«جوتيريش» كشف المستور

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

كلمات جاءت في وقتها تلك التي قالها أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حينما ربط الأحداث التي تحدث على أرض فلسطين والتجاوزات الإسرائيلية حينما قال نصا إنّ هناك تهديدا وجوديا للوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنّ هذا يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

كلمات جوتيريش اعتُبرت رسالة للمجتمع الدولي لأنها سلطت الضوء حول ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية من حملات اعتقالات واقتحامات واستيلاء على أراضٍ جديدة والسعي الجاد لبناء مستوطنات جديدة عليها بعد توفير الدعم المالي السريع لذلك.

على ما يبدو، فإنّ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يسعى إلى تقويض السلطة الفلسطينية والعمل على إضعافها وكسر وجودها وتمهيد الطريق نحو القضاء عليها، وما يفعله في المخيمات من انتهاكات هو سعي نحو إخراج الفلسطينيين من المخيمات والإسراع من تزايد حالة الغضب الشعبي ضد السلطة الفلسطينية، ومنذ فترة ليست بالقصيرة والحكومة الإسرائيلية تضرب الوحدة الوطنية في الضفة الغربية وإحداث خلل في علاقة الفلسطينيين مع السلطة الفلسطينية والدليل ما حدث في جنين من مواجهات غير متوقعة ومرفوضة.

بلا جدال، إسرائيل تريد توسيع حدودها وعدم الاعتراف بحدودها الحالية والدليل تلك الخريطة التي عرضها فى كلمته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر 2023 وأيضاً تلك الخرائط المزورة التى وزعتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لمنطقة الشرق الأوسط والتى تم ضم أراض عربية جديدة لمساحة إسرائيل ومنها أراض فلسطينية ضاربة بذلك عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التاريخية الموقعة مع السلطة الفلسطينية ومنها -بالطبع- اتفاقية أوسلو والتي نصت على أنّ الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة إقليمية واحدة، وتحاول إسرائيل الاستيلاء على أراض فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وقطع الرابط بينهما حتى يتم التعامل معهما على أنّهما وحدتان منفصلتان لا وحدة إقليمية واحدة وهو ما ينذر بالبدء في تنفيذ مخطط تقسيم فلسطين إلى كيانين.

الإعلام الإسرائيلي كشف عن وجود خطط مستقبلية يتم إدارة حوار حولها للبدء في تنفيذها ومنها: فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة تماما، وربطهما إما بطريق سريع يربط بين غزة والضفة الغربية بمسافة لا تتجاوز 40 كيلومترا، وهو ما يكلف نحو 2 مليار دولار، كما طرحت فكرة بناء نفق على شاكلة نفق المانش بين فرنسا وإنجلترا، بتكلفة تبلغ 30 مليار دولار. إسرائيل لديها مخططات جاهزة للتنفيذ، بعض السياسيين الإسرائيليين اقترح بأن تصبح غزة مثل سنغافورة ويتم تطويرها اقتصاديا كميناء ومنطقة تعتمد على الإنتاج والتصدير وبذلك يتم فصلها عن الضفة، لكن مع استمرار الوضع الكارثي في غزة وما لحق بها من قصف إسرائيلي عنيف طيلة 470 يوما، فإنّ المؤشرات الأولية تقول إنّ إعمار غزة يحتاج إلى 80 مليار دولار، ولذلك بعض الموتورين المتطرفين من أعضاء الكنيست عرضوا فكرة إخراج أهالي غزة مؤقتا -حسب وصفه- إلى المنفى بالخارج لفترة محدودة حتى يتم الانتهاء من إعمارها.

كل هذه فرضيات ومقترحات مرفوضة، وصمود أهالي غزة مُشرِف وتضحياتهم شاهدناها، ورغم معاناتهم فإنّهم لم يتركوا أرضهم مهما عانوا ومهما تم قصفهم ليتم إحباط كل المخططات التي تستهدف غزة والضفة بصفة خاصة، والقضية الفلسطينية بصفة عامة، وسيعود الحق الفلسطيني وسنرى دولة فلسطينية موحدة تجمع الضفة وغزة وفق قرارات الشرعية الدولية.