المقبرة الملكية في المنيا.. جوهرة أثرية تروي قصة إخناتون ونفرتيتي (صور)

كتب: اسلام فهمي

المقبرة الملكية في المنيا.. جوهرة أثرية تروي قصة إخناتون ونفرتيتي (صور)

المقبرة الملكية في المنيا.. جوهرة أثرية تروي قصة إخناتون ونفرتيتي (صور)

في قلب صحراء المنيا، وعلى عمق 70 متراً، تقع أهم مقبرة في منطقة آثار تل العمارنة بمركز ديرمواس، وهي المقبرة الملكية للملك إخناتون زوج الملكة نفرتيتي جميلة الجميلات، وهذه المقبرة الفريدة تكشف أسرار حياة هذا الفرعون الثائر وعقيدته الدينية الفريدة.

 

عاصمة مصر في الدولة الحديثة

وتقع المقبرة الملكية لإخناتون في منطقة آثار تل العمارنة بشرق النيل في مركز ديرمواس، والمعروفة بأرض التوحيد، وأيضا بمدينة الملك إخناتون، وكانت عاصمة الإمبراطورية المصرية في عصر الدولة الحديثة في الأسرة 18، حسبما يذكر الدكتور ثروت الأزهري، مدير إدارة السياحة في المنيا، لـ«الوطن».

ويشرح «الأزهري»، أن التاريخ المصري القديم مقسم إلى 3 حقب، هي الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وجميعها تشمل 30 أسرة، موضحا أن الأسرة الـ18 في الدولة الحديثة اتخذت من تل العمارنة مقرا سياسيا لها بقيادة الملك إخناتون، وكان يُطلق عليه امنحتب الرابع، وكان يعيش مع والده امنحتب الثالث ووالدته الملكة «تي» في مدينة الأقصر.

وتولى إخناتون الحكم بعد والده ومكث في الأقصر لمدة 6 سنوات، ثم أدرك عدم الوفاق بينه وبين كهنة آمون، لذا قرر أن ينقل العاصمة من الأقصر إلى تل العمارنة في المنيا. وبحسب «الأزهري»، كان هذا اختيارا إلهيًا بالنسبة لإخناتون، فقد كانت تل العمارنة منطقة بكر لم تشهد أي عبادة سابقة، لذا سمى المدينة الجديدة «أخت آتون»، ومعناها «أفق الإله آتون».

ورمز إخناتون لـ«آتون» بقرص شمس تنبعث منه أشعة تنتهي بإيدٍ بشرية تهب الحياة والرخاء والسلام للعالم أجمع. ويشرح «الأزهري» أن فلسفة ومفهوم الآتونية لدى الملك إخناتون كانت تعني القوى الكامنة خلف قرص الشمس وليس قرص الشمس نفسه.

 

جناح ملكي خاص بنفرتيتي زوجة إخناتون

وتضم المقبرة الملكية الخاصة بالملك إخناتون غرفة كان مفترضا أن تكون بناءا لزوجته الملكة نفرتيتي، وكانت كافية لإنشاء الجناح الملكي الخاص بها، لكنها غير مكتملة البناء، فقد كانت فترة حكم إخناتون قصيرة جدا مدتها 15 عاما.

كما تضم المقبرة جناحا للأميرة ماكت أتون. وبحسب «الأزهري»، كان لإختانون 6 بنات، أشهرهن 3 هن مريت آتون، وعنخ أخ إس آتون، وماكت آتون، والأخيرة توفيت في حياة والدها إخناتون ودُفنت بالمقبرة الملكية.

وجميع المناظر الموجودة في تل العمارنة تظهر الملك إخناتون وخلفه زوجته نفرتيتي وبناته الـ6 يتعبدون للإله آتون، وهناك اختلاف كبير بين المعابد الخاصة بأمون وآتون، فكل معابد آمون مغلقة، أما آتون مفتوحة للاستمتاع بأشعة الشمس.

وأشار مدير إدارة السياحة في المنيا إلى أن منطقة تل العمارنة تضم أحد ألواح الحدود التي حدد بها الملك أخناتون مدينته الجميلة، وأهم ما يميز هذه الألواح «القسم»، فحينما أسس إخناتون مدينته أقسم أنه لن يغادر هذه المدينة حيا، وهذا تعني أنه سيقيم بها حتي مماته وسيدفن بها.


مواضيع متعلقة