«الأوقاف»: إطلاق 4500 كُتّاب وحلقة في القرى خلال عام ونصف

«الأوقاف»: إطلاق 4500 كُتّاب وحلقة في القرى خلال عام ونصف
أطلق الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، مبادرة «عودة الكتاتيب» من جديد، لحفظ القرآن الكريم ومعرفة معانيه والتعرف على أصول الدين الإسلامى من خلال المنهج الوسطى الأزهرى على أيدى نخبة مختارة من المحفظين، واستقطاب الناشئة وتحصينهم ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى برعاية وإكرام كل إنسان على أرض مصر، بما يعكس حرص الدولة على بناء أجيال جديدة تجمع بين الأخلاق والقيم النبيلة والفهم الصحيح والوسطى للدين.
وتمثل تلك المبادرة المهمة ركيزة رئيسية لإحياء جهود حفظ القرآن الكريم والتحلى بأخلاقه، وبناء الوعى، وغرس حب الوطن ومعانى البذل والعطاء، وتعليم الأطفال، كما تعكس حرص «الأزهرى» على استعادة الدور الريادى للكتاتيب فى تنشئة الأجيال على قيم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام السمحة، ويرى وزير الأوقاف أن عودة الكتاتيب تهدف إلى بناء الشخصية المصرية على أسس راسخة من الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعانى الدين، والانتماء الصادق للوطن، وشدد على أهمية هذه الصروح التربوية باعتبارها مصابيح تنير طريق الأبناء فى مواجهة الفكر المتطرف والتحديات الفكرية التى تستهدف القيم الأصيلة.
وأوضحت الوزارة فى بيان، أن لديها خطة طموحة لإطلاق «كُتّاب وحلقات القرآن الكريم»، فى كل قرية رئيسية على مستوى الجمهورية، بإجمالى 4500 كُتّاب خلال عام ونصف، وحسب الوزارة، تهدف المبادرة لإحياء اللغة العربية السليمة فى نفوس الأجيال الجديدة، باعتبارها لغة القرآن الكريم وحصن الهوية القومى، حيث سيتم اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة فى تطوير منهجية الكتاتيب لتتماشى مع احتياجات العصر ومتطلباته، مع الحفاظ على روح الأصالة التى ميزتها عبر التاريخ، مؤكدة أن «عودة الكتاتيب»، تمثل نافذة لاكتشاف المواهب الواعدة فى مجالى التلاوة والإنشاد، بما يسهم فى إحياء أمجاد عمالقة التلاوة المصرية، مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ محمود خليل الحصرى والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، كما أعربت الوزارة عن تطلعها لتخريج أجيال جديدة تحمل هذه الراية بكل اقتدار، لتواصل الحفاظ على هذا التراث.
وأشارت الوزارة إلى أن المستهدف من هذه الخطة هو عودة الكتاتيب خلال وقت زمنى معين، فيكون فى كل من القرى الأم كُتَّاب من الكتاتيب، ثم فى بقية القرى، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، مضيفاً أن الوزارة ستفتح بعض ملحقات المساجد لتكون مقراً للكتاتيب التى تساعد وتعاون وتكمل عمل وزارة التربية والتعليم، مؤكدين أن الكُتَّاب سيكون منبراً للعلم والمعرفة، يبنى شخصية الإنسان على الخلق القويم، ويرسخ معانى الصلة والود والتقدير بين الصغير والكبير، وبين أبناء الوطن جميعاً، كما شددت الوزارة على أن الكتاتيب ليست مجرد أماكن لتحفيظ القرآن الكريم، بل هى صروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهوية وتبنى الإنسان المصرى.
وأكدت الوزارة، فى بيان لها أن رؤية د. أسامة الأزهرى تتمركز فى أن «عودة الكتاتيب»، بداية لاجتماع القلوب على الخير والحب والوفاء، فالهدف من الكُتاب أن يقدم لأولادنا وبناتنا وللجيل الجديد الوعى، وأن يملأ قلوبهم بأخلاق القرآن الكريم، حيث أوصى «الأزهرى» بخمسة مبادئ أساسية لكل حافظ للقران الكريم، ولكل طفل وإنسان على أرض الكنانة، وفى الدنيا بأكملها، مطالباً جميع محفظى القرآن الكريم فى الكتاتيب بغرسها فى وجدان الأطفال، فتلك المبادئ ستكون ميثاقاً لكل الكتاتيب فى مصر، وسبيل الإنسان لأداء العبادة بحقها، وتحقيق المعنى الحقيقى المتكامل للإيمان، وشملت تلك المبادئ احترام الأكوان، إذ يقول سبحانه «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» وكلمة العالمين تشمل كل المخلوقات ليعى أطفالنا احترام الأكوان، وكل ما يحيط بالإنسان.
كما شملت المبادئ إكرام الإنسان، حيث قال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ»، أى أن كل إنسان على اختلاف جنسه وعمره مُكرّم، فلا يتنمر على أحد ولا يؤذى أحداً، بل يجب التمسك بمكارم الأخلاق فى معاملة الخلق، واحترام الأوطان، والسعى إلى رفعتها وافتدائها، وازدياد العمران، ليكون أداة بناء وعطاء وإبداع، لا أداة تخريب وهدم، وزيادة الإيمان، فكل المبادئ الأربعة الأولى إذا اجتمعت فى إنسان بصدق، فقد وعى معنى الإيمان، فيرقى به فى معارج التزكية وشكر النعمة.
بدوره، أكد د. أسامة رسلان، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، أن وزير الأوقاف أعلن إطلاق مبادرة لإحياء الكتاتيب، والجهد فى هذه المبادرة ليس مقصوراً على وزارة الأوقاف، ولكنه يشمل العديد من المؤسسات تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيراً لـ«الوطن» إلى أن الكتاتيب تمثل إحدى نقاط القوة الناعمة فى مصر القائمة على الثقافة والقدرة على استيعاب الجديد والقديم، كما أن الوزارة لديها معهد لإعداد المحفظين والقراء، وتيسير مبادئ الفهم للقرآن الكريم، كما أن نشاط التحفيظ والإقراء له مسار إلكترونى أيضاً تيسيراً على الراغبين.
وأوضح «رسلان» أن الكُتّاب سيكون مجهزاً بوسائل حديثة سواء من حيث العرض السمعى أو البصرى، وسيكون له دور فى محو الأمية، واستيعاب البنات والأولاد بعد فترة المدرسة، مشيراً إلى أن الكُتاب سيعمل على ملء فراغ الأطفال بعد انتهاء النشاط المدرسى بتكلفة زهيدة للغاية فى مكان آمن على الأطفال. وأشار «رسلان» إلى أن هناك تعاوناً بين كافة مؤسسات الدولة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى مثل مصر الخير وبنك الطعام، وهذا يأتى فى إطار العمل على تحقيق الحياة الكريمة وفقاً للمبادرات الرئاسية.
وأوضح «رسلان» أن الدولة المصرية تولى عناية كبيرة بالقرآن الكريم وأهله، فعمر المسابقة العالمية للقرآن الكريم يؤكد استمرار الريادة المصرية فى هذا الصدد، وأوضح أن الجديد فى نسخة هذا العام هو استحداث الفرع السابع، وهو مخصص لترجمات القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، ويمكن لأى شخص مصرى أقل من 35 عاماً ولديه المقدرة على إتقان لغة أجنبية أخرى، أياً كانت، المشاركة فى المسابقة، مردفاً: «نحن مستعدون لاختبار المتقدم فى أى لغة»، وبيّن أن الهدف من ذلك هو نقل معانى آيات القرآن إلى تلك اللغة التى سيشارك بها المتقدم للمسابقة وفق الفهم الصحيح السمح للقرآن الكريم.
وشدد على أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستراتيجية التى وضعتها وزارة الأوقاف، وتسعى لمكافحة التطرف وبناء الإنسان وصناعة الحضارة، فهذا كله يأتى فى القلب منه استيعاب القرآن الكريم نصاً وروحاً ومعنى وفهماً، وفهم المقاصد السامية، التى جاءت بها الرسالة والشرع الحنيف، وأكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف أن المسابقة من أكبر المسابقات العالمية للقرآن الكريم على مستوى العالم من حيث أعداد المتسابقين، حيث يشترك فيها قرابة 60 دولة، ومن حيث مقدار الجوائز وتنوعها، مشيراً إلى وجود فرع خاص لذوى الهمم، وأيضاً للأسرة القرآنية، ما يؤكد أن ريادتها حقيقية.