عضو «العالمي للفتوى»: القوامة ليست تسلطا على المرأة بل تكليفا للرجل

قالت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن بعض الأفكار المتطرفة التي يجري تداولها بين الحين والآخر بشأن القوامة، التي تزعم أنها تعني تسلط الزوج على الزوجة وسلب إرادتها، أفكار خاطئة ولا تمت للواقع بصلة.

القوماة ليست تشريف للرجل 

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: «الآية الكريمة التي تكلمت عن القوامة لم تكن تعني في يوم من الأيام أن الزوج يتسلط على زوجته أو يسلبها حقوقها في اتخاذ القرارات أو التصرفات، بل على العكس، القوامة تكليف من الله تعالى للرجل، وليس تشريفا، فهذا التكليف جاء بما يتناسب مع قدرات الرجل وظروفه، وهو تكليف بأن يعيل زوجته ويوفر لها ما تحتاجه، بناءً على ما منح الله من خصائص وقدرات للرجل».

وأضافت: «الله سبحانه وتعالى خفف عن المرأة في بعض الأمور مثل النفقات، وهذا ليس من باب التقليل من شأنها، بل من باب التيسير عليها بما يتماشى مع طبيعتها وقدرتها، وإذا كان هناك من يحاول تفسير القوامة بشكل مغاير، فهو بذلك يخالف ما جاء في السنة النبوية الشريفة؛ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير زوجاته في كثير من الأمور، وخصوصا في موقف صلح الحديبية، عندما استشار السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وكان يستبشر برأيها ويأخذ به».

القوامة لا تعني استبداد الرجل برأيه

وأوضحت الدكتورة إيمان محمد، أن القوامة لا تعني استبداد الرجل برأيه، بل هي تدعو للعشرة بالمعروف، كما جاء في قوله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف)، لافتة إلى أن هذا يعني أن الرجل والمرأة لهما حقوق وواجبات متبادلة، وعليهما أن يعامل كل منهما الآخر بالإحسان والكلام الطيب وحسن العشرة.

وأكدت أن بعض الأقوال المغلوطة التي تتداولها بعض الأوساط يمكن أن تفسد السعادة الأسرية، وتؤدي إلى تعكير صفو الحياة الزوجية، وإذا استمرت مثل هذه الأفكار في الانتشار، فإنها قد تؤدي إلى تراكمات سلبية في العلاقة الزوجية، ما ينعكس سلبا على الأسرة والمجتمع ككل، لذلك يجب أن نتمسك بالفهم الصحيح للدين، وأن نستمع لأهل الاختصاص في الأمور الشرعية.

وحثت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، على ضرورة تعزيز ثقافة الفهم الصحيح للحقوق والواجبات في العلاقة الزوجية، بعيدا عن التفاسير الخاطئة التي تضر بالأسرة والمجتمع.