«التهجير» سنُحبطه وسنُجهضه وسنُفحِم من دبروه
على الدول العربية أن تعلم بأن قوة مصر بمثابة تعزيز لقوة الدول العربية في الأوقات الصعبة، مصر لها ثقل سياسي ودبلوماسي وتاريخي وعسكري وشعبي، فالبُعد القومي العربي موجود في مصر، وتَبَنِّي القضايا العربية والعمل على حلها لا تَقدِر عليه أي دولة ولا تستطع أي دولة التصدي للمخاطر التي تحيط بالدول العربية إلا مصر أو بصحيح العبارة: قَدَر مصر أنّها الشقيقة الكبرى وتحمل على عاتقها حماية الأمن القومي العربي لأنه لا ينفَصل عن الأمن القومي المصري.
مصر -لما تمتلك من قوة في كل المجالات- تُعتبر صمام الأمان للدول العربية.. «قوة مصر» نابعة من شعبها النابض بالوطنية والمُحب لوطنه وأرضه والرافض للفتنة والانقسام والمتمسك بوحدته ووقوفه خلف قيادته.. «قوة مصر» نابعة من قوة جيشها المهيب المتطور والذي تم تسليحه بأحدث الأسلحة المتنوعة من الشرق والغرب والمدرَّب تدريبا عمليا على المواجهات والمناورات بالذخيرة الحية وامتلاك قياداته للعقل والحكمة والتريُث والوطنية والأمانة.. «قوة مصر» نابعة من النضال الشعبي الذي اعتدنا عليه تارة للدفاع عن الوطن من مخططات التقسيم وتارة للتصدي للتحديات الاقتصادية وتارة لمواجهة الإرهاب وتارة لإعادة بناء الوطن من جديد.
«قوة مصر» نابعة من قدرتها على مواجهة العواصف والأعاصير التي هبت لنشر الفوضى والعنف والتطرف وتحويل كل هذه العواصف والأعاصير إلى عامل مساعد على التقدم للأمام وإحداث تنمية حقيقية في البلاد يشهد لها القاصي والداني.. «قوة مصر» نابعة من شبابها الذي يمثل 65% من عدد سكانها وهُم العامل الأكبر لتفعيل حراك سياسي واقتصادي في المجتمع بالكامل وأيضا لإنجاز كل شيء سواء مشروعات قومية أو تعمير الصحراء وتحويلها إلى أراضٍ خضراء أو الدفاع عن الوطن في الأوقات العصيبة.
«قوة مصر» -التي نتباهى بها- نابعة من الأمن والاستقرار الذي يشعر به كل من يعيش على أرضها، الأمن الذي يُشيد به الجميع سواء أشقاء عرب أو أجانب، الأمن الميزة الرئيسية لهذا الوطن المستقر على كافة المستويات، تزايد معدلات السياحة أكبر دليل على ذلك، تزايد أرقام التصدير أكبر دليل على ذلك، نقص نسبة البطالة ووصولها إلى 6.5%، بحسب تصريحات لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، دليل على ذلك، لأن الأمن هو العامل الرئيسي في كل ما تحقق، وعلينا الاعتراف بأن (لولا الأمن لما تحقق شيء).
مصر دولة كبيرة، لديها مؤسسات وطنية تعمل لصالح الوطن فقط.. «قرار مصر» من داخلها ونابع من قوتها وإرادتها الداخلية التي لا تعلوها إرادة، لذلك كان شعورا ونحن نرى العالم العربي بل وجميع دول العالم بما فيها الدول الكبرى والفاعلة تنظر للموقف المشرف لمصر من رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة على أنّه موقف قَلب الموازين الدولية وأحبط المخططات العنصرية وأجهض عملية مُدبرة لتصفية القضية الفلسطينية وأفحَم من دبروها ومن خططوها ومن أرادوا تنفيذها ومن كانوا يستعدون للطعن في مصر حال حدوثها ومن كانوا يستعدون للتشفي وإلصاق التُهم بمصر.
مصر لا تعرف إلا الأمانة والشرف في التعامل مع القضايا العربية، ولا تقبل التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، ولا تترك الأطماع الخارجية تعيث فسادا في الأراضي العربية، مصر لديها بُعد نظر ورؤية مُستقبلية وقراءة تحليلية صائبة -لا تخيب أبدا- لما تراه في صالح الأشقاء العرب جميعا.