وعادت ابتسامة «أطفال غزة»
- أمن البحيرة
- اشتعال النيران
- اللواء علاء الدين
- النيابة العامة.
- دائرة المركز
- ربة منزل
- ستشفى كفر الدوار
- أبو حمص
- أبوحمص
- أمن البحيرة
- اشتعال النيران
- اللواء علاء الدين
- النيابة العامة.
- دائرة المركز
- ربة منزل
- ستشفى كفر الدوار
- أبو حمص
- أبوحمص
هذا ليس وقت عرض السؤال الذى يَرِد على ألسنة المحللين السياسيين الذين يقولون: مَن كسب المواجهات فى قطاع غزة؟، هل «بنيامين نتنياهو»، رئيس الوزراء الإسرائيلى أم «حركة حماس»؟ مَن تَفَوَّق على مَن؟
مَن حقق أهدافه؟ هل «نتنياهو» الذى دمر قطاع غزة فعلياً وجعله لا يوجد به مكان آمن وشرد 2.4 مليون فلسطينى وهدم المستشفيات والمدارس والجامعات ومقرات المنظمات الدولية والطُرق والأراضى الزراعية؟، أم أن «حركة حماس» استطاعت فرض كلمتها وشروطها -فى نهاية المطاف- رغم خسائرها المعروفة المُتمثلة فى القضاء على عدد كبير من قياداتها ومسئوليها فى داخل قطاع غزة وخارجه وخسارتها لعدد كبير من أفرادها وسلاحها وأنفاقها التى دمرت وتمويلها الذى تم قطع صلاته وحصار ما تبقى من عناصرها داخل الأنفاق؟
كل هذا لا يعنينى فى شىء، ولن أتوقف عنده، فالكُل شاهد ورأى، وكل منا لديه من الفطنة والذكاء والفهم والإدراك لكى يُقرر مَن كسب المعركة فى قطاع غزة؟، ويكفى فقط مشاهدة الفيديوهات التى تنقل حقيقة الأوضاع فى قطاع غزة الآن، ويكفى فقط مشاهدة فيديوهات لقطاع غزة قبل (7 أكتوبر 2023) ومقارنتها بالوضع الحالى، ويكفى تدقيق النظر فى شوارع «تل أبيب والقدس وحيفا» وكيف أصبحت هذه الشوارع الرئيسية مقرات دائمة للمتظاهرين الإسرائيليين، سواء كانوا من أهالى الأسرى أو المحسوبين على أحزاب المعارضة.
يعنينى فقط -وهو ما سأتوقف أمامه- (الابتسامة التى عادت لوجوه الأطفال الأبرياء فى قطاع غزة، الأطفال الجوعى المرضى الذين عانوا الأمرين -طوال 465 يوماً- من عدم وجود لبن الأطفال ومن قلة الرعاية الصحية بعد طردهم من المستشفيات وتشريدهم هُم وعائلاتهم وما لحق بهم من نزوح مرات عديدة لمناطق مختلفة وعدم وجود خيمة تحميهم من حر الصيف الشديد وطوال برد الشتاء القارس).
يهمنى جداً الابتسامة التى ارتسمت على وجوه الأطفال فى قطاع غزة، هذا هو المكسب الحقيقى الملموس، هذا هو الرهان الحقيقى الذى كُنا نراهن عليه، ابتسامة الأطفال التى جاءت بعد دمار وخوف وحزن ورعب من أصوات طائرات (F 35) الإسرائيلية التى ظلت تقصف المدنيين العُزل طيلة أكثر من 15 شهراً بالصواريخ والقنابل الفوسفورية الحارقة، ابتسامة أطفال غزة عادت لطبيعتها بعد أن فَقَد معظمهم أهلهم وذويهم، ابتسامة ما أحلاها؟، ابتسامة كُنا ننتظرها بفارغ الصبر بعد دموع انهمرت وسالت واستمرت شهوراً وأسابيع وأياماً وساعات طوالاً، ابتسامة ظن البعض أنها لن تعود مرة أخرى وها هى قد عادت.
رغم أن الجملة الشهيرة التى حفظناها تقول «تُقاس الحروب بنتائجها»، لكن نتائج الحرب على قطاع غزة مختلفة، فقد غابت العدالة الدولية وداست إسرائيل بأقدامها على قرارات الشرعية الدولية ولم تحترم قرارات مجلس الأمن ولم تخضع لإدانات الأمم المتحدة ولم تستجب لمطالبات محكمة العدل الدولية ولم تُقِم وزناً لأحكام المحكمة الجنائية الدولية، لدرجة أننا ظللنا نصرخ ونقول - مراراً وتكراراً - عليه العوض فى المجتمع الدولى الذى لم يستطع حماية المدنيين فى قطاع غزة ولم يستطع التصدى لإسرائيل ولم يقُم بمسئولياته تجاه حماية الحقوق المشروعة الشعب الفلسطينى.
حذرنا كثيراً من أن الفشل فى إيقاف الحرب على قطاع غزة قد يؤدى إلى إحداث خلل فى الوضع الدولى وخلل فى ميزان القوى فى العالم، فالدول الصغيرة لا بد أن تجد منظمات دولية قادرة على حماية حقوقها وصون الأمن والسلم الدوليين، القوة ستفشل فى إحكام السيطرة على العالم.. على القوى العظمى أن تُدرك ذلك وتعمل على أن يكون العدل هو السائد والمبادئ هى الحاكمة والأطماع لا بد أن تتوقف.. هذه هى أبرز الدروس المستفادة من الحرب الإسرائيلية -غير الأخلاقية وغير المُحايدة وغير المُتكافئة- على قطاع غزة.