محمد رجب: الفيلم يؤكد أن العنوسة للرجال أيضاً

محمد رجب: الفيلم يؤكد أن العنوسة للرجال أيضاً
يخوض الفنان محمد رجب، المنافسة فى الموسم الحالى بفيلمه الجديد «الخلبوص»، الذى يقدّم من خلاله تجربة كوميدية جديدة، تختلف عما قدمه من تجارب سينمائية، وهو ما أكده «رجب» فى حواره لـ«الوطن»، حيث يرى فى نفسه فناناً متمرداً ومحباً للتجديد، وإلى نص الحوار.
■ يرى البعض أنك حريص على تغيير جلدك فى أعمالك الأخيرة، فهل أفادك هذا أم أضر بك؟
- الفنان بطبعه متمرد على الواقع وعلى النمطية، لذلك أحرص على تقديم شخصيات مختلفة فى كل أعمالى، لأن المتعة الحقيقية للفنان فى تقديم عمل مختلف وجديد لم يقدمه من قبل، ويعتمد ذلك على إمكانيات الممثل، وهل تسمح له هذه الإمكانيات بالقيام بأدوار مختلفة أم لا؟ لذلك أجتهد كثيراً لأقدم أدواراً جديدة ومختلفة تميزنى كفنان، لأن متعتى هى تقديم عمل مختلف شكلاً وموضوعاً، وهذا ما يجعلنى مقلاً بعض الشىء فى أعمالى، حيث أقدم عملاً واحداً فى العام، لأن البحث عن فكرة جديدة ومميزة، يحتاج منى إلى مجهود كبير حتى تظهر للنور.
■ وما الذى جذبك إلى فيلم «الخلبوص»؟
- القضية التى يطرحها الفيلم فى غاية الأهمية، ولم يتطرق إليها أحد من قبل، ففى المجتمعات الشرقية ترتبط صفة العنوسة بالمرأة ولا تقترب من الرجل، فالمجتمع ذكورى والأفكار نفسها تعتمد على أن الرجل هو كل شىء، لكن الواقع الحالى يقول إن الرجل يعانى من تأخر سن الزواج، نظراً إلى العديد من الظروف، ومع ذلك من الصعب أن يعترف المجتمع بأن الرجل «عانس»، لذلك حرصت على أن أوجه رسالة من خلال العمل، بأن العنوسة تصيب المرأة والرجل، وليست مقتصرة على المرأة فقط.
■ وهل حقق الفيلم هذه الرؤية مع توليفة القصص المختلفة داخل العمل؟
- بالفعل وصل هذا المعنى إلى المشاهد، لأن القضية الرئيسية تمس الرجال فى مجتمعنا، لكن كان الشغل الشاغل، هو كيفية تناول هذه القصة بشكل كوميدى ساخر، وبعد مناقشات كثيرة بيننا، اتفقنا على طرح 5 نماذج مختلفة لـ5 فتيات نعبر بهن عن نماذج المجتمع الأنثوى المختلفة، لأن لكل فتاة قصة مختلفة عن الأخرى، ونخرج من هذه القصة برسالة معينة تصل إلى المتفرج، لذلك أرى أن هذا الفيلم عبارة عن 5 أفلام جُمعت داخل سيناريو واحد.
■ ألا ترى أن تقديم 5 نماذج مختلفة فى فيلم واحد يُسهم فى تطويل زمن الفيلم؟
- كان من المستحيل أن نختصر كل الفئات فى شخصيتين، حيث توجد تناقضات كثيرة بين الشخصيات الـ5، ولا يمكن دمجها أو اختصارها، فهناك البنت الرومانسية غير المتحرّرة، وهى تختلف عن البنت صاحبة الميول السياسية، وكل منهما أيضاً تختلف عن الفتاة الأخرى التى تدّعى الفضيلة وهى عكس ذلك تماماً، وهناك الصديقة «الأنتيم» التى تحب وتظهر الغيرة فى عينيها، ورغم ذلك لا تبوح بحبها، لتمتُّعها بكرامة وكبرياء شديدين، لذلك كان لا بد أن نعرض كل هذه النماذج دون اختصار، وهو ما لم يؤثر على زمن أو إيقاع الفيلم.
■ وماذا عن الشخصية التى تقدمها داخل العمل؟
- أجسد شخصية «يوسف»، وهو شاب يعشق التصوير الفوتوغرافى، ويرى أنه فن راقٍ جداً، ويعتمد على اللقطة السريعة والجميلة، التى بسببها من الممكن أن يتعرّض لمتاعب كثيرة، رغم أنه من أسرة ثرية، ولديه ميراث كبير، لذلك تجده يركب سيارة فارهة، ويسكن فى أحد الأبراج الشاهقة، هذا الشاب الذى تعدّى الثلاثين، يعيش حياة مرفّهة، لكنه ليس «متدلع» بالمعنى الدارج، فهو مستهتر فى حياته، حيث يستطيع عمل أى شىء يريده، دون أدنى عناء، لكن فى الوقت نفسه يريد أن يتزوج، وهنا تكمن المعاناة، حيث لا يمتلك القدرة على الاختيار، فكل فتاة يقابلها يجد فيها ميزة ما، لكنه بعدما يقترب منها، يجد نفسه بعيداً عن هذه البيئة أو المدار الذى وضع نفسه فيه، ومن هنا نجده يتحول من فتاة إلى أخرى، وفى كل مرة يقع فى مشكلات أكثر.
■ ما المضمون الذى اهتم الفيلم بإظهاره أو حاول إيصاله إلى الجمهور؟
- الفيلم يقول إن الإنسان يبحث عن الحب والسعادة فى كل مكان، وفى أى شخص دون وعى، رغم أنه لو قام بالتركيز لبعض الوقت، فسيجد سعادته بجانبه.
■ وما سر التعاون المستمر مع مؤلف العمل محمد سمير مبروك؟
- «الخلبوص» رابع تعاون بينى وبين محمد سمير مبروك، وهذا يدل على أن هناك تفاهماً كبيراً بيننا، فهو صديق مقرّب لى، وتعودت على العمل معه، خاصة أنه يعلم طريقة عملى، فأنا لست من الفنانين الذين يقبلون العمل بسيناريو جاهز للعرض، بل أبحث دائماً عن فكرة مختلفة وجديدة، وبمجرد أن أعثر عليها، أعمل عليها مع المؤلف تدريجياً، حتى نصل إلى النسخة الأولى للسيناريو، وهذا فى حد ذاته إرهاق ذهنى وعصبى على المؤلف والنجم معاً، لكن الحمد لله هناك تفاهم بيننا.
■ وماذا عن التعاون الأول مع المخرج إسماعيل فاروق؟
- إسماعيل فاروق مخرج جيد، وأنا من أشد المعجبين به، وسعيد جداً بالتعامل معه، لأنه مخرج موهوب فى اختيار أعماله وفى إدارته للممثل، وهو شخص ناجح، وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون نقلة كبيرة فى مشواره، لأنه نوعية جديدة تختلف عما قدمه من قبل.
■ وماذا عن اختيار توقيت العرض وتأجيل الفيلم أكثر من مرة؟
- توقيت العرض شىء خاص بشركة الإنتاج، ولا يستطيع أى ممثل التدخّل فيه، لأن الشركة المنتجة هى التى تحدد متى يُطرح الفيلم، وتختار التوقيت المناسب من وجهة نظرها.