بروفايل| «محلب» صفحة جديدة

08:05 م | السبت 08 أغسطس 2015

تبقى الفرحة، لكن ينتهى الفرح، ويغادر رئيس الحكومة فى موكبه إلى القاهرة، مثقلاً بمسئوليات ما بعد إنجاز القناة الجديدة، التى لطالما تفاخر بأنها حُفرت فى عهده، بما قد يغفر لحكومته الكثير من الأخطاء.
عوّل رئيس الحكومة الحالى على مشروع قناة السويس فى تجاوز أخطاء حكومته، التى صارت محط نقد إعلامى واسع، منذ تولى الحكومة (الثانية لمحلب) حقائبها فى فبراير 2014. ورغم عدم اكتفاء المهندس إبراهيم محلب بإنهاء حفر القناة، فإنه أعلن عن البدء بتنمية 100 كيلومتر من محور قناة السويس، أولها شركة قناة السويس للمزارع السمكية.
رئيس الوزراء الذى اهتم بتفاصيل الافتتاح فى الأيام الأخيرة، متوجهاً إلى الإسماعيلية من أجل الاطمئنان على إجراءات تأمين المجرى الملاحى للقناة، فضلاً عن قيامه بجولة بحرية داخلها، استمع من خلالها إلى شرح تفصيلى من الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، حول آخر التطورات فى عملية الحفر والتكريك، بالإضافة إلى آخر ما وصلت إليه عملية التجهيزات لحفل الافتتاح.
حينما قررت الحكومة طرح شهادات استثمار باسم «شهادة استثمار قناة السويس» لتمويل عملية الحفر فى أغسطس 2014، قال «محلب»: «شباب ونساء ورجال مصر هم أساس تمويل هذا المشروع القومى العظيم، وهو يغير المنطقة كلها، ويدفع التجارة العالمية إلى الأمام، خاصة أنه بعد ما كانت أى باخرة تعبر القناة فى 11 ساعة هتعبرها فى ثلاث ساعات». استطرد حينها رئيس الوزراء قائلاً: «المشروع يزيد دخل قناة السويس إلى أكثر من الضعف، وبالإمكان الوصول إلى 13 مليار دولار، وأجمل ما فى هذا المشروع هو الإرادة ورؤية الرئيس، والآن اكتملت المنظومة التى تتحدث عن إرادة شعب ورؤية قائد».
«محلب»، الذى وقع قبل أيام قليلة على أطول علم مصرى قام بتجهيزه اتحاد مصر لجمعيات الأشخاص ذوى الإعاقة بالتعاون مع مؤسسة 2020، كهدية قدمت للرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال الافتتاح، وجه للرئيس السيسى قبل 48 ساعة من افتتاح القناة تهنئة بمناسبة الافتتاح قائلاً: «سوف يشهد العالم ميلاد ممر مائى جديد يضيف إلى حركة التجارة العالمية شرياناً حيويّاً مليئاً بالخير والنماء، هدية من أم الدنيا لكل الدنيا كى تتمكن السفن من العبور فى زمن قياسى، ما يسهم فى انتعاش الاقتصاد العالمى وزيادة التبادل التجارى بين دول العالم».
من مكانه فى الصف الثانى خلف رؤساء العالم الذين حضروا الافتتاح، رسم «محلب» ابتسامة دائمة، حيث وعد بعد ذلك بالبدء فى مشروعات التنمية لمحور القناة، فى وقت تراكمت فيه الانتقادات لوزراء حكومته، ما دفع البعض للمطالبة بتعديل وزارى يشمل عدداً من الوزراء الذين لم يقدموا الكثير، بينما خلق حالة من الجدل حول اهتمام رئيس الوزراء بالجولات الميدانية التى تنهك أداءه من ناحية، وتبعده عن دوره الأساسى كرئيس للوزراء من ناحية أخرى.