اكسسوارات السيدات الشياكة لما تبقى ناقصة "حتة"

كتب: روان مسعد وميسر ياسين

اكسسوارات السيدات الشياكة لما تبقى ناقصة "حتة"

اكسسوارات السيدات الشياكة لما تبقى ناقصة "حتة"

«الاكسسوارات» هى التى لا يكتمل رونق الفتاة إلا بها، ولع انتقاء الحلى والقطع الفريدة منه يجعله فناً خاصاً يحقق مكاسب كثيرة إذا تم بالشكل الأمثل، لذا ظهر فن صناعة الاكسسوارات اليدوية للفتيات، وصنع ما يليق بهن بأسعار ميسورة وخامات عالية، بدلاً من الأسواق الجاهزة «الصينى» التى تبيع خامات رديئة، ويتربع حى الصالحية بمنطقة الحسين، على رأس المناطق الأكثر بيعاً للمواد الخام للحلى والاكسسوارات، منذ القدم كان الحى قبلة السفراء والوزراء وكبار رجال الأعمال، وتبدل الحال من ورش وآلات لتصنيع أحجار يدوية، إلى سوق لبيع المقلد، والزجاج، والكريستال درجة ثانية. بدأت حنان عمارة الدخول فى مجال تصميم الاكسسوار وصنعه منذ ثلاث سنوات، حينها كان رأسمالها لا يتعدى 200 جنيه، «كنت نازلة أشترى خامات ليّا ولبنتى نلبسها»، ولكن الفكرة أخذت تتوسع فى دماغ حنان حيث صنعت عدة قطع من المواد الخام، وبدأت بعرضها على المعارف والأقارب، ورغم بعد مجال الاكسسوار عن عملها الأصلى كمدرسة، فإنها استطاعت التوسع فى المجال، والانتشار والوصول لعدد لا بأس به من الزبائن، ووصل رأسمال المشروع إلى 26 ألف جنيه، قالت عنه «أنا مش بهدف للربح لأن كل مكسب بجيب بيه خامات جديدة، وأنا بحب الحاجات الفريدة غير المكررة». أهم ما يميز إكسسوارات «حنان» التنوع بين الثمين وما هو فى متناول الجميع، لذا تعتمد فى خاماتها على حى الصالحية وحارة اليهود، فتقول «فيه أحجار بتبقى غالية والحجر بيكون بالجرام، لكن الأحجار بقت معظمها شبه طبيعية، وأنصح زبائنى بأن النحاس الأصفر والمط التركى، ولولى المزارع والعقيق، من أكثر الخامات التى لا يتغير لونها أو شكلها، وعليها طلب بسبب ذلك، ولكى أحافظ على شغلى وتميزه أعتمد على المعارض والمعارف فى بيع منتجاتى وليس الإنترنت لأن الأفكار تُسرق من خلاله». لا تكتفى حنان بصنع اكسسواراتها فى البيت، إلا أنها تزيد على ذلك بأن تعدل فى شكل العقد الرئيسى، حيث تشتريه جاهزاً ثم تضيف قطعاً جديدة عليه، مثل تركيت دلاية أو إضافة فواصل، وتغيير خامات رديئة بأخرى أفضل منها، ما يعطى شكل الاكسسوار شكلاً أفضل، وبحسب الوقت والجهد الذى تأخذه قطعة الاكسسوار يتم تحديد سعره، ولكن فى معظم الأوقات تحاول حنان تقليل النفقات، خاصة بعد غزو المنتج الصينى الجاهز، الذى ترى أنه ردىء جداً ولذلك أسعاره لا تقارن». تستوحى ميما الشافعى أشكال الاكسسوارات التى تصممها من الحضارات، فكان أول ما صممت عن الحضارة الرومانية، حيث أثرت دراستها فى آداب عين شمس قسم حضارة أوروبية على تصميماتها، التى بدأتها فى 2012، كهواية مع عدد من المصممين المبتدئين مثلها، فشاركت فى بازارات لعرض تصميمات بسيطة للأطفال، وبعد سنة أصبح لدى ميما مجموعة كاملة من الاكسسوارات التى صممتها بنفسها، حتى وصلت لمستوى متميز، حيث تُطلب اكسسواراتها من الخارج، وقامت مؤخراً بعرضها فى دولة الكويت، وآخر تصميم لميما يجمع بين الأصالة الفرعونية، والحداثة فى التصميمات، «حورس» الذى يضم سواراً يبلغ عرضه 13 سم ملىء بالتفاصيل والأشكال الفرعونية. بدأت الفتاة العشرينية عملها قبل أن تكون هناك ورش جيدة لتصنع فيها الاكسسوار، ولكن مع تطورها وركود بعد الصناعات الأخرى مثل صناعة الدهب والفضة، أصبحت ورش الصاغة هى مقصدها الذى تصنع فيه الاكسسوارات، «صنايعية الدهب والفضة مش لايقيين شغل دلوقتى، فعادى بقول يشتغلوا فى الاكسسوار ويصيغوها كويس»، من النحاس الأصفر والمعدن الأبيض تصنع ميما اكسسواراتها، وهى تعتمد على القطع المنفردة فى تصميماتها، ولا تصمم أطقماً كاملة، وأهم ما يميزها كونها كبيرة الحجم وبها كثير من التفاصيل والأشكال. نادراً ما تستخدم ميما الأحجار الكريمة فى اكسسواراتها «كلها صينى وأنواع رديئة جداً حتى اللى فى الصالحية»، ولذلك فهى إن احتاجت حجراً كريماً، فهى تطلب من بعض المعارف الذين يترددون على الخارج من دبى أو روما، إحضار بعض القطع التى تصنعها فى الورش، وذلك لاستخدام نوع أفضل من الحجر يخدم التصميم، ووفقاً لميما فإن الزبون الذى يقدر الحجر الكريم نادر جداً، بين كل 10 أشخاص واحد فقط يطلب حجراً كريماً مرتفع الثمن، «للأسف مفيش دلوقتى الشخص اللى يقدر قيمة الحجر الطبيعى». فى مجال تصميم الاكسسوار، وفق ميما، هناك عدد من المصممين الصغار الذين يستحقون دعماً من رجال الأعمال لبدء مشروعات صناعة اكسسوارات مصرية، وبالفعل حاولت ميما بعد المؤتمر الاقتصادى الذى انعقد فى شرم الشيخ، البحث عن ممول لمشروعها دون فائدة، «مع أن الصناعة دى لو اهتمينا بيها وصدرناها للخارج بتصاميم مصرية هتدخل للبلد فلوس كويسة، عايزين نوصل للعالمية أو حتى نطور الصنايعية المصريين، ونبدأ نتبنى المصممين الصغيرين عشان نعمل صناعة كبيرة». وعم أمين، أحد أقدم الصنايعية الذين لا يزالون يعملون فى حى الصالحية، يتحدث عن مصدر الاكسسوارات والأحجار الكريمة فى مصر، يقف داخل أحد المحال حيث بدأ صبياً صغيراً منذ 25 عاماً، يتحدث الرجل الخمسينى عن مراحل تطور مهنة الأحجار الكريمة منذ التسعينيات، حيث كانوا يستوردون الخامات الطبيعية من الخارج، ومن المحاجر الطبيعية بصحراء مصر، «كان الشغل اللى مش طبيعى قليل جداً، مع الوقت بدأ الشغل الصينى يدخل على المهنة»، ويستطرد عم أمين فى حديثه موضحاً أن نظام العمل كان فى أغلبه داخل ورش وليس داخل محال متراصة توجد بها الأحجار جاهزة كما هو الحال الآن، «وكان الإنتاج بتاعنا مع ذلك غزير جداً ومكناش بنبطل شغل». «لا تزال المهنة تحتفظ بقليل من رونقها القديم» كلمات رددها نادر أشرف، الشاب الثلاثينى، صاحب أحد محال الصالحية، فيقصد تلك المحال سيدات لا يزلن يعرفن قيمة الأحجار الطبيعية، فيطلبنها، ويضعنها على خواتم ذهب أو فضة.