سبب حدوث السيول في مكة.. المياه تغرق الشوارع

سيول جارفة وأمطار رعدية تشهدها المملكة العربية السعودية، لتُرفع حالة التأهب، فوسط محاولات مستمرة من رجال الحماية المدنية لإنقاذ الأفراد، وجرف بعض السيارات، لا يزال الطقس السيئ يسيطر على المملكة، وتغرق السيارات والموتوسيكلات وسط المياه، وزخات من البرد تسقط مع جريان السيول، ورياح نشطة على أجزاء من مناطق عسير، الباحة ومكة المكرمة.  

وأوصت مديرية الدفاع المدني السعودية، بضرورة توخي الحيطة واتباع الإرشادات على إثر الحالة المناخية السيئة، مع ضرورة الابتعاد عن تجمعات المياه وبطون الأودية والسدود، وسرعان ما اجتاحت صور سيول مكة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

لماذا تتكرر السيول في السعودية؟

وفقًا لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، فإن الأمطار عادًة تسقط بكميات غـزيرة ولمدة قصيرة جدا، لكنها على الرغم من ذلك تسبب سيولا جارفة سريعة الجريان ينتج عنها خسائر بشرية ومادية فادحة، وعادً ما تحدث الشقوق الأرضية والفوالق نتيجة لعوامل طبيعية أو ربما بفعل الإنسان وتأتي العوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين ونوعية التربة تحت السطحية، ومن المعروف أن العوامل الكيميائية تعمل على ذوبان الصخور الجيرية لتُشكل فجوات تحت سطحية وكهوفا أرضية تتسع مع الوقت نتيجة التعرية الطبيعية.

ومن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك السحب الجائر للمياه الجوفية أو نتيجة تشبع الطبقات العليا بفعل الأمطار والمياه المسربة من المزارع والذي يؤدي إلى زيادة الأحمال والهبوط.

أسباب الأمطار الغزيرة بمدينة جدة

وبحسب بحث علمي سابق، نُشر في جامعة الملك عبدالعزيز، فإن بداية فصل الشتاء في أغلب مناطق المملكة العربية السعودية وخاصة الشمالية التي تصل إليها كتل هوائية قطبية باردة، قد تؤدي إلى حصول التجمد ونزول الثلوج مثلما حصل في شتاء عام 2002، أما في مدينة جدة ونظرا لوجودها على ساحل البحر الأحمر الدافئ من جهة ومن جهة أخرى لأنها محمية بسلسلة جبال الحجاز من الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال، فان انخفاض درجات الحرارة فيها يكون تدريجيا.

وأوضح البحث أن حدوث هذا النوع من التقلبات الإعصارية في المنطقة المدارية الجافة المعنية بهذه الدراسة تبقى ظاهرة نادرة أو حتى شاذة، فلا تحصل في فصل الشتاء الواحد إلا مرة أو مرتين وأحيانا لا تحصل تماما مثل سنة 1986 التي كانت بدون أمطار، مشيرًا إلى أن شدة التقلب وغزارة أمطاره وطول مدته مرتبطة جميعا بقوة تسرب الهواء البارد القطبي نحو شبه الجزيرة العربية وحوض البحر الأحمر.

وفي النهاية، فإن منطقة جدة ومكة تعتبر منطقة انتقالية بين نظامين للأمطار: النظام الإعصاري الشتوي السائد في شمال ووسط المملكة العربية السعودية بما فيه منطقة جدة والنظام المطري الحراري التصاعدي الذي يهم منطقة جبال عسير في جنوب غرب المملكة وجبال غرب اليمن والذي تسقط أمطاره في الصيف وهو ما لا يحدث في مدينة جدة.

متى تنتهي سيول السعودية؟

وفقًا لما أصدرته  هيئة الأرصاد الجوية استمرار حالة التقلبات الجوية حتى اليوم، الأربعاء، على جميع الأنحاء في المملكة، في الوقت الذي تصل سرعة الرياح  محطة مطار الملك عبدالعزيز بجدة إلى 116.68 كيلومتر/الساعة.

وكان المركز الوطني للأرصاد، أصدر إنذارًا أحمر على منطقة مكة المكرمة، محذرًا من هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة السرعة وسقوط للبّرد (قطع الثلج الصغيرة)، مع انعدام شبه كامل في مدى الرؤية الأفقية.