70 ألف شهيد في قطاع غزة.. متى يتوقف العالم عن الخذلان؟

مصطفى عمار

مصطفى عمار

كاتب صحفي

المأساة الإنسانية فى غزة تكشف عن واقع مفزع لا يمكن تجاوزه بالصمت أو التجاهل كما يحدث الآن من دول العالم الكبرى، أصبحت الحاجة إلى تحرك دولى لحماية المدنيين أكثر إلحاحاً من أى وقت مضى منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، فالدمار فى غزة ليس مجرد أرقام، بل كارثة إنسانية تهدد وجود شعب بأكمله.. وهو ما أكدته عدة تقارير صحفية تابعتها على أكثر من موقع صباح اليوم.. فالمأساة أصبحت أكبر من أن توصف، وأكبر من شعور الخذلان الذى يلوث يد قوى العالم التى تتعامل مع أحداث غزة وكأنها شريط فيلم سينمائى ينتظرون نهايته بعد فناء المدينة عن آخرها.

تقرير صحفى منشور على موقع «سى إن إن» بالعربية كشف عن تجاوز عدد الشهداء فى غزة منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر 2023 الأرقام الرسمية المعلنة، وفق دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائى (LSHTM) ونشرتها مجلة The Lancet.

الدراسة قدرت عدد الشهداء بـ64260 حالة وفاة بسبب «الإصابات المؤلمة» حتى 30 يونيو 2024، بينما أعلنت وزارة الصحة فى غزة عن 37877 شهيدا فقط خلال تلك الفترة، ما يشير إلى نقص يبلغ حوالى 41% فى التقديرات الرسمية.

وتشير النتائج إلى أن العدد الإجمالي للشهداء تجاوز 70000 في أكتوبر 2024، إذا أُخذت فى الحسبان الفجوة فى الإبلاغ، كما أن الوفيات الناتجة عن تدهور الرعاية الصحية، ونقص الغذاء والمياه النظيفة، وانتشار الأمراض لم تُحتسب فى هذا التحليل.

وزارة الصحة، التى تعتمد فى أرقامها على جثامين الشهداء فى المستشفيات، أبلغت عن 45885 حالة وفاة حتى 7 يناير 2025، إضافة إلى 109196 مصاباً.

فى المقابل، كشفت الدراسة عن أن 3% من سكان القطاع لقوا حتفهم بسبب العنف، بينهم 59% من النساء والأطفال وكبار السن.

الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً دمرت البنية التحتية للرعاية الصحية، وضاعفت الضغوط على المستشفيات القليلة التى لا تزال تعمل، ثلاثة مستشفيات رئيسية على وشك الإغلاق بسبب نقص الوقود، وفقاً لمنظمة «أطباء بلا حدود».

منظمات حقوقية، مثل «هيومان رايتس ووتش»، أكدت أن إسرائيل استخدمت سياسة متعمدة لحرمان الفلسطينيين من المياه النظيفة، ما تسبب فى انتشار الأمراض، ووفاة آلاف الأشخاص، بينهم أطفال حديثو الولادة، بفعل انخفاض درجات الحرارة وعدم توافر الملاجئ الدافئة.

اتهمت «هيومان رايتس ووتش» و«منظمة العفو الدولية» إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية فى غزة، وتم رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية، ورغم هذه الاتهامات، تنفى إسرائيل ذلك بشدة.

كما قُلت؛ فالمأساة أكبر من توصف أو تعبر عنها تلك الأرقام المفزعة من حجم الضحايا والشهداء يومياً إما بآلة القتل الإسرائيلية أو نتيجة انهيار النظام الصحى والرعاية الفلسطينى أو نتيجة اختفاء موارد الحياة من مياه وطعام وكهرباء وأى وسيلة تساعد أهل غزة على الحياة.

فهل يستيقظ ضمير العالم أم سينتظر عندما تشير أرقام الشهداء فى غزة إلى فناء أهل القطاع بالكامل مصحوبة بكلمة «النهاية»؟!