"طائفية" و"تدمير البنية التحتية" و"داعش"..تركة أمريكية في العراق

كتب: بسنت نصر

"طائفية" و"تدمير البنية التحتية" و"داعش"..تركة أمريكية في العراق

"طائفية" و"تدمير البنية التحتية" و"داعش"..تركة أمريكية في العراق

مأساة تمتد جذورها لأكثر من عقد كامل، حين ظن الشعب العراقي أن الخلاص من الرئيس السابق صدام حسين، يعني نهاية الظلم وبداية حياة جديدة حتى لو بيد الأمريكان، لكن لم يكن هذا سوى بداية دخول العراق في بحر الظلمات.


اجتاحت البلاد التظاهرات، منددًة بتفشي الفساد والإرهاب وقلة الخدمات، وعدم حصول المواطن العراقي على حقوقه المشروعة بحياة كريمة، لكن لا يمكن إغفال الحرب الأمريكية من المشهد الحالي، وما ألحقت به العراق من ضياع ثرواتها وتشرد الآلاف من الأسر خارج البلاد، وتعرضهم لمخاطر التهجير والمخيمات.

{long_qoute_1}

خلف الاحتلال الأمريكي للعراق، تدمير كامل للبنية التحتية للاقتصاد العراقي، أصبحت بسببه بلاد الرافدين غير قادرة على توفير مستلزمات الحياة العادية، وانهارت مواردها الأساسية وتوقفت الوحدات الاقتصادية، وبعد أن كانت العراق من أغنى دول العالم ومقصد كل من يريد الثراء، حيث كانت تنتج قبل الغزو الأمريكي 2.8 مليون برميل من النفط يوميا، تفتقر الآن لمصدرها الرئيسي في الدخل، لعدم القدرة على تصفية كميات النفط، نظرًا لقلة الكهرباء التي تتمحور حولها تظاهرات العراقيين هذه الأيام، كما أصبحت العراق تنتظر المعونات الإنسانية، بعد احتكار ثرواتها المعدنية والزراعية، فلم يرحم الاحتلال شيء، ليخرج العراق من تداعيات حرب الكويت إلى المأساة الأمريكية.

{long_qoute_2}

ورغم الدمار الهائل الذي لحق بالاقتصاد جراء الحرب، إلا أنها تركت آثارها أيضًا على العلاقات الاجتماعية، حيث تسببت في كثير من المشاكل الطائفية، التي أدت إلى زيادة الانشقاقات في وحدة الصف العراقي، فمنذ دخول أمريكا العراق أبدت رغبتها في رفع الظلم عما أسمته "الطوائف المقهورة"، لتفتح المجال للمزايدات الدينية والعنف بين السنة والشيعة والأكراد، كما أدت سيطرة الشيعة على المناصب الرئيسية في الدولة، وتهميش السنة، ورغبة الأكراد في السلطة التنفيذية، إلى تهاوي فكرة "الهوية العراقية" وتصدر مشهد الجماعات الطائفية.


ولم ينج العراقيون من التهجير القسري والنزوح عن بلادهم حماية لأرواحهم من القصف والاعتداء، فبحسب تقرير لوكالة "بي بي سي" البريطانية، يقدر عدد العراقيين الذين أجبرو على ترك بيوتهم بسبب الاحتلال الأمريكي، نحو 3 مليون شخص، هرب نصفهم خارج البلاد، والنصف الآخر نزح إلى مناطق أخرى داخل العراق، وبحسب تقرير للأمم المتحدة يحتل العراق المركز التاسع عالميًا ضمن الدول المصدرة للاجئين.

 

{long_qoute_3}
كان ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، والمنظمات الإرهابية، نتيجة طبيعية لما يحدث منذ 2003، بعد فتح الباب للتدخل الخارجي في الشأن الداخلي للعراق، والتحكم في مراكز صنع القرار، وتسريح الجيش العراقي بالكامل، بعد أن كان السادس ضمن قائمة أقوى جيوش العالم، والاكتفاء ببضع مجموعات دربتها أمريكا لحماية مصالحها، ومحاولة طمس الهوية العراقية ومعالم الدولة، بتصدير فكرة "الدولة الإسلامية بالشام والعراق" لتكون بؤرة للإجرام وانتهاك حقوق الإنسان والإعدام الجماعي والاعتقالات العشوائية، والقتل على أساس ديني وجرائم الحرب ونشر الفوضى الخلاقة، التي أدت إلى وطن ممزق كلما حاول النهوض بالبلاد يجد من يريدون له أن يبقى قابعًا في الخراب.


مواضيع متعلقة