إعادة تشكيل المنطقة!

قانون اللعبة الآن فى هذا الزمن الذى يتمثل «بسيولة سياسية» غير مسبوقة أن التوازنات والعلاقات والتحالفات والانقسامات التقليدية كلها على «كف عفريت».

كل شىء الآن، نقصد بذلك كل شىء، وكل الأطراف، ونقصد بذلك كل الأطراف الإقليمية، قابلة للتعديل والتغيير والانتقال من خندق إلى خندق آخر!

كل شىء الآن قابل للصعود أو الهبوط أو لمزيد من العداء أو لمزيد من التقارب.

آخر محاولات تلك الحفنة المريضة هى كل محاولات «التحقير» و«السخرية» من إنجاز شعب مصر العظيم فى بناء قناة جديدة فى منطقة السويس.

42 ألف عامل ومهندس وإدارى مصرى قاموا بحفر قناة جديدة تم إنجازها فى زمن قياسى غير مسبوق.

فى حفر القناة الأولى استمر الحفر عشر سنوات، وراح ضحية المشروع 120 ألف مصرى، فى القناة الجديدة تم إنجاز المشروع فى أقل من عام دون أى خسائر بشرية.

هذا المشروع تم تمويله بالكامل من خلال المشاركة المجتمعية للشعب المصرى بكل فئاته فى إقبال جماهيرى غير مسبوق على شراء السندات.

كنت أتمنى، وهذا يدخل فى أحلامى الرومانسية، أن يصدر عن أى مسئول من أى مكان فى العالم يعبّر عن جماعة الإخوان تهنئة للشعب المصرى على إنجازه، لكن ذلك -للأسف الشديد- لم يحدث.

كل ما سمعناه فى قناة «الجزيرة» يوم الاحتفال بالقناة أن ممثلين للإخوان فى أسطنبول ولندن يصفون المشروع بأنه مجرد حفرة كبيرة مُلئت بالمياه!

إذا كان المشروع ليس ذا معنى، فلماذا كان تكالب قيادات الإخوان فى زمن الرئيس محمد مرسى على إعطاء امتيازاته لكل من قطر وتركيا والحديث عنه على أنه إقامة «إقليم جديد يضاف لمصر» وأنه الخطوة الأولى فى مشروع «النهضة»؟!

لماذا نسعى دائماً إلى تجاهل الحقائق ومحاولة «استغباء» الناس والتعامل معهم على أنهم يمتلكون ذاكرة السمك؟!

شقة.. سوق.. موقف.. إلخ