بعد نفوق 200 سمكة نادرة.. الإهمال يضرب "حديقة الأسماك"

كانت واحة للجمال وسحر للطبيعة، لكنها دخلت في دائرة الإهمال الذي أصابها على مدار أعوام، فقدت خلالها حديقة الأسماك بالزمالك رونقها الجميل وسمعتها الطيبة، بعدما شهدت أمس، أبرز مظاهر هذا الإهمال في واقعة موت جماعي لنحو 200 سمكة من أسماك الزينة، بسبب التأخر في تغيير مياه الأحواض، وبعضها أسماك تم استيرادها من الخارج كأنواع نادرة غير موجودة في مصر. يدخل أحمد مصطفى "21 سنة"، حديقة الأسماك لأول مرة فى حياته بصحبة عدد من أصدقائه، لكنه لم يكن يعلم أن الواقع يخالف تمامًا ما كان يشاهده في معظم الأفلام القديمة، حتى أصابه خبر موت أعداد كبيرة من الأسماك، "مش عارفين تاخدوا بالكوا منها بتستوردوها ليه، وليه فاتحين الحديقة من الأساس"، موضحًا أنه رأى خلال زيارته للحديقة، أحواضًا كبيرة للأسماك مهجورة، وصور الإهمال متعددة في كل مظهر. "الأسماك النادرة تحتاج لعناية من نوع خاص، والإهمال الذي تشهده الحديقة سبب فقدان هذا العدد الكبير من الأسماك"، كلمات قالها أحمد سامي، خبير تربية أسماك الزينة، مضيفًا: "لازم حجم الحوض يبقى مناسب للأسماك، وكل نوع يحتاج لطعام محدد بكمية معينة، ولو اتغيرت يموت، إضافة إلى أنه يجب تغيير ثلث كمية المياه بصفة يومية، وتجديد مياه الأحواض بالكامل كل 6 أشهر". خبير تربية أسماك الزينة، قال لـ"الوطن"، إنه لا يمكن السماح بجلوس المدخنين بجوار الأسماك، وأيضًا منع استخدام المبيدات بجميع أنواعها، وأغلب هذه التعليمات لا يجرى الالتزام بها في الحديقة، حالة إهمال لا ينكرها الدكتور سمير إبراهيم، مدير الحديقة، قائلًا إنها تحتاج لتطويرات واسعة، وتم الاتفاق على إجرائها بداية من الشهر المقبل بتمويل من القوات المسلحة. فيما أكدت الدكتورة فاطمة تمام، رئيسة الإدارة المركزية للحدائق، أن الإدارة قررت تشكيل لجنة للفحص وتحليل عينات من المياه لمعرفة سبب نفوق الأسماك، معتبرة أن درجة الحرارة المرتفعة قد تكون سببًا وراء الحادثة.