدوح

حكم القزع.. وما الفرق بينه وبين تدريج الشعر للرجال؟

حكم القزع.. وما الفرق بينه وبين تدريج الشعر للرجال؟

دائماً ما تحرص الشريعة الإسلامية على أن يظهر المسلم بشكل لائق أخلاقياً واجتماعياً، إلاّ أنه قد يرتكب بعض الأمور التي حرمها أو نهى عنها الإسلام، دون معرفة منه بحكمها الشرعي، وفي هذا الصدد، يرغب البعض في معرفة حكم القزع، وهل هو ذاته تدريج الشعر المتعارف عليه عند الرجال؟

حكم القزع

وحول حكم القزع، أوضحت دار الإفتاء المصرية، الأمر في المذاهب الأربعة، فعن نافعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما، أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن القَزَعِ، قال: «قلتُ لنافعٍ: وما القَزَعُ؟ قال: يُحلَقُ بَعضُ رأسِ الصَّبيِّ، ويُترَكُ بَعضٌ ، وعن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما: "أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأى صَبيًّا قد حُلِقَ بَعضُ شَعرِه وتُرِكَ بَعضُه، فنهى عن ذلك، وقال: احْلِقُوه كُلَّه، أو اترُكوه كُلَّه».

وشددت الدار على أنّ حكم القزع في المذاهب الأربعة مكروه، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ «الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة، والحَنابِلة»، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك.

حكم تدريج الشعر للرجال

وقد أوضحت الدار الفرق بين القزع وتدريج الشعر، وأوضحت أنه عندما يذهب شخص للحلاق ولا يحلق شعره كله بسوى واحد، ويخفف الجزء الذي فوق الأذن ويتدرج في الشعر إلى أن يصل إلى وسط الرأس من فوق، فإن هذا لا يعد قزعًا، وهو شكل من أشكال الحلاقة ويُعطى شكلًا جماليًا.

حكم الوشم

ويذكر أنّ القزع منتشر بين الرجال فإن هناك إحدى أساليب التجميل والزينة لدى السيدات وهو الوشم، وقد وردت آراء كثيرة حول الحكم الشرعي لهذا الفعل، وفي هذا الصدد لفتت دار الإفتاء إلى أنّ السنة النبوية قد حرمت الوشم، موضحة الفرق بينه وما يسمى بـ«التاتو»، وتابعت: «التاتو أو الوشم نوعان منه الثابت، ومنه المؤقَّت، أما الثابت فهو الوشم بالمعنى القديم الذي يتم عن طريق إحداثِ ثُقْب في الجلد باستخدام إبرة معينة، فيخرج الدم ليصنع فجوة، ثم تُملَأ هذه الفجوة بمادة صِبغية، فتُحدِث أشكالًا ورسوماتٍ على الجلد».

وقد اتفق الفقهاء على حرمانية هذا النوع من الوشم؛ لما رواه الشيخانِ في "صحيحيهما" عَنْ علقمةَ، عن عبد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَال: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ». ففي هذا الحديث دليل على حرمة الوشم بالصورة السابقة؛ لأن اللعن الوارد في الحديث لا يكون إلا على فعل يستوجب فاعلُه الذَّمَّ شرعًا.

أما النوع الثاني منه وهو الوشْم المؤقَّت، الذي تستخدمه بعضُ النساء للزينة كتحديد العين بدل الكحل أو رسم الحواجب، أو عمل بعض الرسومات الظاهرية على الجلد باستخدام الصبغات التي تزول بعد فترة قصيرة من الوقت ولا يأخذ الشكل الدائم، فإنه داخلٌ تحت الزينة المأذون فيها لا تحت الوشم المنهي عنه.

معنى الوشم

الوشم، وهو غرز الجلد بالإبرة حتى يخرج الدم ثم يذر عليه نحو نيلة ليزرق أو يخضر بسبب الدم الحاصل بغرز الإبرة حرام.

دعاء التوبة

ولكون القزع والوشم الدائم من الأفعال التي نهت عنها الشريعة الإسلامية، فإنه يجب على المسلم الإقلاع عن الذنب وترديد أدعية التوبة، وهي كالتالي:

« اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لايطلع عليها.. أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك».

« اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوئ بذنبي فأغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا».

« ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا أصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».

« اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك، يارب الأرض والسموات، اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته وتعمدته أو جهلته، وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك، ولا يسعها إلا حلمك».

« اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجي عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن أرحمني يا عفو أعفو عني يا رؤف أرأف بي».

« ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين».

« ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب، ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد، رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي أني تبت إليك وإنى من المسلمين».

« رب أنزلني منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، وأجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأجعلنا من الراشدين، و أجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين».

« ربنا أصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرًا ومقامًا، ربنا أصرف عنا السوء والفحشاء وأجعلنا من عبادك المخلصين، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عنا. اللهم عافنا وأعف عنا في الدنيا والآخرة».

فضل التوبة

التوبة إلى الله -تعالى- لها فضائل عديدةٌ، منها:

1-سببٌ لمحبة الله عزّ وجلّ، فإنّ الله يحبّ التوابين.

2- سببٌ للعفو عن السيئات وقبول الأعمال.

3- سببٌ للنجاة من النار ودخول الجنة.

4-سببٌ في فلاح العبد.

5- سببٌ لنيل رحمة الله ومغفرته.

6- سببٌ للأجر العظيم وتحقيق الإيمان.

7-سببٌ في كسب الحسنات بعد السيئات.


مواضيع متعلقة