لقاء لن أنساه
كثيرا ما يتخيل المرء معرفته بشخصية مسؤول بالدولة عبر تصرفاته وإنجازاته، وهو ما حدث لي بصدد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، والذي أكد لكل من يتابع إنجازاته أنه جدير بثقة المواطن وجدير بثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي بإسناد مهام صعبة إليه.
وما إن أعلنت النائبة الوطنية الواعية الدكتورة آيات الحداد، عن استضافة سيادة الفريق في صالونها الثقافي إلا وسارعت أطلب منها مشاركتي وهو ما قبلته مشكورة، وحتى بعد أن علمت أنّ الصالون سيكون في الإسكندرية وليس في القاهرة، وشعرت بسعادة غامرة في هذا اللقاء الفريد، حيث بقينا لأكثر من ساعتين نستمع باهتمام شديد لإجابات الرجل عن أسئلة الحضور في كل ما يتعلق بالنقل وفلسفة هذا المرفق الحيوي وكذلك الصناعة وأمل مصر في استعادة مكانتها في هذا المجال، ولم أستطع منع نفسي من الإفصاح عن شعور الفخر والثقة عندما قرر الوزير إعادة افتتاح مصنع النصر للسيارات، وقلت لسيادته إنني شعرت وقتها برغبة في إطلاق زغرودة أعتقد بقوة أنها كانت لدى الأغلبية الساحقة من نساء المحروسة.
بعد دقائق من افتتاح صالون النائبة آيات الحداد كنا وكأننا نعرف سيادة الفريق منذ سنوات، فقد انطلق يحدثنا ببساطة رائعة عن اهتمام القيادة باستعادة كافة الصناعات، التي أهملت تماما، والتى كان لمصر باع طويل فيها مع وعي عميق بأن ذلك خيار لا بديل عنه، ومن أروع الانطباعات التي خرجت بها من هذا اللقاء قدرة سيادة الفريق على تشجيع كافة المتحدثين على عرض تساؤلاتهم بمنتهى الأريحية وكأنهم يتحدثون مع زميل لهم، وهو الشعور الذي أشاعه الفريق بصدق واحترام وهو ما أدى إلى عرض كافة العقبات، في نظرهم دون تحفظ وبمنتهى الصدق والصراحة والوعي.
إن مشاركتي لأول مرة في لقاء مع مسؤول رفيع المستوى بقامة الفريق كامل الوزير، منحتني ثقة أكيدة في أننا في مرحلة المسئول الذي يخدم الوطن وليست مرحلة المسئول الذي يستغل الوطن ومصالح المواطن لتحقيق مآربه الذاتية، لقد عرض سيادة الفريق كامل الوزير السلبيات التي يتوجب علينا مكافحتها، مثل سلوكيات البعض منا التي تضر بالسياحة، وأهمية التشاور المستمر بين وزارة الداخلية، لمكافحة تجاهل أدبيات احترام قواعد المرور، بما يحول دون حوادث المرور القاتلة التي تجعلنا للأسف الشديد، الدولة الأكبر في حوادث الطرق، فلا رادع لمن يسيرون عكس الاتجاه ولا من لا يلتزمون بالحارة المخصصة لسياراتهم، مثل سيارات النقل التي يتصرف قادتها وكأنهم وحدهم، ليس على الطريق فحسب، بل في العالم، وبالتأكيد تؤدي مثل هذه السلوكيات إلى الإضرار بحركة السياحة، ما يستلزم التشاور المتواصل بين النقل والداخلية والسياحة.
كان عرض الفريق كامل الوزير مبهرا وينم عن وعي عميق بكافة التفاصيل، أى إنه يدرس الوضع من كافة جوانبه وكأنه مصلح اجتماعي قلّ نظيره، وهو ما يلقي الضوء على مكانته الجماهيرية التي حظى بها والتي جعلتنا نشعر بأنه نموذج فذ للمسؤول الملم بكل تفاصيل آمال الوطن بعد ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التي من شبابها، الواعد الواعي، النائبة الشابة الدكتورة آيات الحداد.