"الوطن" تنشر نص كلمة وزير الداخلية أثناء تخرج دفعة في أكاديمية الشرطة
"الوطن" تنشر نص كلمة وزير الداخلية أثناء تخرج دفعة في أكاديمية الشرطة
ألقى اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، كلمة خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة بأكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وجاء نص الكلمة كالتالي:
قال اللواء مجدي عبدالغفار في مستهل كلمته: "العملَ الأمني رسالة سامية لها قيمتها في إرساء معايير الحضارة وتفعيل آليات التقدمِ ورخاء الشعوب، فطنتم يا سيادة الرئيسِ – بِنظرتكم الثاقبة ووطنيتكم الصادقة التي لا تبغي سوى الحفاظ على هذا الشعب وحماية الوطن - إلى المخاطر التي تكتنف مسيرة أمة لها تاريخها وأمجادها وقِيمتها مثل مصر من جراء دعاوى الانقسامِ والتفتيت التي كادت أن تعصف بها وبجسد الأمة العربية بأسرِها، فكان تقدمكم وسط تأييد شعبي جارف كان ولا يزال يبارِك خطواتكم لتسطير شهادة لإنقاذ مصر من براثن تلك المؤامرات وهو ما جسد ملحمة وَطنية سيظل التاريخ يذكرها لسيادتكم كعنوانٍ بارزٍ في صفحاتِ الانتماء والفداء لتراب هذا الوطنِ الغالي".
وتابع وزير الداخلية، "السيد الرئيس السادة الحضور، جهاز الشرطةِ يدرك إدراكا كاملا حجم التحديات التي تحدق بالوطنِ والمخاطرِ التي تتربص به وبِأمنه، والتي تتعاظم مع ما تحققه مسيرة الأمة المصرية خلال الفترةِ القياسية، التي توليتم فيها المسؤوليةِ ــ من نجاحاتٍ تبهر العالم وتدفع بها إلى ما تستحقّه من مكانة إقليمية ودولية كدولة رائدة محورية فاعلة في المنطقة".
وأضاف، "لعل آفة الإرهابِ التي تضربُ المنطقةَ بِأَسْرِها تُشَكِّلُ الرقْمَ الأخطرَ فى معادلةِ الأمنِ القومي، وَلَطَالَما حَذَّرْتُمْ سيادتُكُمْ من مخاطرَ التطرف الديني وتداعياتِه في انتشارِ الإرهابِ باعتبارِه خَطَرَا دَاهِمَا يَعْصفُ بالاستقرارِ ويَعَوُقُ جُهودَ السلامِ والتنميةِ وطالبتُمْ دوماً بالإسراعِ نحوَ توافقٍ إقليميٍ ودوليٍ للتعاملِ مع جذور المُشكلةِ ومُسَبِّباَتِها حِمايةً للمجتمع الدولي والمنطقة العربية ووطننا الغالي مِنْ مخاطرِ العنفِ والانقسامِ بين أبناء الشعب الواحد".
وَاستطرد، "مِنْ هذا المُنْطلَقِ فإنِّ الشرطةَ المصريةَ بالعهدِ الجديدِ لمصرَ في ظِلِّ قِيادتِكُمْ الرشيدةِ ـ تُعاهِدكُم والشعبَ المصريَ العظيمَ أَننا سنظلُّ نَبذلُ ونُضحِى بأرواحنا مِنْ أَجلِ مواجهةِ التحدياتِ التي تَتَرَبَّصُ بالوطنِ مَهْمَا تَعَاظَمَتْ وعازمونَ بكلِ ثِقةٍ فى أَنْفُسِنَا وقُدُرَاتِنَا بَعَوْنٍ مِن اللهْ ودَعْمِكمْ ومساندَتِكمْْ لجهازِ الشرطةِ الذى شهدَ تَطَوُراً كبيراً في عهدِكُمْ للتَّصَدِّي بكل قوةٍ لأيةِ محاولاتٍ للخُروجِ عن الشرعيةِ مُتسلحينَ بسلطانِ القانونِ وهَيْبَتِهِ وبما كَفَلَهُ الدستوُر مِنْ ضَمَاناتٍ لإنفاذِهِ حَريصونَ كلَّ الحِرصِ للحفاظ على الكرامةِ الإنسانيةِ وحمايةِ قِيمِ وحُقوقِ الإنسانِ والتي نَضَعُها دوماً نُصْب أَعْيُنِنَا".
وتابع عبدالغفار، "نُؤكدُ أنَّ الحربَ الشرسةَ التي نَخُوضُها إلى جِوارِ أَشِقَائِنا بالقواتِ المُسلحةِ ضدَ الإرهابِ لن تَنَالَ من إرادةِ الشرطةِ في مُواجهتهِ ولنْ نَتهاونَ في مُواصلةِ مَسيرتِنا الوطنيةِ الصادقةِ للقضاءِ على هذه الآفةِ المدمرةِ".
ووجه وزير الداخلية حديثه للخريجينَ قائلًا: "حَرصتْ أكاديميةُ الشرطةِ عَبر برامِجِها التدريبيةِ التي حَظَيتُمْ بهَا على تَحقيقِ العَديدِ مِنْ الأهدافِ التي تَسعَى للارتقاءِ بِمَنْظُومةِ الأداءِ الأَمْنِي مِنْ خِلالِ تَعظيمِ مُسْتَوى مَهاراتِكُمْ وقُدراتِكُمْ وتَفعيلِ حِرصِكُمْ على احترامِ حُقوقِ الإنسانِ وكرامتهِ والالتزامِ بأخلاقياتِ وقِيمِ ومُثُلِ رَجُلِ الأمنِ فَكُونوا دائماً حَريصينَ على الالتزامِ بما تلقيتُمُوهُ من عِلمٍ ومبادئَ إنسانيةٍ وعَلَى الأداءِ المُشَرِّفِ للمهامِ الرئيسيةِ لجهازِ الشرطةِ في حمايــةِ أمنِ وسكينةِ المُواطن وبإسهامٍ فاعلٍ وتفانٍ في أداءِ الواجبْ ومِنْ مُنْطَلِقٍ يَصُونُ كرامةَ المواطنِ ويُحَافظُ على حُقُوقِهِ".
وتابع، "كُلُّ التهنئةِ لكُم أن ْنِلتُمْ شَرَفَ الانضمامِ لهيئةِ الشرطةِ شباباً مصرياً فيه كُلُّ الخيرِ لوطنِهِ مُوفونَ بعهِدِكم دائماً بَارُّونَ بِقَسَمِكُمْ الذى رددتُموهُ بقلوبـــِكُمْ قَبلَ أصواتِكُمْ مُسلحونَ بالعلمِ والمعرفةِ ومقبلُون َدائماً نحوَ البذلِ والعطاءِ والتضحيةِ والفِدَاء مِنْ أجلِ الوطنِ وأَمنهِ واستقرارِهِ جنبًا إلى جنبٍ مع أشقائِكم من رجال القواتِ المسلحةِ الأوفياءِ".
وأضاف، "أَتقدمُ بالتهنئةِ لأُِسَرِكُمْ الذين طَالَمَا دَعمُوا مَسِيرَتَكُمْ حَتَّى حققتم آمالكم بِتَخَرُّجِكُمْ اليوم رِجَالٍ شرفاءٍ يُشَكِّلُونَ عَوْناً لِوطنِهِمْ لتدعيمِ أمنِ الوطنِ وأَمانهِ".
واستكمل وزير الداخلية حديثه قائلًا: "السيدُ الرئيسُ.. السادةُ الحضورُ، أَتقدمُ بأسمى معانِى التقديرِ وعباراتِ الشكرِ والامْتِنَانِ إلى قُواتِنَا المسلحةِ الباسلةِ ورجالِهَا الأوفياءِ الذين يُجَسِّدونَ بِبُطُولاَتِهِمْ الرائعةِ ومَلحِمِتهِمْ الوَطنيةِ وَذَوْدِهم بِبَسالة وقوةٍ عَنْ تُرَابِ الوطنِ المعانِي الحقيقيةَ لقيمِ الانتماءِ والكرامة وهم حقا خيرُ أجنادِ الأرضِ".
وتابع، "كُلُّ التحيةِ لِرُمُوزِ جيشِنا العظيمِ الذين كانوا ومازالوا يقومونَ بدورٍ محوري في تَقْدِيمِ الدعمِ لجهازِ الشرطةِ لِيُقَدِّمُوا القدوةَ والمَثَلَ الذى يُحْتَذَى فى تَنَاغُمِ الخُطَى وتَنَاسُقِهَا وَتَدعيمِ رُوحِ الأخوةِ بينَ رجال الشرطةِ والقواتِ المسلحةِ من أَجْلِ هدفٍ جليلٍ أسمَى يتمثلُ في حمايةِ أمنِ الوطنِ ومُقدراتِه.
إنِّ ما قامَ بِهِ رجالُ الشرطةِ مِنْ جُهُودٍ مُضْنيةٍ خِلالَ الفترةِ الماضيةِ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ وفَرْضِ سيطرةِ القانون وهيبتِهِ لم يكنْ لِيَتَحَقَّقَ دُونَ دعمِ ومُؤازرةِ مواطِنى مصرَ الشُّرَفَاءِ لِلْجُهْدِ الصادقِ الذى بَذَلهُ رجالٌ مُخْلِصُونَ في مُواجهاتٍ شرسةٍ مع عَناصر الشر الإرهابيةٍ التى أعماهَا حِقْدُهَا الأَسْوَدُ وأَوْهَمَََهَا خَيَالُهَا المريضُ بِقٌدرتِِهَا على النيلِ من أمنِ واستقرارِ مصرَ فَكُلُ الشكرِ والتقديرِ والامتنانِ لهذا الشعبِ العظيمِ".
وأكد، "كلُ التحية والتقدير ومعانِي العِرْفَانِ والوَفَاءِ لِكُلِّ شُهَدَاءِ مصرَ الأَطْهَارِ ومن رجالِ الشرطةِ والقواتِ المُسَلَّحَةِ الذين جادُوا بِأَرْواحِهِمْ فداءً لِمِصْرِهِمْ والذين رَوَتْ دماؤُهُمْ تَرَابَ هذا الوطنِ الغَاِلي مِنْ أَجْلِ أَنْ يَحْيَا شَعْبُهُ وَيَزْدَهِرَ وَأَنْ يُحَقِّقَ مَا يَسْتَحِقُّهُ من أمنٍ ورخاءٍ".
وقال وزير الداخلية: "أَسْأَلُ الله العلىَّ القديرَ أن يُسْكِنَهُمْ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ وَنُعَاهِدُ شُهَدَاءَنَا وَمُصَابِينَا بِأَلاَّ نَنْسَى لَهُمْ أَبَداً مَا قَدَّمُوهُ مِنْ تَضْحِياتٍ فَهُمْ دائماً في فِكْرِنَا وَشِغَافِ قُلُوبِنَا، ونعاهدكم يا سيادة الرئيسِ بأنْ نَسـيرَ على دَرْبِكُمْ الذى خَطَوْتُمُوهُ سيادتُكُمْ في تَجْسِيدِ معانِى البطولةِ وتلبيةِ نداءِ الوطنِ في أحلكِ الظروفِ التي كادتْ تَعْصِفُ بأمنِ ووحدةِ الوطنِ وتُطيحُ بِمُقَدَّراتِ شعبِ مصرَ العظيمِ".
وأضاف، "حَمى اللهُ مصرَ وجََنَّبَهَا وَشَعْبَها الشُرورَ والفتنَ والمؤامراتِ وجَعَلَ رَاَيتَها دَائِماً خَفَّاقَةً عَالِيةً خَلْفَ قِيادَتِكُمْ الحَكِيمةِ سيادةَ الرئيسِ سددَ اللهُ خُطَاكُمْ عَلَى طريقِ التقدمِ والازدهارِ والنماءِ لمصـرَ وشَعْبِهَا إِنَّهُ نِعْمَ المَوْلَى ونِعمَ النَّصِيرُ".