جزيرة خالية من السكان تبحث عن زوجين لوظيفة مهمة.. 6 أشهر وسط سحر الطبيعة

كتب: أمنية شريف

جزيرة خالية من السكان تبحث عن زوجين لوظيفة مهمة.. 6 أشهر وسط سحر الطبيعة

جزيرة خالية من السكان تبحث عن زوجين لوظيفة مهمة.. 6 أشهر وسط سحر الطبيعة

في حين تشترط الشركات والمؤسسات بعض الخبرات لشغل الوظائف الشاغرة لديها، سواء هندسية أو مكتبية أوغيرها من المهن المعروفة، ظهرت وظيفة جديدة غريبة تطلب زوجين للعمل لمدة 6 أشهر فقط على جزيرة نائية، ما أثار الحيرة بشأن طبيعة الوظيفة، خاصة أنّ الجزيرة خالية تمامًا من السكان، فما شروط الوظيفة، وكيف يمكن التقدم لشغلها؟

وظيفة إدارة المقهى 

الجزيرة التي تبحث عن الوظيفة تعرف باسم جريت بلاسكت، وتقع على ساحل دونكوين بأيرلندا، وغير مأهولة وتخلو تمامًا من السكان على مدار العام، ورغم ذلك تبحث عن زوجين لإدارة مقهى هناك، لخدمة ما يقرب من 40 ألف سائح، يحرصون على زيارتها كل عام، وفقًا لصحيفة «مترو» البريطانية.

وللتغلب على هذا الضغط، تبحث الجزيرة التي تملك الحكومة الأيرلندية أغلب الممتلكات المتبقية فيها، عن شخصين لإدارة كل من المقهى والبيوت الريفية للعطلات لمدة 6 أشهر، وفي الفترة ما بين الأول من أبريل والأول من أكتوبر، سيتم تقديم الفرصة الوحيدة في العمر للزوجين المحظوظين، للإقامة في الجزيرة النائية، لكن يتعين عليهما العمل بجد للحصول عليها.

أجر وظيفة إدارة المقهى 

تضمن تفاصيل الوظيفة أن يحصل الزوجين على أجر (مبلغ غير محدد يتم مناقشته لاحقًا عند تقديم الطلب)، وتكون مهمتهما هي التحضير اليومي لإدارة المقهى، بالإضافة إلى تنظيف كل منزل للعطلات، وتسجيل وصول الضيوف، وستكون إقامتهما مجانية تمامًا، أما يوم الإجازة يتحدد ويعتمد على حالة الطقس، فإذا كانت الظروف الجوية مشمسة طوال فصل الصيف، فسوف تكون منشغلًا، وقد لا تتمكن من أخذ يوم إجازة لأسابيع.

وجاء في نص إعلان الوظيفة على «Great Blasket Island Experience»: «قد نواجه أسبوعًا من الطقس السيئ، وبالتالي لا نبحر إلى الجزيرة، وحينها قد تتمكن من الحصول على إجازة».

وخلال الأشهر الأكثر ازدحامًا في يونيو ويوليو وأغسطس، سيكون هناك مساعدين قائمين على أساس العمل التطوعي، مقابل الإقامة والطعام، كما سيتم توصيل محلات المواد الغذائية يوميًا، لذلك لن تحتاج إلى القلق بشأن الخروج إلى السوق.

وتطلبت الوظيفة أن يكون المتقدم لها زوجين، نظرًا لأنّهما سيتشاركا غرفة نوم رئيسية واحدة موجودة أعلى المقهى، وهذه الغرفة ستكون مزودة بموقد متاح للتدفئة في المساء.

لماذا لا يعيش أحد على جزيرة جريت بلاسكيت؟

كانت هذه الجزيرة مأهولة تاريخيًا بمجتمعات الصيد الناطقة باللغة الأيرلندية، لكن في عام 1954 تخلوا عنها بعد أن أصبح العيش فيها مستحيلًا، ولقي نحو مليون أيرلندي حتفهم، الأمر الذي تسبب في انخفاض إجمالي عدد السكان بنسبة تتراوح بين 20 و25%، ولم تتعاف أيرلندا بالكامل من الدمار الذي خلفته المجاعة، حيث ناضلت الأعداد للعودة إلى مستويات ما قبل المجاعة.

وفي جزيرة جريت بلاسكت على وجه التحديد، تشير السجلات إلى أنه في عام 1841، أي قبل 4 سنوات من وقوع المجاعة الكبرى، كان يعيش هناك 153 شخصًا، وبحلول عام 1851، انخفض هذا العدد إلى 97 فقط، على الرغم من أن سكان الجزيرة كانوا يعتمدون بشكل أكبر على المنتجات مثل الأسماك، بالتالي لم يتأثروا بشكل سيء مثل المناطق الأخرى، التي كانت تعتمد بشكل أكبر على البطاطس.

وفي وقت لاحق، أثناء الحرب العالمية الثانية، تأثرت الجزيرة بشدة بنقص الغذاء، خاصة السكر والشاي والصابون والدقيق، ورغم انتهاء هذا الصراع، واجه السكان في أبريل 1947 صعوبة شديدة في التكيف مع الطقس، وانفصلت الجزيرة عن البر الرئيسي لأيرلندا لأسابيع متواصلة، خلال موجة من الظروف السيئة، واضطر سكان الجزيرة إلى إرسال برقية عاجلة إلى رئيس الوزراء يطلبون فيها إمدادات طارئة وصلت بعد يومين.

وفي نهاية المطاف، أصدرت الحكومة الأيرلندية مرسومًا رسميًا في عام 1954، تؤكد فيه أنها لم تعد قادرة على ضمان سلامة من بقي على الجزيرة، التي تعاني الآن من انخفاض عدد السكان، ووفقًا لسجلات التعداد السكاني، في عام 1951، أي قبل 3 سنوات من وصول عدد السكان إلى الصفر، كان يعيش في جزيرة جريت بلاسكت 27 شخصًا فقط، وفي عام 2024، أصبحت الجزيرة منطقة خاصة للحفاظ على البيئة، تحتوي على أكثر من 1100 فدان لاستكشافها.


مواضيع متعلقة