العناية بالقرآن: أولوية لنشر علوم وثقافة كتاب الله

كتب: إسراء سليمان

العناية بالقرآن: أولوية لنشر علوم وثقافة كتاب الله

العناية بالقرآن: أولوية لنشر علوم وثقافة كتاب الله

كثفت الدولة المصرية العناية بالقرآن الكريم وأهله، ما يؤكد التزامها الدائم بتعزيز الثقافة القرآنية، ونشر علوم القرآن بين مختلف فئات المجتمع. جاءت هذه الجهود من خلال سلسلة من البرامج والمبادرات المتنوعة التى قامت بها وزارة الأوقاف، بقيادة الوزير د. أسامة الأزهرى، شملت المقارئ القرآنية، ومجالس الإقراء، ومراكز التلاوة، وحلقات التحفيظ، والمبادرات النوعية، والمسابقات القرآنية، والأمسيات الابتهالية.

وشملت جهود الدولة تدشين مسجد مصر الكبير، روح العاصمة الإدارية وصرحها الإسلامى والثقافى الضخم، كذلك مركز مصر الثقافى المشتمل على مكتبة، ومتحف إسلامى، ومركز للمؤتمرات، ومرافق تعليمية مختلفة، بجانب ذلك دار القرآن الكريم التى نُقش فيها القرآن فى ثلاثين إيواناً، كل إيوان منها ثُمانى الأضلاع، فى كل ضلع منها نقش لصفحة من المصحف، بحيث يشتمل الإيوان على جزء كامل من القرآن الكريم.

وحسب حصاد الوزارة لجهودها فى عام 2024، تمت طباعة مصحف مصر، حيث طُبع بالفعل قبل افتتاح مسجد مصر الكبير ومركزها الثقافى الإسلامى، ومكتوب على صفحته الأولى: «تشرّف بأمر طباعته الرئيس عبدالفتاح السيسى»، وصدر له عدد من الطبعات بمقاسات مختلفة: الكبير والوسط والصغير، وتمت طباعته على نسخة الشمرلى بالرسم العثمانى برواية حفص عن عاصم، مختوم الآيات، ومكتوب بخط محمد سعد إبراهيم الشهير بـ«حداد»، كما قام د. أسامة الأزهرى بإطلاق جديد لمصحف مصر، من خلال التطبيق الإلكترونى الذى يتيح لأى قارئ حول العالم أن يتصفح المصحف الشريف ويتلو منه القرآن الكريم، لتتشرف مصر بخدمة القرآن الكريم طوال الزمان، وليكون مصحف مصر هديةً من أرض الكنانة مصر إلى العالم.

وحسب حصاد الوزارة، استهدفت الوزارة تنظيم المقارئ القرآنية بمختلف أنواعها لتلبية احتياجات الأئمة والأعضاء والجمهور على حد سواء، إذ بلغ إجمالى عدد المقارئ خلال العام 221 ألفاً و240 مقرأة موزعة بين مقارئ «الأئمة، والأعضاء، والجمهور، والنموذجية، والسيدات، والواعظات»، حيث تمثل هذه المقارئ منصة حيوية لنشر علوم القرآن الكريم، وتنوعت أهدافها بين تعزيز مهارات التلاوة والإقراء والتدبر.

وكثفت الوزارة جهودها فى مجال مجالس الإقراء التى تمثل إحدى أبرز الوسائل للحفاظ على الإتقان فى تلاوة القرآن الكريم؛ فعقدت 900 مجلس إقراء على أيدى كبار القراء، إضافة إلى مقرأة الفجر اليومية التى عُقدت بـ11 مسجداً، ومقرأة سورة الكهف فى مسجدَى الإمام الحسين والسيدة زينب، هذه المجالس أسهمت فى تيسير وصول العلوم القرآنية لجميع الفئات العمرية والاجتماعية.

كما وسَّعت الوزارة نطاق خدماتها من خلال مراكز التلاوة التى بلغ عددها 14 مركزاً، فعقدت 710 مجالس لتعليم أحكام التلاوة والتجويد؛ ما أتاح فرصة للراغبين فى تحسين تلاواتهم تحت إشراف متخصصين.

كما أكدت الوزارة أهمية التحفيظ المباشر عبر مكاتب التحفيظ التى عُقدت بها 115 ألفاً و274 حلقة، موزعة بين «مكاتب التحفيظ المعتمدة، ومكاتب التحفيظ بالمكافأة»، التى أفرزت آلاف الحفظة الجدد فى خلال العام.

ولم تغفل الوزارة توظيف التقنية الحديثة فى دعم جهودها لخدمة القرآن، إذ استحدثت برامج التحفيظ عن بُعد، التى شهدت تنظيم 11 ألفاً و424 حلقة تحفيظ إلكترونية، كما أطلقت مبادرة «حصِّن طفلك بالقرآن» التى استهدفت الأطفال فى إجازة نصف العام الدراسى، فعقدت أكثر من 180 ألف جلسة تحفيظ فى 6014 مسجداً.

وعززت الوزارة جهودها بمبادرة «صحِّح قراءتك» التى انطلقت فى 1503 مساجد موزعة على مستوى الجمهورية، وشملت النساء أيضاً عبر جلسات خاصة بمسجد السيدة نفيسة. أسهمت هذه المبادرة فى تحسين مهارات التلاوة وتصحيح الأخطاء الشائعة لدى المشاركين، إذ تم عقد 360 ألفاً و720 جلسة فى خلال العام.

وعلى صعيد العناية بالمواهب الصوتية، نظمت الوزارة مقرأة كبار القراء التى عُقدت أربع مرات شهرياً بمسجد مصر الكبير؛ ما أتاح الفرصة لتلاقى كبار المقرئين وتبادل الخبرات، إضافة إلى الأمسيات الابتهالية التى بلغت 238 أمسية، أضافت بُعداً روحانياً وثقافياً مميزاً لجهود الوزارة.

فيما تميزت جهود الوزارة أيضاً بتنظيم مسابقات قرآنية متنوعة شملت مسابقات محلية ودولية، أبرزها المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم بمشاركة 100 متسابق من 61 دولة، بجوائز مالية تجاوزت 11 مليون جنيه، كما شملت مسابقات «لحفظ القرآن الكريم والقراءات القرآنية، والأصوات الذهبية، والمسابقة الثقافية الكبرى لمراكز إعداد محفظى القرآن الكريم». وأطلقت الوزارة مبادرات فريدة مثل أول مقرأة للفتيات الفائزات فى المسابقات العالمية، وأخرى للأسر القرآنية وذوى الهمم؛ ما يؤكد اهتمام الوزارة بكل فئات المجتمع ودعم المتميزين فى المجال القرآنى، كما عُقدت ختمات قرآنية جماعية بمناسبة استقبال شهرَى شعبان ورمضان فى المساجد الكبرى والمقارئ النموذجية.

وحرصت على دمج الجهود الميدانية مع التقنيات الحديثة فى تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، ما جعل الوصول إلى علومه أكثر سهولة ومرونة، ولم تغفل الوزارة تأهيل المحفظين الجدد، إذ تم اعتماد 148 محفظاً جديداً بالتعاون مع وزارة التضامن ليصل العدد الإجمالى إلى 2872 مُحفِّظاً معتمداً.

وشددت الوزارة على دور المساجد فى تعزيز الروحانية ونشر ثقافة القرآن الكريم من خلال المقارئ والجلسات التحفيزية والمبادرات التى ركزت على غرس قيم القرآن الكريم فى نفوس المشاركين.

الجهود المبذولة أكدت نجاح الوزارة فى تحقيق رؤيتها الشاملة لدعم الحفظة، وتشجيع التفوق القرآنى، وخلق بيئة تعليمية متكاملة تتناسب مع مختلف الأعمار والمستويات؛ كما أسهمت فى إبراز مصر بوصفها منارة عالمية فى علوم القرآن الكريم.

وواصلت الوزارة تعاونها المثمر مع المحافظات المختلفة لإقامة مسابقات قرآنية محلية فى «سيناء، والوادى الجديد، ومطروح، والمنيا»، إلى جانب مسابقة النوابغ الدولية بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء، ما عزز انتشار الأنشطة القرآنية فى جميع أنحاء البلاد. وأكدت، فى بيان لها، التزامها بالمضى قدماً فى تطوير منظومة العناية بالقرآن الكريم من خلال تعزيز الشراكات، وإطلاق مبادرات جديدة تخدم أهل القرآن، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لدعم أنشطتها المتنوعة، واستدامة مكانة مصر الرائدة فى هذا المجال، والوفاء برسالة الوزارة فى خدمة الدين والمجتمع على السواء.


مواضيع متعلقة