«الظلام» يضرب المحافظات.. و«الكهرباء»: الشبكة القومية دون تخفيف أحمال

كتب: نادية الدكرورى وصلاح عبدالله وصالح رمضان وإسلام فهمى وميشيل عبدالله وسعاد أحمد

04:20 ص | الأحد 09 أغسطس 2015

{long_qoute_1}

عاد شبح الظلام يضرب المحافظات، مما فجر حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين، خاصة فى ظل الارتفاع الرهيب فى درجات الحرارة الذى يسيطر على أنحاء الجمهورية، ففى مدينة القصير بالبحر الأحمر استمر انقطاع التيار للأسبوع الثانى على التوالى، وحرر عدد كبير من الأهالى محاضر ضد شركة الكهرباء، وقال مصطفى سباق، أحد المواطنين: «التيار ينقطع يومياً لمدة ١٨ ساعة، والشركة لا تبالى بمعاناة الأهالى من شدة حرارة الجو، رغم وجود حالات مرضية، وكبار السن والأطفال».

واشتكى أهالى حى الجون الشرقى، وعدد من الأحياء القريبة منه بمدينة الفيوم، من انقطاع التيار، دون سبب واضح، وأنه أصبح متكرراً، منذ حدث عطل فى محطة الكريمات، قبل أسبوعين. وقال عادل عبدالهادى، من أبناء الحى، إنهم اتصلوا عدة مرات على رقم 121 الخاص بإدارة أعطال الكهرباء لساعات، لكن الرقم مشغول طوال الوقت، وأن الشركة لا تجرى الصيانة اللازمة للمحولات، لذلك ينقطع التيار عدة مرات فى اليوم، وكل مرة تزيد على الساعتين، مطالباً بمحاسبة المقصرين.

وفى المنيا، تفاقمت الأزمة، خاصة عند عودة التيار بشكل مفاجئ، مما يتسبب فى تلف الأجهزة بالمنازل، وقال فاخر محمد، موظف، إن معظم الأجهزة فى منزله احترقت لهذا السبب، وفى قرية «إطسا المحطة»، التابعة لمركز سمالوط، قال خلف عبدالحكم، مدير مدرسة، إن التيار ينقطع يومياً، وعندما يعود يكون ضعيفاً ولا يقوى على تشغيل معظم الأجهزة. وفى الدقهلية، أنقذت العناية الإلهية طفلاً من الموت صعقاً بالكهرباء، من أحد أعمدة الإنارة داخل ميدان شارع قناة السويس فى المنصورة أمس، حيث استجاب للإسعافات، لتعرضه لـ«ماس» كهربائى، وذلك بعد ساعات من افتتاح محافظ الدقهلية الميدان بعد تطويره. وقال طارق أنور، أحد الأهالى، إن موظفى الحى يعرفون أن العمود به ماس، لذلك فصلوا الكهرباء عنه بعد زيارة المحافظ لـ«الجنينة»، لكن موظفى الوردية الأخرى لا يعلمون، ولم يفصلوه. واشتكى أهالى عزبة النور، التابعة لقرية ميت دمسيس مركز أجا، مؤكدين أن «الكهرباء موجودة لكن المروحة مش شغالة، والتيار زى قلته». وقال أحمد عبدالحليم قاسم، مدرس من سكان العزبة: «نعانى من أعمدة متهالكة وأسلاك كهرباء بالية ومحولات عفا عليه الزمن، وضعف شديد فى قوة التيار، والكهرباء بقت مش موجودة، فأنا لا أستطيع تشغيل مروحة ولا تليفزيون، ومن يجازف ويشغّل جهازاً ينتظر تعطله، وشكونا لجميع المسئولين لكن للأسف لم يتحرك مسئول واحد لنجدتنا». وفى أسيوط، طالب المحافظ المهندس ياسر الدسوقى، بتكثيف حملات ترشيد الاستهلاك وضبط المخالفين سارقى التيار، داعياً المواطنين إلى استخدام اللمبات الموفرة. وأكد المهندس عصمت عمرو وكيل وزارة الكهرباء بالمحافظة، أنه تم رفع حالة الطوارئ لتفادى انقطاع التيار، وأن هناك خطة لإحلال وتجديد كل الكابلات بالمحافظة.

فى المقابل، قال مرصد الكهرباء إن الشبكة القومية لم تشهد تخفيفاً للأحمال أمس الأول، رغم وصول إجمالى الحمل الأقصى إلى 27 ألفاً و300 ميجاوات، فيما أعلن مركز التحكم القومى، أن انقطاعات التيار لوجود أعطال، وأن القطاع سيشهد نهاية أغسطس الحالى إضافة أكثر من 3600 ميجاوات، لمواجهة أحمال الصيف بتكلفة مليارى دولار، بتنفيذ وتشغيل عدد من الوحدات والمحطات المُعطلة. وذكر التقرير الشهرى عن يوليو الماضى لمرصد الكهرباء التابع لجهاز مرصد الكهرباء وحماية المستهلك، أن الشبكة سجلت أعلى استهلاك لها خلاله بواقع 28 ألفاً و200 ميجاوات فى 29 يوليو، بزيادة فى الاستهلاك، مقارنة بالعام الماضى بلغت 4%، موضحاً أن «يوليو» يعد الشهر الثانى على التوالى الذى لم تشهد فيه الشبكة انقطاعاً للتيار، بوصول المتوسط الحسابى لنسبة الأحمال المفصولة بالتنسيق مع المشتركين إلى الحمل الأقصى إلى صفر ميجاوات، مقارنة بالعام الماضى الذى شهد وصول عدد ساعات انقطاعات التيار خلال شهر يوليو 2014 إلى 276 ساعة، كما سجلت الشبكة القومية للكهرباء الشهر الماضى أعلى طاقة منتجة بواقع 594 ميجاوات يوم 28 يوليو، بزيادة فى إنتاج المحطات، مقارنة بالعام الماضى بحوالى 6%.

وفيما يتعلق بنسبة مشاركة مصادر الطاقة الأولية المنتجة خلال الشهر الماضى، فقد بلغت 65% من المحطات التى تعمل بالغاز الطبيعى، و23% من المازوت و9% من المحطات التى تعمل بالطاقة المائية، كما شهدت نسبة مشاركة الطاقة المتجددة، سواء الشمسية أو الرياح، لأول مرة زيادة تجاوزت 1%.

ونفى المهندس محمد السيد، رئيس شركة القناة لتوزيع الكهرباء، ما تردد عن وجود شكاوى من انقطاعات التيار فى حى فيصل بمحافظة السويس، مشيراً إلى وجود بعض الأعطال فى الكابلات فى أحياء بالمحافظة، مثل حى الصفا، وهو ما يتسبب فى فصل التيار. وقال «السيد»، لـ«الوطن»: «نرجو ألا يتصيّد أحد الأعطال الفنية ويدّعى وجود انقطاعات»، لافتاً إلى أن الفرق الفنية بالشركة تعمل على إصلاحها وفصل التيار لا يتعدى ساعة.

من جانبه، قال الدكتور أحمد داود، أستاذ هندسة القوى الكهربية بجامعة بورسعيد، إن زيادة إنتاج المحطات يرجع إلى رفع كفاءة المحطات بعد ضخ وقود الغاز الطبيعى بشكل منتظم بنسبة 80%، وتوقع استمرار زيادة معدل إنتاج محطات الكهرباء العام المقبل، خصوصاً فى ظل خطط الدولة لاستغلال الطاقات المتجددة.