«عبدالعاطي» و«روبيو» وجها لوجه
- اجتماع مغلق
- الأوضاع المالية
- الاقتصاد المصري
- البنك المركزي
- الجهات الحكومية
- الدكتور مصطفى مدبولي
- الدين الخارجي
- السياسة النقدية
- آليات
- آلية
- اجتماع مغلق
- الأوضاع المالية
- الاقتصاد المصري
- البنك المركزي
- الجهات الحكومية
- الدكتور مصطفى مدبولي
- الدين الخارجي
- السياسة النقدية
- آليات
- آلية
فى بهو وزارة الخارجية الأمريكية أربعة أعلام كبيرة الحجم لمصر وأمريكا بالتساوى لكل منهما، يدخل وزيرا الخارجية المصرى والأمريكى فى خطوات ثابتة، ويقفان فى وسط البهو.. وزير الخارجية الأمريكى «ماركو روبيو» تبدو عليه علامات التوتر، يلتفت يميناً ويساراً، تركيزه أقل، وجهه يحمل علامات الإحباط، خبراء علم النفس فى مثل هذه المواقف يقولون: توتر وعدم تركيز والتفات يميناً ويساراً وإحباط، هى علامات تدل على الفشل الذريع، إذاً (روبيو) لم يستطع إخفاء مشاعر الفشل فى عدم تحقيق أهدافه.. فى المقابل: وزير الخارجية المصرى، الدكتور بدر عبدالعاطى، دخل بخطوات محسوبة وهو مُبتسم ابتسامة الدبلوماسيين الأقوياء، فهى ليست ابتسامة تشنج ولا ابتسامة تهريج ولا ابتسامة فى غير موضعها، تبدو عليه الثقة فى نفسه، على ما يبدو أنه حقق أهدافه من اللقاء، صافح «روبيو» وهو فى حالة اتزان شديد، يبدو أنه فضفض لـ«روبيو» بما يحمله من رسائل عاجلة والنتيجة (رضا تام عن ما قاله وما عرضه وما صرح به) فظهرت عليه علامات التوفيق فى مهمته.
شتان بين الحالة التى ظهر عليها «ماركو روبيو» والحالة التى ظهر عليها «بدر عبدالعاطى» فى لقائهما معاً لأول مرة، «روبيو» فى العموم بدا غاضباً يائساً، «عبدالعاطى» فى العموم بدا مُتألقاً مُنتصراً.. فالمشهد يحمل الكثير من الدلالات، تفسيره الوحيد بأن («مصر» أعلنت عن نفسها فى بهو مبنى هارى ترومان، حيث مقر وزارة الخارجية الأمريكية، وعلى بُعد خطوات من مبنى البيت الأبيض فى العاصمة واشنطن).
قبل اللقاء الثنائى بين (روبيو وعبدالعاطى) كان «روبيو» قد أدلى بعدة تصريحات أقل ما توصف به بأنها (مُستفزة وعنيفة وغير مقبولة)، وقال نصاً: على من يُعارض خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بشأن غزة تقديم حلول ومقترحات وأفكار بديلة.. تناقلت جميع وكالات الأنباء العالمية هذا التصريحات.. وبعدها بوقت قليل جداً خرج «روبيو» بتصريح آخر وقال: العائق أمام حل الدولتين ليس إسرائيل بل من سيحكم غزة.
«بدر عبدالعاطى» يُدرك أن زيارته لواشنطن فى هذا الوقت -تحديداً- تحمل فى طياتها رسائل لا بد من التأكيد عليها والإعلان من قلب واشنطن عن ثبات الموقف المصرى الرافض من الأساس لفكرة تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم والمطالبة بجميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بدولة فلسطينية مُستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 والتى تقرها القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة.. «عبدالعاطى» استعرض جهود «مصر» فى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله الثلاث وإدخال المساعدات الإنسانية والإسراع فى بدء إزالة الركام وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين بغزة فى ظل تمسكهم بأرضهم ورفضهم الكامل للتهجير بدعم كامل من العالمين العربى والإسلامى والمجتمع الدولى، وأكد أهمية إيجاد أُفُق سياسى يؤدى إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهو ما يحقق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
بطبيعة الحال، (مصر وأمريكا) شريكتان فى عملية السلام فى الشرق الأوسط التى تمت فى نهاية السبعينات، العلاقات استراتيجية ووطيدة وتاريخية، وتشاركتا معاً فى المفاوضات التى تتم بين إسرائيل وحماس، وبذلتا جهوداً مُضنية لخروج اتفاق الهدنة للنور، لكن على ما يبدو أن هناك اختلافات جذرية بين وجهتى النظر المتعلقتين بالقضية الفلسطينية، فـ«مصر» لن تترك القضية الفلسطينية تضيع ويتم تصفيتها ويتم تهجير شعبها، وتتصدى للتعسف والتعنت والإجرام الإسرائيلى فى غزة وجنين، ولن توافق على ما يطرحه الجانب الأمريكى من أفكار غير قابلة للتنفيذ وتتعارض مع الحق والعدل والشرعية الدولية.