فضل صلاة الفجر.. «خير من الدنيا وما فيها»

يحرص الكثير من المسلمين على أداء العبادات المستحبة والذكر والصلاة والدعاء في شهر رمضان، وتحديدا أداء صلاة الفجر في موعدها، إذ ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية، لذا يحرص الكثيرون على المواظبة عليها.

 فضل صلاة الفجر 

وحول فضل صلاة الفجر، فقد أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن صلاة الفجر من الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع: ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذا لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا.

وورد في فضل صلاة الفجر عن أم المؤمنين السيدة عائشة أنَّ الرسول قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.

فضائل صلاة الفجر 

وفي فضل صلاة الفجر، قال الإمام النووي في (شرحه على مسلم) «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا.

وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ» متفقٌ عليه.

واستمرارا للحديث عن فضل صلاة الفجر، قال الشيخ ابن القيم في (زاد المعاد) وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرًا وحضرًا، وكان في السفر يواظب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى سنة راتبة غيرهما.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ» أخرجه الأئمة: أحمد في المسند، وأبو داود والبيهقي في السنن، والبزار في المسند، والطحاوي في شرح معاني الآثار.

وأشارت دار الإفتاء خلال الحديث عن فضل صلاة الفجر، أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في السنن، والطبراني في الكبير.

أدعية بعد صلاة الفجر 

ويمكن للمسلم استغلال الوقت التالي لصلاة الفجر حيث يكون وقت سكون في الدعاء وخاصة في شهر رمضان، إذ يستجاب الدعاء فيمكن للمسلم أن يدعو بما يريد ويتمنى، وكذلك يمكن ترديد الأدعية التالية على سبيل المثال: 

- اللهم إنّي أسألك أن ترزقني رزقًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، اللهم ارزقني من فضلك وسعتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

- اللهم إنّي أسألك أن توسع لي في رزقي، اللهم اكفني بحلالك وعطائك، وأغنني عن خلقك، اللهم إنّك كريم قدير فقدر لي الرزق الكثير وأكرمني بعطائك يا رب العالمين.

- اللهم إنك قلت ادعوني أستجب لكم؛ اللهم إني أدعوك وأرجوك أن ترزقني من خيرك بخيرك الذي لا يملكه غيرك، اللهم ارزقني وبارك لي فيما رزقتني يا رزاق يا كريم.

- اللهم إني أصبحت منك في عافية، وستر، وفضل، فتمم لي فضلك بتفريج همي، وتنفيس كربتي، اللهم فرج همي وغمي، واشرح صدري يا رحمن يا رحيم.

- اللهم إنك عليم بحالي غني عن سؤالي، اللهم لا تدع الهموم تثقل كاهلي وارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء، الله اجعل الفرج قريبًا، وبشرني به يا رب العالمين.

- اللهم يسر لي أمري، واشرح لي صدري، وسهل لي كل صعب، وقرب لي كل بعيد يا عزيز يا حكيم.

- اللهم إني وكلتك أمري وأنت خير وكيل، اللهم دبر لي أمري، فإنك أنت من يحسن التدبير يا ذا الجلال والإكرام يا عزيز يا قدير.

- اللهم إنك تعلم ولا نعلم، وتقدر ولا نقدر، اللهم علّمنا من فضلك، ودلنا على الخير بفضلك.

- اللهم لا تردني وأنا أدعوك، ولا تخيبني وأنا أرجوك، اللهم وفقني لما تحبه وترضاه.

- اللهم اكتب لي التوفيق، والسداد، والنجاح في أمري كله يارب العالمين.

- اللهم إنك مدبر الكون، ومصرف الأمر، ومبدّل الأحوال، اللهم بدّل حالي إلى أفضل حال، اللهم بدل مرضي بالشفاء، وألبسني ثوب الصحة والعافية، اللهم اجعل عمري مليئًا بطاعتك، وقلبي بمحبتك، واجعل لساني عامرًا بذكرك وشكرك، سبحانك أنت من تستحق الشكر والثناء.