«غزة» تحترق ومصر في قلب النار
دخلت عملية «عمود السحاب» الإسرائيلية ضد قطاع غزة يومها الثانى بمزيد من وحشية العدوان الإسرائيلى وعزيمة أكبر لفصائل المقاومة الفلسطينية لتحصد أرواحا من الجانبين وتنذر بحرب قد تغرق منطقة الشرق الأوسط بالكامل، بحسب مراقبين.[Image_2]
وواصل سلاح الجو الإسرائيلى سلسلة غاراته على غزة، مستهدفا عدة مواقع مدنية وعسكرية تابعة للمقاومة، ومسفراً عن مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة نحو 15 آخرين فجر أمس، لترتفع حصيلة القتلى فى الغارات إلى 13 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 115. وفى تحد غير مسبوق أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن إطلاق عملية «حجارة سجيل» ردا على عملية «عمود السحاب» التى أطلقها جيش الاحتلال.
وفى مسيرة هائلة، شيع المئات من فلسطينيى غزة ظهر أمس جثمانى أحمد الجعبرى (52 عاما) ومرافقه محمد الهمص. فيما اعتبرت حماس أن الاحتلال الإسرائيلى هو الذى خرق التهدئة التى تمت بوساطة مصرية وقبلتها الحركة قبل يومين من اغتيال الجعبرى، وعلى الاحتلال تحمل مسئولية نتائج ذلك. وفى كلمته أمام المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية بالعاصمة السودانية الخرطوم، نعى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، أمس، أحمد الجعبرى، قائلاً: «إن له أيادى بيضاء على كتائب القسام وأنه عاش ومات بطلاً». وأكد مشعل أن: «الأوطان تتحرر بالشهداء.. وإسرائيل غاصب والغاصب لا يردع أصحاب الأرض.. ولا قوة فى العالم تردع الشعوب». وقال موجهاً كلامه لإسرائيل: «أيامكم معدودة بالنسبة لنا من قديم.. قبل الربيع العربى، فما بالكم بعد الربيع العربى؟».
وعلى الجانب الإسرائيلى، صرحت مصادر أمس بأن القيام بعملية برية على قطاع غزة «ليس إلا مسألة وقت، وأنها ستكون مكملة للغارات الجوية». وقالت المصادر «إن هناك حركة نشطة لقوات من لواء المظليين ولواء جفعاتى باتجاه قطاع غزة وأنها قامت باستعدادات مركزة خلال الأشهر الماضية تمهيدا لعملية برية محتملة فى القطاع». كما أعلن مسئولون بجيش الاحتلال أن الطيران الحربى دمر خمس خلايا «إرهابية» ونحو 100 منصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل منذ السبت الماضى.
وفى ضربة موجعة للدولة العبرية، قتل أمس أربعة إسرائيليين وأصيب أربعة آخرون فى انفجار صاروخ أطلق من غزة وسقط على منزل فى بلدة كريات مالاخى فى جنوب إسرائيل. وتبنت كتائب القسام عملية إطلاق الصاروخ. فيما أعلن الجيش الإسرائيلى أنه تم إطلاق حوالى 132 صاروخا من غزة باتجاه مراكز مدنية إسرائيلية.
وسياسياً، علقت جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية حملاتها الانتخابية أمس، فيما تجمع نحو 100 ناشط إسرائيلى أمام المجمع السكنى لوزير الدفاع، إيهود باراك، فى تل أبيب احتجاجاً على عملية «عمود السحاب». وهتف النشطاء وهم يضمون أعضاء من حزب ميرتس وحزب حداش الإسرائيلى بعبارات مثل «إسرائيل وفلسطين دولتان لشعبين.. وزير الدفاع كم عدد الأطفال الذين قتلتهم اليوم». وقال المتحدث باسم الحملة الانتخابية لحزب حداش إن الحكومة اتخذت خطوة ساخرة للحصول على دعم الجناح اليمينى قبل انتخابات 22 يناير، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. وفى السياق ذاته، قالت صحيفة هآارتس الإسرائيلية إن اغتيال الجعبرى أشبه باغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد أمريكية خاصة حيث جاء توقيت اغتياله ليرفع من أسهم نتنياهو الانتخابية.
من جانبها، اعتبرت صحيفة جارديان البريطانية أن العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة كانت متوقعة منذ أشهر وذلك بعد زيادة عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل. ولكنها فى الوقت نفسه حذرت من مخاطر ضخمة لهذه العملية مع تغير المشهد السياسى فى الشرق الأوسط.
أخبار متعلقة:
«هآرتس»: قطع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب قريباً
المحافظات تشتعل .. و«الإخوان» تنظم وقفات احتجاجية
صحف عالمية: العالم يترقب ردود فعل «الإخوان»
مصدر دبلوماسى: «الخارجية العرب» سيطالب مجلس الأمن بإدانة إسرائيل
«الوطن» تنشر خطة التحرك المصرية لمواجهة إسرائيل دولياً
الجيش يرفع حالة التأهب القصوى فى سيناء.. ويستعد لمواجهة أى اختراقات للطائرات الإسرائيلية