المستوطنون يحرقون "طفلاً رضيعاً" فى فلسطين

كتب: عبدالعزيز الشرفى ووكالات

المستوطنون يحرقون "طفلاً رضيعاً" فى فلسطين

المستوطنون يحرقون "طفلاً رضيعاً" فى فلسطين

شهدت الأراضى المحتلة، صباح أمس، حالة من التوتر والغضب فى أوساط الفلسطينيين بعد أن هاجم مستوطنون يهود قرية فلسطينية فى الضفة الغربية، صباح أمس، وأحرقوا منزلين، ما أسفر عن استشهاد طفل صغير وإصابة شقيقه البالغ من العمر أربع سنوات ووالديه بجروح خطيرة. ووفقاً لبيان جيش الاحتلال الإسرائيلى، فإن «المستوطنين دخلوا قرية دوما قرب مدينة نابلس وأضرموا النيران فى منزلين وكتبوا عبارات (الانتقام) و(دفع الثمن)، على الجدران». وقال غسان دغلس، مسئول ملف الاستيطان فى شمال الضفة الغربية، فى بيان أمس، إنه تم تحديد هوية الطفل وهو يدعى على دوابشة ويبلغ من العمر عاماً ونصف العام فقط، مضيفاً: «المستوطنون اليهود كسروا نافذة المنزل وألقوا جسماً مشتعلاً بداخله، ما تسبب فى اندلاع حريق سريع وهائل». ومن جانبهم، اتهم مسئولون فلسطينيون إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، حيث قال محمود العالول، أحد مساعدى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إن «المستوطنين يرتكبون جرائمهم تحت حماية حكومة نتنياهو، حكومة نتنياهو تمنح المستوطنين كل ما يحتاجونه لقمع الشعب الفلسطينى»، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أنه قرر تعزيز قواته فى الضفة الغربية بسبب مخاوف من أن يتسبب الحادث فى وقوع اضطرابات. وفى الوقت ذاته، أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أمس، أنه ينوى التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية رداً على استشهاد الطفل الفلسطينى، مؤكداً أن ما حدث «جريمة حرب» جديدة ترتكبها إسرائيل، وقال «عباس»، فى بيان، إنه «يتم الإعداد حالياً لتقديم ملف إلى المحكمة الجنائية الدولية على الفور، فنحن نستيقظ كل يوم على جريمة من جرائم المستوطنين»، متهماً الحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر بارتكاب الجريمة، وقال «عباس»: «لن نسكت إطلاقاً ما دام الاستيطان والاحتلال موجودين». من جانبها، دعت حركة «حماس» إلى «الرد بقوة على الحادث»، مطالبة بـ«قرارات دولية رادعة»، وقال فوزى برهوم، المتحدث باسم «حماس»، لوكالة «فرانس برس» الفرنسية، إن «المطلوب من كل أهلنا فى الضفة الغربية الرد بكل قوة وبكافة أشكال المقاومة على هذا العدو الإسرائيلى وهذه الجرائم الصهيونية». وأضاف «برهوم» أن «حكومة الاحتلال بتبنيها لكل أعمال العنف ضد الشعب الفلسطينى ووقوفها إلى جانب المستوطنين تتحمل المسئولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة الصهيونية الكبرى بحق أطفالنا». واعتبرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جريمة المستوطنين تطوراً خطيراً وتصعيداً غير مسبوق، وجريمة تتحمل مسئوليتها حكومة الاحتلال، ما يستدعى من جميع الفلسطينيين تصعيد المقاومة، وإعلان الحرب على المستوطنين والمستوطنات. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أن الحادث «عمل إرهابى بكل معنى الكلمة»، مؤكداً أنه «أصدر الأمر لقوات الأمن من أجل استخدام كل الوسائل التى تمكنها من توقيف المسئولين وإحالتهم أمام القضاء»، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى، موشيه يعالون، فى بيان، أن «الحريق عمل إرهابى، ولن نسمح لإرهابيين بالتعرض لحياة الفلسطينيين». وأغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلى، أمس، معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك ونصبت الحواجز الحديدية على أبوابه، تحسباً للمظاهرات التى دعت إليها مؤسسات مقدسية بعد صلاة الجمعة. من جانبه، قال المحلل العسكرى الإسرائيلى، رون بن يشاى، فى مقال بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه «بات هناك الآن جهاد يهودى يشبه جهاد تنظيم داعش الإرهابى»، مؤكداً أن هذا النوع من الحوادث ليس جرائم كراهية وإنما إرهاب يرتكز على الدين بشكل يشبه جرائم «داعش».