طلاب "الثانوية" على أبواب التنسيق: "التوزيع الجغرافى قتل فرحتنا"

كتب: عبدالعزيز الخطيب

طلاب "الثانوية" على أبواب التنسيق: "التوزيع الجغرافى قتل فرحتنا"

طلاب "الثانوية" على أبواب التنسيق: "التوزيع الجغرافى قتل فرحتنا"

أصبح النظام الجديد الذى طبقته وزارة التعليم العالى هذا العام، بتقليل الاغتراب والالتزام بالتوزيع الجغرافى بغرض جمع شمل الأسر، هو نفسه السيف الذى ذبح أحلام طلاب الثانوية العامة، خاصة الأقاليم، على أبواب معامل التنسيق. «التنسيق ضيع مستقبلى، ومش لاقية أى كلية توازى مجهودى وتعبى»، بهذه العبارة بدأت ريهام سيد عبدالمنعم، من مدرسة حمزة بن عبدالمطلب، بشارع فيصل، حديثها لـ«الوطن»، أثناء مرافقتنا لها لتسجيل رغباتها، وقالت: «بالرغم من حصولها على 93% من الشعبة الأدبية بالثانوية العامة إلا أنها أثناء تسجيل رغباتها لم تلتحق بالكلية التى كانت تحلم بها، بالرغم من حصولها على المجموع الذى يسمح لها بذلك، مؤكدة أن نظام التوزيع الجغرافى سرق مستقبلها وحرمها من دخول كلية الإعلام وكليات القمة بجامعات الأقاليم». وعبرت «ريهام» عن دهشتها من فتح كليات جديدة بجامعات الأقاليم، ومنها كلية الآثار بجامعات أسوان وجنوب الوادى وجامعة الفيوم، وفى الوقت ذاته لم تجد أى مكان لها بكليات الإعلام وسياسة واقتصاد بجامعة بنى سويف أو كلية الألسن بجامعة المنيا. وأضافت الطالبة أثناء تسجيل رغباتها بمعهد الدراسات والبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة: «فوجئت أثناء تسجيل الرغبات بأنه ليس مسموحاً لى الالتحاق بكلية الإعلام أو كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف أو الألسن بجامعة المنيا، بالرغم من أنها تقبل الحاصلين على 92% الشعبة الأدبية، وأنا حاصلة على أعلى من هذا المجموع، لكن كونى من محافظة القاهرة غير مسموح لى بكليات القمة فى الأقاليم، وأنا موافقة جداً إنى أغترب بالمحافظات، حتى لو هروح بلاد الهند لدخول كلية تليق بمجهودى وتعبى». وبالرغم من عناء السفر من محافظة البحر الأحمر إلى القاهرة بحثاً عن أى وسيلة للالتحاق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، لم يجد ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ أﺣﻤﺪ، الطالب بمدرسة ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮية ﺍﻟﻤﺸﺘﺮكة شعبة علمى ﺭﻳﺎضة، بمدينة الغردقة، حظاً له للالتحاق بها، بالرغم من حصوله على مجموع 97.3%، وعاد إلى بلدته بخيبة أمل بسبب التوزيع الجغرافى، وقال لـ«الوطن» عن معاناته: «ﻛﺎﻥ حلمى أﺩﺧﻞ ﻛﻠية ﻫﻨﺪسة جامعة ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ قسم الطيران، وحصلت على مجموع يسمح لى بذلك، لكن أثناء تسجيل الرغبات فوجئت بفتح كليات الهندسة بجامعتى عين شمس وحلوان وجامعات الأقاليم، وإغلاقها بجامعة القاهرة، والتى تضم القسم الذى أنشده منذ التحاقى بالثانوية». وتساءل الطالب: لماذا تسعى وزارة التعليم العالى لسرقة مجهودنا والقضاء على آمالنا بفرض كليات لا نرغب بها، وفى الوقت ذاته حرماننا من الالتحاق بالكليات التى نحلم بها؟.. مؤكداً أن العقبة الوحيدة أمامه حالياً ليست المجموع أو المشكلات المادية، وإنما نظام تقليل الاغتراب والتوزيع الجغرافى، وأنه نظراً لكونه من مدينة الغردقة غير مسموح له الالتحاق بكليات جامعة القاهرة، بالرغم من أنها لا تبعد كثيراً عن جامعة عين شمس، مطالباً وزير التعليم العالى بتعديل سياساته وفتح جميع الكليات أمام طلاب المحافظات النائية احتراماً لجهودهم طيلة فترة الثانوية العامة. من جانبها، قالت إسراء محمد لطفى، الطالبة بمدرسة أم المؤمنين الثانوية بإمبابة: «حصلت على 94.5% بالشعبة الأدبية، ولم أجد أمامى سوى كلية الآثار بجامعة القاهرة للالتحاق بها»، وأكدت أنها كانت تحلم بالالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، إلا أن نظام تقليل الاغتراب والتوزيع الجغرافى الذى طبقته وزارة التعليم العالى هذا العام قضى على آمالها وحطم مستقبلها بإغلاق الكلية التى تحلم بها. مضيفةً: «عيبى الوحيد حالياً إنى من القاهرة». وقالت «إسراء» إن الإدارة الحالية لوزارة التعليم العالى تسعى لكسب عداوة الطلاب وحرمانهم من دخول الكليات التى يحلمون بها لأجل كليات القطاع الخاص، لافتة إلى أنها بحثت عن كليات ومعاهد القطاع الخاص، ووجدت أن أقل مصاريف سنوية بالقطاع الخاص بلغت 18 ألف جنيه، وأن الوزارة تسعى من خلال نظام تقليل الاغتراب لدفع الطلاب لتنفيرهم من كليات الجامعات الحكومية.