وزير الثقافة أمام «الشيوخ»: نسعى إلى فتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الحرف التراثية

كتب: إلهام الكردوسي

وزير الثقافة أمام «الشيوخ»: نسعى إلى فتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الحرف التراثية

وزير الثقافة أمام «الشيوخ»: نسعى إلى فتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الحرف التراثية

أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن الوزارة تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على الحرف التراثية وتطويرها؛ لكنها تعمل على إيجاد حلول مستدامة تعزز مكانتها كمصدر للهوية الثقافية ورافد اقتصادي مهم. 

وشدد الوزير، خلال كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، ردا على طلب المناقشة العامة الذي تقدمت به النائبة هالة كمال عبد الجابر، حول «سياسة الحكومة نحو تعزيز مجال الحرف اليدوية التراثية والتقليدية» على ضرورة سن قوانين تحد من استيراد المنتجات المقلدة التي تنافس الحرف التراثية المحلية وتؤثر سلبًا على مستقبلها، وأشار إلى نجاح القرار الذي حظر استيراد فانوس رمضان، ما أدى إلى انتعاش الصناعة المحلية، داعيًا إلى خطوات مماثلة لدعم الحرفيين.   

مبادرة صنايعية مصر

وأشار الوزير إلى التوسع في مبادرة صنايعية مصر التي أُطلقت عام 2019 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تهدف إلى تدريب الشباب على الحرف التقليدية مثل الخيامية، النحاس، الحلي، والنسيج اليدوي، بالإضافة إلى استحداث حرف جديدة تلبي احتياجات السوق، ونجحت المبادرة حتى الآن في تدريب أكثر من 300 حرفي في مركز الحرف التراثية بالفسطاط، مع خطط لتوسيع نطاقها جغرافيًا. 

وأوضح أن الوزارة تعمل بالتعاون مع المحافظين على إجراء حصر شامل للحرف التراثية في المحافظات، بالإضافة إلى ترميم وتطوير المؤسسات الثقافية التي تحتضن هذه الحرف، وتسعى الوزارة إلى إنشاء قاعدة بيانات موحدة يديرها بيت التراث المصري لتوثيق الحرف والمساهمة في تطويرها.

فتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الحرف التراثية

وتحدث الوزير عن خطط فتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الحرف التراثية في المواقع السياحية والمطارات بالتعاون مع وزارتي الطيران المدني والسياحة، كما أكد أهمية تسهيل مشاركة الحرفيين في المعارض الدولية وتعزيز التصدير، مع توفير المواد الخام المطلوبة مثل خيوط فن التلي. 

وأعلن الوزير، توقيع بروتوكول تعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الإسيسكو؛ لإقامة معرض عربي سنوي للحرف التراثية، ما يسهم في تعزيز تبادل المنتجات بين الدول العربية، مشيرا إلى نجاح مصر في تسجيل عدد من الحرف التراثية على قوائم اليونسكو مثل النقش على المعادن والنسيج اليدوي في أخميم، مع خطط لتسجيل المزيد.

وأكد أهمية إدماج الحرف التراثية ضمن برامج التعليم الفني لتشجيع الأجيال الجديدة على تعلمها، مشيرًا إلى التعاون مع وزارة التربية والتعليم لدعم هذا الاتجاه. 

الحرف التراثية سجل حضاري يعكس إبداع المصريين 

ولفت إلى أهمية تضافر الجهود بين الوزارات ومنظمات المجتمع المدني لدعم الحرف التراثية، وقال: «الحرف التراثية ليست مجرد فنون، بل هي سجل حضاري يعكس روح الشعب المصري وإبداعه عبر العصور»، مؤكدا أن الحفاظ عليها مسؤوليتنا جميعًا لضمان استمرارها واستثمارها على الوجه الأمثل. 

كما حرص وزير الثقافة على الرد على طلب المناقشة العامة، المقدم من النائبة دينا محمد نبيل هلالي، الذي سلط الضوء على أهمية استغلال القصور الثقافية التابعة لوزارة الثقافة لتعزيز الوعي لدى الشباب المصري بقضايا الوطن المتعددة.

وخلال الجلسة، قدم وزير الثقافة عرضًا تفصيليًا عن البرامج والأنشطة التي تقوم بها الوزارة، ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأبرز الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الثقافية الشاملة، مع الإشارة إلى التحديات التي تواجه هذا المسار، وطرح مقترحات للتطوير.

وأوضح أن الهيئة العامة لقصور الثقافة شهدت خلال عام 2024 نشاطًا مكثفًا يعكس التزام الوزارة بتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وقدمت الهيئة أكثر من 90 ألف نشاط ثقافي وفني، استفاد منها حوالي 4 ملايين مواطن في مختلف أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى ذلك، تتواصل جهود الوزارة لتطوير العديد من المواقع الثقافية في أنحاء الجمهورية، وتشمل قائمة المشروعات الحالية قصر ثقافة السويس، سوهاج، أبو قرقاص، الغردقة، الفيوم، حلوان، أسوان، المحلة، ومسرح قصر ثقافة المنيا.   

وفي إطار برنامج العدالة الثقافية، نفذت الهيئة عددًا من المبادرات الهادفة إلى تعزيز الوعي الثقافي في القرى والمناطق النائية، منها تنظيم 336 فعالية في 4 محافظات، استفاد منها أكثر من 23 ألفا و300 مواطن بقرى حياة كريمة، وإطلاق مبادرة إنت الحياة، التي تضمنت 352 فعالية في 17 محافظة، بمشاركة 57 ألف مواطن، إلى جانب تنظيم 4176 فعالية في 8 محافظات، استفاد منها نحو 86 ألف مواطن بالإسكان بديل العشوائيات.

وفي مجال تعزيز العدالة الاجتماعية، نظمت الهيئة 1938 فعالية لدعم ذوي الهمم، شملت تكريم المتفوقين، وتقديم عروض مسرحية وفنية، إلى جانب مشاركة بارزة في مهرجان أولادنا لفنون ذوي القدرات الخاصة. 

وبمجال تنمية المواهب، نفذت الهيئة 96 ورشة تدريبية استفاد منها أكثر من 6000 شاب، كما جرى إطلاق مسابقات مثل مواهبنا مستقبلنا، التي شارك فيها 750 متسابقًا في مجالات الأدب والفنون، ومن بين المشروعات المبتكرة، إطلاق تطبيق توت للأطفال، الذي يقدم محتوى ثقافيًا وتعليميًا، وتنظيم مسابقات ضمن مبادرة مصر تبدع.

وفي سياق آخر، أُقيمت 4741 فعالية ضمن المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان، التي تهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية، كما تعاونت الهيئة مع وزارة الأوقاف لتنفيذ 1960 فعالية لمواجهة الفكر المتطرف. 


مواضيع متعلقة