وافهم يا «ترامب»
- أمن البحيرة
- الأجهزة الأمنية
- القبض على
- اللواء علاء الدين
- اللواء محمد
- المباحث الجنائية
- المواد المخدر
- الهيروين المخدر
- تشكيل عصابى
- أماكن
- أمن البحيرة
- الأجهزة الأمنية
- القبض على
- اللواء علاء الدين
- اللواء محمد
- المباحث الجنائية
- المواد المخدر
- الهيروين المخدر
- تشكيل عصابى
- أماكن
سمعنا مع العالم أجمع تجاوزات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإداناته المتعددة ضد القانون الأمريكي، والتي ستسقط أو تؤجل بعد إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ولن ننسى أن هذا الرجل «منح» نتنياهو مدينة القدس المحتلة عاصمةً للدولة الصهيونية، متجاهلا بصفاقة أنّ بالقدس الشرقية المسجد الأقصى، وهو رمز أكيد لمعتنقي الإسلام في كافة أنحاء المعمورة، ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل تمادى في «كرمه»، فأهدى الجولان السوري المحتل لحليفته الأهم، بالنسبة لبلاده، دولة الاحتلال الصهيوني.
ومن أوائل قراراته في اليوم الأول لولايته الثانية، أعلن -بازدراء للقانون الدولي وحق الشعوب في أوطانها- أنه قرر إجلاء أبناء غزة الصامدة في وجه حرب الإبادة الوحشية التي قادتها إسرائيل، وحدد عددا يرسله إلى الأردن وعددا آخر لمصر.. قرار «ترامب» هذا أثار غضبا عارما في كل من الأردن ومصر، وأكدت الدولتان رفضهما القاطع لهذا القرار.
والغريب أن «ترامب» لم يكتفِ بحكم الولايات المتحدة، بل تصرَّف وكأنه انتخب حاكما للكرة الأرضية، إلا أنّ أسوأ ما في الأمر أنه لم يقرأ ما أعلنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صراحة وبأعلى صوت، بأن التهجير خط أحمر، ترفضه مصر بأجلى صورة، وهو ما أفشل المؤامرة التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتسهيل استيلاء إسرائيل على أجزاء، في هذه المرحلة التي لم يشهد العالم مثيلا لشراستها، والتي فشلت فيها دولة الاحتلال خلال عام ونصف العام من حرب ضروس، أمدتها خلالها واشنطن بأشد الأسلحة فتكا ودمارا، تصدى لها أبناء غزة الصامدة ببطولة حازت إعجاب واحترام جميع شرفاء العالم الذين يفهمون معنى الوطنية وصلابة ارتباط المواطن بأرض وطنه، وذلك على الأرجح، أنّه إضافة إلى عداء الولايات المتحدة لفكرة الارتباط بالوطن، حيث إنّ من أسسوها جاؤوا من الخارج وبنوا دولتهم على أشلاء أبنائها من الهنود الحمر، وظلوا لقرون لا يدركون مغزى الارتباط بين الفرد والأرض.
ولا شك أنّ «ترامب» قد تابع بغل فرحة أبناء غزة بالعودة إلى أرضهم، حتى مع تدمير مساكنهم، ربما لكون ذلك أمرا طبيعيا، فالوطن هو دائما مساحة من الأرض يعيش فوقها مَن وجدوا أجدادهم عليها منذ قرون طويلة، وأعتقد أنّ «ترامب» لا يفهم ولن يفهم علاقة لم يعرفها، ولذا لا يفهمها، كذلك لا يتصور «ترامب» أن قطاع غزة دخل التاريخ كأسطورة، يستحيل أن يدركها «ترامب»، الذي تهاوى ظنه بأنّه يحكم الوطن العربي ويتحكم فيه، ويكاد العالم كله يقف مذهولا أمام رجل لم يقرأ التاريخ.
لذا لم يتوقف أمام تصريحات الرئيس السيسي، أو بالأحرى لم يحاول تفسير صمود أبناء غزة العزل أمام الدولة الصهيونية التي كانت تتبجح بأنّ جيشها هو أقوى جيش في المنطقة ومن أقوى جيوش العالم.
لقد كتبت غزة، بدعم مصري واضح، صفحة أسطورية، بين شعب أعزل ودولة نووية، تنهل من الترسانات الحربية الأمريكية الأسلحة بغير حساب، غير أنّها وترامب الذي يدعمها، كما كان يدعمها جميع الرؤساء السابقين، لم يفطنوا إلى علاقة الفلسطينيين بأرضهم، وكذلك إلى الدور المصري العظيم الذي أسقط بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مخطط تصفية القضية الفلسطينية، انطلاقا من الإيمان المطلق بأنّ «الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى».. وافهم يا «ترامب».