الشرق الأوسط.. اتساع دوائر الحروب والمواجهات في غياب فرص الحل

كتب: أحمد عادل موسى

الشرق الأوسط.. اتساع دوائر الحروب والمواجهات في غياب فرص الحل

الشرق الأوسط.. اتساع دوائر الحروب والمواجهات في غياب فرص الحل

لم يكن 2024 عاماً اعتيادياً فى تاريخ منطقة الشرق الأوسط، بل مثّل محطة حاسمة شهدت تحولات جيوسياسية واستراتيجية أعادت رسم ملامح الحروب القائمة وأطلقت سلسلة من التغيرات العميقة التى طالت موازين القوى الإقليمية، حيث تشهد المنطقة حالة من الاضطرابات السياسية العميقة، والحروب التى تعصف بالاستقرار الإقليمى والدولى، بدأت بحرب غزة التى تدخل فى الشهر الـ15 تزامناً مع حرب فى لبنان، كذلك التغير الذى شهدته سوريا، وما يحدث فى اليمن والعراق، بالإضافة إلى تفاقم النزاعات المسلحة، وتدمير البنية التحتية، وتفاقم الكوارث الإنسانية، وتعقد التدخلات الخارجية، التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى وتوسعاته، ويُجسد الدمار الشامل لقطاع غزة جراء الحصار المستمر معاناة السكان الفلسطينيين، مما يُبرز حاجة ماسة لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وسط تعاظم التوترات والصراعات، برزت غزة كواحدة من أكثر الساحات سخونة، مع تصاعد الحرب الإسرائيلية وارتفاع فاتورة الخسائر البشرية والمادية إلى مستويات غير مسبوقة، تزامناً مع توجيه ضربات قاسية لحركة حماس الفلسطينية، بما فى ذلك اغتيال رئيس المكتب السياسى إسماعيل هنيّة، وخليفته يحيى السنوار.

وفى غزة، تستمر الحرب للعام الثانى، فى ظل هذا المشهد الدموى لعمليات الاغتيال التى استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، وفشل العديد من المبادرات الدولية والإقليمية لإيقاف النزاع، وشهد لبنان واحدة من أكثر المحطات دموية، مع تصاعد الحرب الإسرائيلية واغتيال مجموعة من قادة حزب الله، على رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، حيث جاءت الحرب الإسرائيلية فى سياق تصعيد واسع النطاق، لتعمّق الفجوة بين الأطراف المتنازعة وتطلق موجة جديدة من الصراعات العابرة للحدود.

وفى سوريا، تصاعدت الأحداث بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة المعارضة على دمشق وتشكلت حكومة مؤقتة، بينما تتأهب البلاد لإعادة ترتيب الأوضاع وسط جملة من التحديات والصعوبات، سيما بعد التجاوزات الإسرائيلية العميقة فى المنطقة العازلة وجبل الشيخ، وتدمير الآلة العسكرية للنظام السورى السابق، وفى اليمن، وسّع الحوثيون نطاق عملياتهم، مستهدفين سفناً تجارية فى البحر الأحمر، فى مقابل تكثيف الضربات الإسرائيلية والأمريكية لليمن، كذلك بزغت إيران فى ظل التغيرات التى طرأت على المشهد الإقليمى فى ظل النزاعات المتزايدة، حيث قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية فى دمشق بخلاف اغتيال عدد من الشخصيات من قادة الحرس الثورى وحزب الله، الأمر الذى أدى إلى تصاعد دراماتيكى للتوترات بين إيران وإسرائيل، مع سلسلة من العمليات العسكرية المتبادلة التى أسفرت عن أضرار استراتيجية للطرفين.

«الرقب»: العام المنصرم هو الأكثر دموية على غزة

من جانبه قال د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن 2024 هو العام الأكثر دموية على فلسطين.

عدد الشهداء اقترب من 50 ألف شهيد

مع اقتراب عدد الشهداء من 50 ألفاً، مشيراً إلى خطورة استمرار القتل والتجويع فى غزة، وأهمية قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت على خلفية استخدام أساليب حرب محرمة دولياً، مع بقاء آفاق التسوية غير واضحة.

فلسطين على أبواب هدنة طويلة بين «القطاع والاحتلال»

وأكد «الرقب» أن فلسطين على أبواب هدنة طويلة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلى، وسيشرف على إدارة قطاع غزة لجنة توافقية من قبل الفصائل، وستتولى بسط نفوذها الأمنى بشكل متدرج بعد أن يتم تجهيز وتدريب جهاز شرطى يعمل تحت إمرة هذه اللجنة، كما ستوجد فى قطاع غزة قوات دولية وعربية تشرف على مساعدة اللجنة والشرطة وتفصل بين الشعب الفلسطينى والاحتلال الذى سينسحب بشكل تدريجى من القطاع.


مواضيع متعلقة