أطفال قرية «تونس» يبهرون السياح بصناعة الخزف.. أنامل ساحرة تنقش على الأواني

أطفال قرية «تونس» يبهرون السياح بصناعة الخزف.. أنامل ساحرة تنقش على الأواني
بأناملهم الصغيرة وأعينهم اللامعة، يُطوِّع الأطفال الطين بين أيديهم، ليشكلوا منه عشرات الأشكال والأحجام من الأواني والأكواب، وغيرها من التحف الخزفية، التي تروج في مختلف دول العالم، بينما يصطف الزوار والأجانب أمامهم منبهرين ببراعتهم رغم صغر أعمارهم، طالبين منهم تعليم أبنائهم كيفية صناعة الخزف والفخار بدقة ومهارة.
إتقان الفنانين الصغار للحرفة جعل مدرسة الخزف والفخار تنظم معرضاً لأعمالهم في فرنسا، لعرض منتجاتهم التي لاقت إقبالاً كبيراً، وحققت مبيعات مميزة.
يقضون أوقات فراغهم في تعلم الخزف
يوضح أمين سيد، مسئول مدرسة قرية تونس لتعليم صناعة الخزف، والتي أسستها الخزّافة السويسرية الراحلة إيفيلين بوري، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنّ المدرسة ما تزال تفتح أبوابها أمام أبناء القرية منذ عام 1988 وحتى الآن، وخرّجت أجيالاً كثيرة من الفنانين المبدعين في صناعة الخزف.
ويكشف «أمين» أنّ أبناء القرية يقضون أوقات فراغهم في تعلم صناعة الخزف مثل أسرهم وجيرانهم، فمن يبلغ منهم 10 سنوات يأتي إلى المدرسة مباشرة لتعلم صناعة الخزف، موضحاً أنّهم يقبلون 30 طفلاً كل عام، ويكون لديهم قائمة انتظار بأعداد كبيرة، وذلك نظراً للإقبال الكبير من أبناء القرية.
بيع منتجاتهم في معرض بفرنسا
وفي المعرض الذي أقيم في فرنسا مؤخراً لبيع خزف قرية تونس، والذي يتم تصديره لعدة دول في أوروبا: «كان معظمه من إنتاج الأطفال أبناء المدرسة، وبينهم قطعة مميزة من صُنع الطفل ياسين محمد، صاحب الـ 10 سنوات».
الخزف هواية أطفال قرية تونس
الشقيقتان حبيبة وجودي جمعة، صاحبتا الـ11 و9 سنوات، ترويان لـ «الوطن» أنهما قدمتا إلى المدرسة حباً في الخزف، وتستغلان أوقات الفراغ لتعلم تشكيل وتطويع الطين، وصناعة أشكال مختلفة من الفخار والخزف، باعتبارها هوايتهما الوحيدة والمفضلة.
افتتاح ورشة ومعرض حلم الجميع
إسراء منصور، 12 عاماً، تؤكد أنّها تريد أن تكون خزّافة مميزة مثل الخزافة الراحلة إيفيلين بوري، لذلك تعلمت منذ عامين صناعة الخزف، وتقضي معظم وقتها في المدرسة، إذ تحقق أرباحاً مميزة من صناعة الخزف، وتقوم بادخار أموالها، لتستغلها فور إتمام دراستها الجامعية في افتتاح ورشة ومعرض للخزف خاص بها داخل قرية تونس السياحية على ضفاف بحيرة قارون.
تتفق معها دعاء محمد، صاحبة الـ13 عاماً، مؤكدة أنها قررت أن تستغل وقت فراغها فى أشياء مفيدة، بدلاً من مشاهدة التليفزيون، موضحةً أنّ تشكيل الطين ليس عملاً بقدر ما هو متعة، لتحويله إلى قطعة مفيدة، سواء كوب أو طبق صغير، تُباع فى مصر أو يتم تصديرها للخارج.
تعلم اللغة الإنجليزية للحديث مع الأجانب
الشقيقتان منة ومريم حسن، صاحبتا الـ15 و12 عاماً، تؤكدان أيضاً أن تعلمهما صناعة الخزف والفخار دفعهما لتعلم اللغة الإنجليزية، لتتمكنا من الحديث مع الأجانب الذين يتوافدون على المدرسة، لذلك كانت تلك الحرفة دافعهما للوصول للأفضل في كل شىء.
وتلفت دينا حسين، 13 عاماً، إلى أنّ ممارسة تلك الحرفة لا تؤثر على دراستها إطلاقاً، فهي تعمل أيام الدراسة في الفترة المسائية وأيام الإجازة، كما أنّ المواعيد مرنة، فهي وباقي الأطفال ليسوا ملزمين بمواعيد محددة، ويتوقفون عن العمل خلال فترة الامتحانات، للتفوق في الدراسة أيضاً.