قطر تدخل أزمة جديدة مع "بغداد" بسبب الغارات التركية

قطر تدخل أزمة جديدة مع "بغداد" بسبب الغارات التركية

قطر تدخل أزمة جديدة مع "بغداد" بسبب الغارات التركية

دخلت قطر فى أزمة خارجية جديدة مع العراق، أمس، بعد بيان أيدت فيه ما وصفته بـ«حق تركيا الشقيقة» فى الدفاع عن نفسها واستنكرت من خلاله تنديد الجامعة العربية بالغارات الجوية التى تنفذها تركيا فى شمال العراق على مواقع كردية. وقال السفير العراقى لدى القاهرة ضياء الدباس، مندوب بلاده الدائم بجامعة الدول العربية، إنه «يستغرب الموقف القطرى من العدوان التركى على العراق». وأوضح «الدباس»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه التقى الدكتور نبيل العربى قبل إصدار بيان الجامعة العربية، وأوضح له موقف الحكومة العراقية التى اعتبرت أن هذا العمل يعد اعتداء على السيادة العراقية، معتبراً أن موقف الجامعة العربية يعد موقفاً «طبيعياً جداً». وتابع: «فمن يرضى بالاعتداء على دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية، وما حدث هو اعتداء على سيادتها من دولة أخرى، وموقف الجامعة طبيعى، والمستغرب جداً هو موقف الخارجية القطرية، فهل توافق قطر على أن تعتدى دولة مجاورة لها على سيادتها، فلننتظر حدوث هذا الأمر فى يوم ما، لنرى ما هو موقف الحكومة القطرية»، مضيفاً: «حتى لو كان هناك نشاط لجماعات معارضة تركية عابرة للحدود العراقية، فهذا لا يعطى مبرراً لتركيا للاعتداء على السيادة التركية، وإنما يجب أن تتشاور مع الحكومة العراقية للتعامل مع هذا الأمر، الحكومة العراقية بالتأكيد هى مستعدة، ولا تسمح لأى طرف بأن يستغل الأراضى العراقية لتوجيه أى عدوان لأى بلد مجاور». وبسؤاله حول إمكانية اتخاذ أى إجراء للرد على البيان القطرى فى إطار الجامعة العربية، قال: «أنتظر الموقف العراقى من هذا البيان القطرى، وأعتبر أنه شىء مستغرب». من جهته، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون بالبرلمان العراقى عباس البياتى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «الموقف القطرى مستغرب وهو خروج عن الميثاق المؤسس لجامعة الدول العربية بأن أى اعتداء على سيادة أى دولة يعد اعتداء على سيادة كل الدول العربية وهو ما تفعله تركيا الآن». وأضاف «البياتى»: «الموقف القطرى يشير كذلك إلى وضع سياسى جديد فى الوطن العربى وهو أن العلاقات الآن تقوم على أساس محاور ضد محاور على أسس من المصالح الضيقة وأن قطر أخذت هذا الاتجاه ما سيعرض الدول العربية لمزيد من التدخل من هنا وهناك». وحول التحرك العراقى ضد البيان القطرى الأخير، قال النائب العراقى إن «قطر ليس لديها سفير لدى العراق، فالسفارة مغلقة، وسيكون التحرك العراقى من خلال الجامعة العربية بتسجيل موقف ضد قطر». وفى رد على سؤال آخر عن تواصل الهجمات التركية شمال العراق وآلية التحرك العراقى ضده، قال «البياتى»: «تحركنا على 3 محاور، أولها استدعاء السفير التركى وإعلامه بموقفنا الرافض للعمليات وأنها انتهاك لسيادتنا، وثانياً تواصلنا مع الولايات المتحدة ليكون لها دور فى تلك الأزمة، وثالثاً إذا لم تتوقف تركيا عن انتهاك السيادة العراقية أو على الأقل التنسيق معنا مثلما تفعل واشنطن فإننا سنلجأ إلى المحاكم الدولية». فى سياق متصل، قال مسئول عسكرى عراقى، رفض ذكر هويته، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «وزارة الدفاع العراقية لم تتخذ أى موقف حتى الآن ولم تصدر أية بيانات بشأن الغارات التركية، لأن الأمر نعتبره بالأساس سياسياً بحتاً ومجلس الوزراء والبرلمان هما المختصان بذلك». ورداً على إمكانية تحرك عسكرى باستهداف الطائرات التركية، قال المسئول: «كما قلت الأمر خاضع للقرار السياسى». وفى تركيا، تواصلت هجمات أعضاء حزب «العمال» الكردستانى المحظور ضد قوات الأمن التركية، فقتل جندى وأصيب آخر فى «شرناق»، وأصيب 3 ضباط صف فى محافظة «موش»، وأصيب شرطى فى هجوم على مركز شرطة بلدة «كإيابينار» التابعة لمحافظة «دياربكر».