اللعبة مستمرة.. وما زالت «مصر» تقول (لا)
دفاعاً عن القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، تقول مصر (لا) لتهجير الأشقاء الفلسطينيين و(لا) لتصفية القضية الفلسطينية، (لا) المصرية تُقال بصوت مرتفع دون مواربة أو تردد، (لا) المصرية تُقال بالفُم المليان ويتم تشكيل جبهة عربية ودولية لتعزيز هذا الرفض التام والصريح وغير القابل للنقاش.
كل التحركات الإسرائيلية فى هذا الشأن لجعل الحل الوحيد هو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والتذرع بأن غزة أصبحت مكاناً غير قابل للعيش فيه يُقابلها تحركات مصرية مُستمرة من أجل تجهيز خطة كاملة شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها مع بقائهم فى أراضيهم أثناء عملية الإعمار، خطة مصر لإعادة إعمار غزة هدفها إفشال محاولات إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية، إسرائيل دمرت قطاع غزة وهدمت كل ما فيه وضغطت على الأهالي من أجل النزوح للجنوب وتريد إخراجهم من غزة.
مصر فهمت (اللعبة The Game) وتماشت معها، لكنه كان تماشياً لإفشالها، حيث أدانت مصر ورفضت قصف الطائرات الإسرائيلية للمستشفيات والمدنيين والمدارس والجامعات والمقرات الحكومية ومقرات المنظمات الدولية بل وطالبت المجتمع الدولي بتحمُّل مسئولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني وإيقاف القصف الإسرائيلي، دخلت مصر فى (Game) جديد ضد إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية انتهت بانتصار مصري وإحراج «نتنياهو» وفضح ممارساته.
دخلت مصر فى (Game) جديد ضد إسرائيل خلال المفاوضات الرامية لإحداث هدنة بين إسرائيل وحركة حماس انتهت بانتصارات عديدة تم تحقيقها ومنها: عودة أهالي الشمال إلى منازلهم وإفشال الوجود الإسرائيلي فى معبر رفح والخروج من محور نتساريم -رغم أنهم جعلوه ثكنة عسكرية ضخمة- وإفشال «خطة الجنرالات» التى كانوا يريدون تنفيذها فى شمال غزة وتقسيم قطاع غزة لأربعة محاور.
لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ثم دخلت مصر فى (Game) جديد آخر يتعلق بالجهر بالهدف الأساسى من وراء محاولات إسرائيل لضرب غزة وتسويتها بالأرض وهو (تهجير أهلها للخارج)، لكن مصر أفشلت المخطط بأن أعلنت عن أن جميع قرارات الشرعية تؤيد حق الفلسطينيين فى دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أراضى (الرابع من يونيو 1967) والعمل على إتمام حل الدولتين وهو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
وبالتالي يسود السلام فى المنطقة بأكملها، وشكلت مصر جبهة قوية رافضة لهذا المسلك الرامي لتهجير الفلسطينيين ودافعت عن وجهه نظرها باستماتة وثبات وقوة وقدرة على قول «لا» لهذا المخطط.
مصر حريصة على تثبيت الهدنة وإتمام جميع مراحلها حتى يتم إدخال جميع الكرفانات والخيام والتمهيد لإعادة الإعمار فى ظل بقاء أهالي غزة فى أرضهم دون تهجيرهم طبقاً لخطة مدروسة ومُحددة تهدف لإزالة الأنقاض والإعمار خلال مدة تتراوح بين 3 و5 سنوات بدعم عربي ملحوظ وتعمل على الحصول على دعم دولي كبير.
وزيارة الرئيس السيسي لـ«إسبانيا» خير دليل على ذلك وهى بمثابة خطوة مصرية للحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي، خاصة أن إسبانيا فاعلة جداً فى الاتحاد الأوروبي ومعروف عنها رؤيتها التي تتوافق مع الرؤية المصرية بضرورة إعادة الإعمار وحل الدولتين.