الحياة على ضوء "حرائق المحولات" بحدائق الأهرام: "لا نور ولا مياه"

كتب: رنا على

الحياة على ضوء "حرائق المحولات" بحدائق الأهرام: "لا نور ولا مياه"

الحياة على ضوء "حرائق المحولات" بحدائق الأهرام: "لا نور ولا مياه"


{long_qoute_1}

رائحة «شياط»، وألسنة لهب مقبلة من بعيد، المار يعتقد أنها للتدفئة لكن وحدهم سكان منطقة حدائق الأهرام يعرفون أصل الحكاية، «المحولات فرقعت» جملة لم يسمع سواها السكان فى كل مرة يحاولون فيها الاستفسار عن الأزمة، محاولات لحل أزمة انقطاع الكهرباء لكن كلها دون جدوى، حتى قرر السكان تنظيم وقفة بعنوان «مش هنسيبها تولع» للقضاء على ظاهرة انقطاع الكهرباء واحتراق المحولات الرئيسية فى منطقتهم.
النوم فى «البلكونة»، المبيت خارج محيط الحدائق، الضغط على أرقام طوارئ شركة الكهرباء، مجموعة من البدائل لجأ إليها «مريم بدوى» و«شدا أحمد» و«أحمد الفولى» منظمو وقفة «مش هنسيبها تولع» لمعالجة أزمة انقطاع التيار الكهربائى المتكرر على مستوى البوابات الأربعة لهضبة الأهرام، تقول «مريم» التى شهدت بنفسها احتراق المحول الرئيسى فى منطقتها: «كلمت طوارئ الكهرباء، قالولى حاضر هنيجى و6 ساعات لا حس ولا خبر»، التقطت عدة صور للنيران التى أضاءت الشارع فى انتظار قدوم الطوارئ، لكن لم يستجب أحد لاستغاثتها: «أنا التكييف اللى عندى اتحرق والثلاجة والغسالة غيّرتهم.. إحنا بندفع من جيبنا ومحدش حاسس بينا».
جانب آخر من المعاناة ترويها جارتها «شدا»، من سكان منطقة «ح» بالحدائق، فالأمر لم يقف عند انقطاع التيار الكهربائى، بل امتد فى العديد من المناطق لانقطاع المياه والتليفونات: «ولادى بيموتوا من الحر، حتى المياه اللى ممكن تهوِّن مقطوعة، والتليفون والإنترنت مفيش، من الآخر إحنا فى جزيرة منعزلة، وشركة الكهرباء بتعمل إصلاحات الساعة 2 بالليل وحاطين إيديهم فى ميه باردة. ولو رجعوا الكهرباء، ربع ساعة وترجع تقطع تانى. حسبى الله ونعم الوكيل».
بين أزمة الكهرباء وردود من نوعية «هنتصرف» على ألسنة المسئولين، يروى أحمد الفولى حقيقة الوضع بمنطقة حدائق الأهرام التى تغرق فى الظلام منذ 30 يوماً تقريباً، بالإضافة إلى احتراق أكثر من 11 محولاً، وفق قوله، الأمر الذى دفعه إلى الاتحاد مع بقية السكان والدعوة للتظاهر أمام مبنى المحافظة ورئاسة حى الهرم السبت 22 أغسطس الحالى، «شركة الكهرباء قالولنا نسيب لهم مهلة 10 أيام، ولو متمش حاجة هنتصرف إحنا، وهنقدم بلاغات وشكاوى فى حق المحافظ ورئيس الحى، لأن دى أرواح ناس مش لعبة».
المهلة التى تعهد بها المهندس «محمد حسين» رئيس قطاع شركة الكهرباء بالهرم، حتى تتمكن الشركة من استبدال المحولات الكهربائية القديمة التى تسع 500 ألف وات بأخرى قدرتها تصل إلى الضعف وتغيير الكابلات الضعيفة، أكد الالتزام بها وإنجاز المهمة خلال 10 أيام، مشيراً إلى أن الأزمة ليست من شركة الكهرباء لكن بسبب «المقاولين» وأصحاب العقارات المخالفة، ويتابع: «العدادات اللى عندنا لا تتعدى 37 ألف عداد، لكن الضغط على التيار أعلى بسبب الممارسة اللى بتخلى أصحاب العمارات تشترى كابلات رديئة وتضغط على المحول، وفى الآخر إحنا اللى فى الوش مع السكان، فقررنا نغير على حسابنا المحولات. لأن الساكن ملوش ذنب».


مواضيع متعلقة