لن ترونا إلا معا
- الأقمار الصناعية
- دولة الامارات
- رائد فضاء
- وكالة ناسا
- الحكومة الإماراتية
- محطة الفضاء الدولية
- الاقتصاد الإماراتي
- الرئيس الإماراتي
- الأقمار الصناعية
- دولة الامارات
- رائد فضاء
- وكالة ناسا
- الحكومة الإماراتية
- محطة الفضاء الدولية
- الاقتصاد الإماراتي
- الرئيس الإماراتي
جاء بيان الخارجية المصرية المهم والقوي بالرد على الإساءات التي خرجت من رئيس وزراء إسرائيل تجاه المملكة العربية السعودية حاسماً وقاطعا، جاء امتدادا لعدد من المواقف المصرية التي تبنتها القاهرة، بهدف الخروج من مأزق التصعيد العسكري الخطير والمتواصل في الشرق الأوسط، ومنع كل من تسول له نفسه تصفية القضية الفلسطينية، عبر تطبيق سياسات تستهدف تفريغ الأراضي المحتلة من أصحابها، أو تستهدف الهرب إلى الأمام كما يفضل دوماً قادة إسرائيل للتخلي عن مسئولياتهم داخلياً وخارجياً.
ولو بحثنا عن أسباب استهداف «نتنياهو» للسعودية بهذا الشكل السافر، نجد أن هناك أكثر من سبب لذلك، أولها الضغط على السعودية للقبول بالتطبيع دون سلام عادل وشامل ومستدام، وذلك عكس ما أعلنت عنه المملكة أكثر من مرة، وبالمخالفة لمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما عرض التطبيع مقابل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مع تفعيل حل الدولتين الذي يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، الذي بُنيت عليه عملية السلام في المنطقة منذ انطلاقها في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
السبب الثاني للهجوم الإسرائيلي على السعودية هو الخسارة الاستراتيجية الكبرى التي منيت بها إسرائيل أثناء حرب غزة الأخيرة، حيث أُجبرت على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بكل الشروط المصرية، وفشلت في تحقيق أي من الأهداف التي كانت تحلم بها قبل الحرب، واهمٌ من يظن أن إسرائيل خاضت هذه الحرب الطويلة، وأقدمت على كل هذا القدر من التدمير الذي طال كل معالم الحياة بالقطاع من أجل استعادة الرهائن، لقد كانت هناك أهداف استراتيجية محددة، وانتهت الحرب دون تحقيق هذه الأهداف!
سبب ثالث يخص أوهام «نتنياهو» وأحلام اليقظة التي يعانيها، حيث يظن دائماً أنه زعيم أو مخلص أو مبعوث إلهي، ويتخيل أن بمقدوره إعادة رسم وتصميم النظام الإقليمي، وعلى هذا الأساس يذهب «نتنياهو» سنوياً للجمعية العامة للأمم المتحدة ممسكاً بخرائط ما أنزل الله بها من سلطان، ويظل يتحدث ويتحدث ولا أحد يستمع إليه أو يعيره أدنى درجات الاهتمام، لسبب بسيط هو أن المستمعين يدركون أن حديثه فوق قدراته، وأن أوهامه لا يمكن أبداً أن تتحول لأمر واقع!
بجانب كل هذه الأسباب، يبقى السبب الرئيسي في تهرب «نتنياهو» من السلام الدائم والشامل هو التهرب من الالتزامات الداخلية والمشكلات التي فاقت حد التحمل داخل الدولة الزرقاء، وتتنوع هذه الالتزامات من قضايا الفساد التي يلاحق بسببها قضائيا، ولا مناص من سجنه في نهاية الأمر، وما بين المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يتحدث عنها الإعلام الإسرائيلي ليل نهار، فضلا عن فاتورة الفشل الأمني الذي أدى لأحداث السابع من أكتوبر، والفشل الاستراتيجي الذي انتهت به حرب غزة!
لكن تبقى أهم نتائج البيان المصري التاريخي هي إعادة التأكيد أن الأمن القومي العربي خط أحمر، وأن مصر لن تسمح بتهديد أو ابتزاز أشقائها في الخليج العربي، وأن الدول العربية منتبهة جداً لما يحاك لها وللإقليم من مكائد ومخططات تستهدف النيل من استقلاله واستقراره وثروات شعوبه، وحسناً فعلت دولة الإمارات العربية الشقيقة عندما أصدرت بياناً مماثلاً لا يقل قوة ولا حسماً عن البيان المصري، وأدانت فيه بكل وضوح هذه التصريحات الهوجاء!
«لن ترونا إلا معاً»، جملة سمعناها منذ سنوات، ومع مرور الوقت تتحقق ونراها واقعاً حياً وليست شعارات، جملة أرّقت كثيراً كل أعداء الأمة العربية، توافق مصر مع السعودية والإمارات ليس له معنى لدى الأعداء إلا نهاية حتمية لهم ولأوهامهم أيضاً!