«الوطن» داخل «الوحدات الخاصة البحرية»: القوات تستعد لمهامها الطارئة في زمن قياسي تحت شعار «بطولة.. شرف.. نضال»

«الوطن» داخل «الوحدات الخاصة البحرية»: القوات تستعد لمهامها الطارئة في زمن قياسي تحت شعار «بطولة.. شرف.. نضال»
حرصت «الوطن» على إجراء أول جولة ميدانية صحفية منذ سنوات طوال داخل لواء الوحدات الخاصة البحرية فى الإسكندرية، وهى الجولة الميدانية التى كشفت عن حفاظ رجال الوحدات الخاصة البحرية، المتمثلة فى الصاعقة البحرية، والضفادع البشرية، واللانشات السريعة، على أعلى الكفاءة والجاهزية القتالية.
«بطولة.. شرف.. نضال»، شعار خالد اتخذته قوات الوحدات الخاصة البحرية لها، تجده معلقاً على المبانى الرئيسية للواء «الوحدات»، ولدى حديثك مع رجال اللواء الأول وحدات خاصة فى الإسكندرية، تجدهم دارسين لكل العمليات الكبرى التى نفذها أجدادهم وأبناؤهم، من العمليات الخمس للإغارة على ميناء إيلات، وإغراق السفن القتالية والتجارية الإسرائيلية، وإغراق الحفارات الإسرائيلية، وعمليات قوات الصاعقة البحرية مع الشهيد إبراهيم الرفاعى ضمن المجموعة «39 قتال»، وصولاً للبطولات الكبيرة التى حققوها بالاشتراك مع أفرع وأسلحة القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء.
العميد حسام حسين: «الوحدات» خضعت للتحديث والتطوير في عهد الرئيس السيسي وتمت إعادة تنظيمها
وقال العميد بحرى حسام حسين، قائد الوحدات الخاصة البحرية، إن «الوحدات» لها طبيعة عمل ومهام خاصة جداً، تتبع قيادة القوات البحرية مباشرة، وتضم كلاً من الضفادع البشرية، والصاعقة البحرية، واللانشات السريعة، موضحاً أن «الوحدات» خضعت للتحديث والتطوير فى عهد الرئيس السيسى، وتمت إعادة تنظيمها.
وأوضح أن الوحدات الخاصة البحرية شاركت فى العديد من العمليات، بداية من عام 1956، عبر تطهير مدخل قناة السويس من الألغام البحرية بعد العدوان الثلاثى على مصر، وعبر شن 4 عمليات هجومية على ميناء إيلات البحرى، وتلغيم وتفجير الحفار الإسرائيلى «كتينج» فى كوت ديفوار، واشتراك عناصر الصاعقة البحرية فى المجموعة «39 قتال»، كما اشتركنا فى عمليات تطهير شبه جزيرة سيناء من العناصر الإرهابية الخربة.
وقال إن الوحدات الخاصة البحرية لها مهام عدة، بداية من تلغيم الوحدات البحرية المعادية، والهجوم على الحفارات المعادية، والأهداف الاستراتيجية المعادية والأهداف القتالية بالقرب من الساحل، والانتقال من البحر وتنفيذ أى أعمال قتالية نُكلف بها، وتأمين المتفجرات وإزالة الألغام البحرية، والإغارة على الأهداف البحرية المنعزلة، وعمل كمائن بحرية، وقطع الإمدادات عن العدو، وإطلاق الصواريخ من منصاتها ضد وحدات بحرية أو أهداف أرضية.
وأوضح أن لواء الوحدات الخاصة البحرية نفذ 4 عمليات لاستهداف ميناء إيلات البحرى فى حرب الاستنزاف بفروق زمنية بسيطة، وهو يعتبر إنجازاً كبيراً فى عالم القوات الخاصة البحرية، فمهما زاد العدو من تأمين الميناء، كنا نتغلب على وسائل التأمين بحكم الكفاءة القتالية العالية للقوات المشتركة فى العمليات المختلفة.
جاهزون لتنفيذ أي مهمة دفاعاً عن الوطن ضد أي تهديدات قد تستهدفه
وواصل: «أطمئن الشعب المصرى على الكفاءة القتالية العالية لرجالنا، وأننا جاهزون لتنفيذ أى مهمة فى أى وقت على مدار الـ24 ساعة فور تكليفنا بها، سواء داخل أو خارج البلاد حفاظاً على أمن مصر القومى، ودفاعاً عن الوطن ضد أى تهديدات قد تستهدفه». وخلال جولة ميدانية فى اللواء الأول وحدات خاصة بحرية فى الإسكندرية، استقبلنا قائد «اللواء»، الذى اصطحبنا فى جولة ميدانية لتفقد التدريبات التى ينفذها رجال «اللواء».
أولى النقاط التى بدأنا فيها جولتنا الميدانية كانت ميداناً لتدريب رجال قوات الصاعقة البحرية، والذى أظهر الجاهزية الكبيرة للوحدات لتنفيذ أى مهمة فى أى وقت، فمنذ فرض الموقف التدريبى الطارئ باقتحام سفينة تجارية بها رهائن من عناصر إرهابية، حتى تمام جاهزية القوات، وبدء التنفيذ، لم يستغرق الأمر وقتاً يذكر، وهو أمر تتدرب عليه «القوات»، فالتدريب لا يتم فقط على المهمة القتالية وحدها، ولكن أيضاً تقليل زمن رد الفعل، ووقت تنفيذ المهمة ذاتها.
ويقول قائد اللواء الأول وحدات خاصة بحرية، فى تصريح لـ«الوطن»، إن كل وحدة من وحدات اللواء لها مهام خاصة بها، والتدريب الخاص بها يكون مستمراً طوال العام، للحفاظ على درجة الجاهزية العالية والكفاءة القتالية ليكونوا قادرين على تنفيذ أى مهمة فى أى وقت.
وعن مهام قوات الصاعقة البحرية، قال قائد اللواء إنها تتضمن عمل الكمائن البحرية، والإغارة، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش، موضحاً أن القوات الخاصة البحرية المصرية من أفضل القوات من نوعها حول العالم، وهو ما تظهره التدريبات المشتركة مع مثيلاتها من أكبر جيوش العالم، والتى يظهر خلالها مستوى التدريب والكفاءة الراقية لمقاتلينا.
وانتقلنا من تدريب رجال «الصاعقة البحرية» إلى «مركز غوص رجال الضفادع البشرية»، ومثل السابق، تم تجهيز ودفع العناصر لتنفيذ تدريب طارئ فى وقت زمنى لا يكاد يذكر، تجهز فيه المقاتلون، وقفزوا إلى المياه مع بدء الغوص لتنفيذ مهمتهم. ويقول قائد اللواء الأول وحدات خاصة بحرية إن رجال الضفادع البشرية المصرية يشتركون فى أعمال تأمين الموانئ والقواعد البحرية المصرية، ومهام دفاعية مثل تأمين وإزالة المتفجرات والألغام البحرية حال زرعها.
وشدد قائد «اللواء» على حرص رجاله على الحفاظ على البطولات والأمجاد والتاريخ الذى حققه رجال الوحدات الخاصة البحرية فى عمليات إيلات والحفار «كيتنج»، والعمليات التى نفذتها الصاعقة البحرية، سواء وحدها أو بالاشتراك مع المجموعة «39 قتال»، أو تأمين الجبهة الداخلية بعد عام 2011، وكذلك العملية الشاملة «سيناء 2018»، التى قامت القوات فيها بمهام قتالية لتأمين سيناء من مداهمات، والإغارة والكمائن، وتأمين نقاط تمركز قوات حرس الحدود، والحدود البحرية المصرية، والخط الساحلى لمنع التسلل والدعم للعناصر الإرهابية.
وخلال جولتنا، التقينا أحد رجال الضفادع البشرية، الذى أكد أنه وزملاءه يعملون للحفاظ على التاريخ الكبير جداً للوحدة منذ إنشائها عام 1950، فرجال الضفادع البشرية من العناصر المؤثرة جداً خلال حرب الاستنزاف، ونجحوا فى تغيير مفاهيم الحرب فى العالم كله، بدخول ميناء معادٍ 5 مرات فى فترة أقل من 6 شهور، وهو الأمر الذى كان له صدى إعلامى ونفسى على العدو، وفى الروح المعنوية للمقاتل المصرى، ونحن حالياً نكمل المسيرة بعدهم.
وأضاف، فى تصريح لـ«الوطن»، أن مهام رجال الضفادع البشرية تتضمن تلغيم الوحدات البحرية المعادية فى الموانئ والمراسى للوحدات، وتأمين وإزالة الألغام والمتفجرات البحرية. ويضيف أن رجاله وهم يعملون يستحضرون صورة أبطال عملية إيلات وأبطال الحفار «كيتينج» خلال عملهم، فالقوات البحرية فى العالم كله تتحدث عن بطولاتهم، ويدرسونها حتى الآن، فنحن وحدة مقاتلة لا يعلم أحد شيئاً عنا أو مهامنا، ومن ثم نتدرب بجدية، لنكون قادرين على تنفيذ أى مهمة تُطلب منا.
ويوضح مقاتل الضفادع البشرية أنه لدى إنشاء «وحدة الضفادع» قديماً كانت مهامهم تجرى بالسباحة والغطس، بالاعتماد على الزعانف البحرية المتوفرة لهم فى هذا التوقيت، مثلما تم استخدامها فى عمليات «إيلات» الخمس، ونحن وصلنا لمساحات كبيرة فى السباحة والغطس، حتى تطورت وسائل الدفع، لتقليل المجهود الذى يبذله الضفدع البشرى لقطع المسافة، وتسهل دفعه للمنطقة التى يريدها بوقت أقل، ليركز على المهمة المطلوبة منه فقط بواسطة هذا الوسيط.