حفل افتتاح القناة.. حضور عالمي وأنغام "أوبرا عايدة" تعود بعد 146 عاما

10:19 م | الجمعة 07 أغسطس 2015

"أوجيني.. وملوك الإفرنج سيزورون جناب الوالي، الليلة يحمل ما تحويه الدور إلى قصر الحاكم ومضى، والناس على صمت واجم من عشر سنين، لم يترك في الدور السود بصيص رجال، يتم أطفال الأطفال، زرع الحزن عليهم موالا يتلاحم في موال".. كلمات وصف بها الشاعر أمل دنقل مراسم حفل افتتاح قناة السويس القديمة، التي كانت بمثابة حفل خاص لإمبراطورة فرنسا، أوجيني، والتي أتت وحدها لانشغال الإمبراطور في الشؤون السياسية بالبلاد، وقد بالغ الخديوي إسماعيل في الحفاوة بها.

حفل لم يشهد حضورًا يذكر من ملوك الدول العربية وقتها، وكان من أبرز الحضور بالحفل وقتها الإمبراطورة أوجيني، وإمبراطور النمسا، وولي عهد بروسيا، هولندا، سفير إنجلترا بتركيا وزوجته، الأمير محمد توفيق باشا ولي عهد مصر.

كما حضر الحفل ما يقرب من 3 آلاف مدعو، وكان الحفل شاهدًا على البذخ الشديد للخديوي، ما أوقع مصر في الديون، وزادت من النفوذ الأجنبية بالبلاد، ما أدى في النهاية إلى فرض الحماية البريطانية على مصر، خلال بضعة سنوات من تاريخ افتتاح قناة السويس الأول، "أوروبا تشهد يا عايدة، عايدة تجلس في (البنوار)، والكتف البض يدغدغ أعصاب أفندينا، الأوبرا تغرق في التصفيق، وأفندينا يغرق في أوجيني".

146 عامًا تفصل مصر بين حفل افتتاح قناة السويس القديمة عام 1869، والحفل الجديد، الذي حضره الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وملك البحرين، والرئيس السوداني، والعاهل الأردني، وممثلين للحكومات الأجنبية من بينهم وير الثقافة الصيني.

وأحيا حفل الافتتاح عددًا من المطربين المصريين، وقدم الموسيقار عمر خيرت، 4 أغنيات هي: "مصر يا أطهر قلب، وأنت المصري، وزى ما هي حبها، كلمات وفيها حاجة حلوة".

وكان الحفل الجديد على موعد مع عرض تأخر 146 عامًا، بإعلان دار الأوبرا المصرية تحقيق حلم الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي، في عرض أوبرا عايدة خلال حفل الافتتاح الجديد، وذلك بعد أن أخفق فيردى في عرض الأوبرا خلال الافتتاح الأول لقناة السويس، بسبب تأخر الأزياء والممثلين عن الحضور.