بعد مائة عام.. شريف عارف يكشف الأوراق الخاصة للزعيم سعد زغلول وحرمه في رسالة ماجستير

كتب: منتصر سليمان

بعد مائة عام.. شريف عارف يكشف الأوراق الخاصة للزعيم سعد زغلول وحرمه في رسالة ماجستير

بعد مائة عام.. شريف عارف يكشف الأوراق الخاصة للزعيم سعد زغلول وحرمه في رسالة ماجستير

حصل الكاتب الصحفي شريف عارف على درجة الماجستير في الوثائق من قسم المكتبات والوثائق وتقنية المعلومات بكلية الآداب جامعة القاهرة؛ عن الرسالة المقدمة منه لنيل درجة الماجستير تحت عنوان «المنظومة المتكاملة الأرشيفية للأوراق الخاصة بالزعيم سعد زغلول وحرمه المحفوظة بمخازن متحف الجزيرة: دراسة أرشيفية دبلوماتية تاريخية».

أشرف على لجنة المناقشة التي قررت منح الباحث الدرجة بتقدير عام ممتاز كل من: الأستاذ الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، والأستاذ الدكتور عماد أبو غازي، أستاذ الوثائق، كما شارك في المناقشة: الأستاذة الدكتورة جيهان عمران، أستاذ الوثائق، والأستاذ الدكتور محمد مبروك قطب، أستاذ التاريخ الحديث.

وأكد الباحث أنه رغم مرور قرن من الزمان وأكثر، إلا أن ثورة 1919 ما زالت تمثل لحظة فارقة في تاريخ الحركة الوطنية المصرية بالقرن العشرين؛ حيث تجلت فيها الجهود الساعية نحو الاستقلال التام. وكان للزعيم سعد زغلول (1859-1927) صلابة من نوع خاص في مواجهة وحشية الاحتلال من ناحية، والمحافظة على قوة الثورة واستمرارها بنفس القدر من التوهج من ناحية أخرى، لمدة قاربت خمسة أعوام متتالية حتى توليه رئاسة الحكومة المصرية في عام 1924، عقب أول انتخابات نيابية أجريت منذ أكتوبر وحتى ديسمبر عام 1923.

كما كان لصفية مصطفى فهمي «صفية زغلول» (1878-1946)، والتي لقبها المصريون بـ«أم المصريين»، دورًا سياسيًا حيويًا تعدى حدود دور الزوجة إلى المناضلة السياسية؛ حيث سعت من خلال بيتها (بيت الأمة) إلى أن تكون محورًا للأحداث والتفاعل مع الجماهير.

وأكد الباحث أن دراسة كل ما خلفه الزعيم سعد زغلول والسيدة صفية زغلول من وثائق وأوراق ومذكرات أسهم بشكل أساسي في دراسة تلك المرحلة المفصلية في تاريخ مصر الحديث، والمتغيرات التي شهدها المجتمع المصري.

وتتناول هذه الدراسة مجموعة من أوراق الزعيم سعد زغلول والسيدة صفية زغلول التي تم حفظها في بيت الأمة، ثم نُقلت مؤخرًا إلى مخازن متحف الجزيرة.

وقد تم تقسيم أوراق الزعيم سعد زغلول وأم المصريين إلى مجموعتين، الأولى محفوظة بمتحف بيت الأمة، والثانية - موضوع الدراسة - محفوظة في مخازن متحف الجزيرة، والتي لم يتم تناولها بالدراسة من قبل.وتعد مجموعات الأوراق الخاصة من المصادر الأولية للدراسة التاريخية، وتنطبق عليها المعايير الأرشيفية، حتى لو حفظت خارج الأرشيف القومي.

ويعتبر النصف الأول من القرن العشرين مرحلة حاسمة وفارقة في تاريخ مصر، ولا يزال الغموض والابهام - حتى وقتنا الحاضر - يكتنف هذه الحقبة التاريخية، بالإضافة للكثير من التفسيرات الشخصية لبعض المؤرخين، وبالتالي فإن هذه الفترة كانت تحتاج إلى دراسات تعتمد على الوثائق والمواد الأرشيفية.

وكشفت هذه الأوراق - في مجموعتها الثانية - عن تحولات كبيرة في المجتمع المصري، خاصة في تلك السنوات التي سبقت الثورة نتيجة للمتغيرات التي صاحبت الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، ثم إعلان الحماية على مصر، والسنوات التي أعقبتها بأحداثها الجسام المؤثرة على مجريات الأمور، حتى انطلاق شرارة الثورة عام 1919. ولعل أبرز هذه التحولات هو التحول المجتمعي الكبير بالمجتمع المصري بكافة طبقاته وطوائفه، الذي ترافق مع أفكار الحراك الثوري العنيف، وانعكس ذلك على تغيير حاد في أنماط الحياة العامة والتقاليد والأعراف المجتمعية، وما شهده من عمليات فكر ثوري متجدد، أدى في بعض الأحيان إلى عنف وصل إلى حد الاعتداءات والاقتحامات والتدمير.

وتناولت الدراسة ألاف من الوثائق والخطابات والصور الفوتوغرافية والقصاصات الصحفية وغيرها من المواد، والتي احتفظ بها سعد زغلول وأم المصريين في بيتهما.

وقدمت الدراسة وصفًا لأوراق المجموعة التي ترجع إلى الفترة من بداية القرن العشرين حتى قبيل رحيل السيدة صفية زغلول عام 1946؛ حيث يضم القسم الأكبر منها وثائق تعود إلى سنوات الثورة المصرية (ثورة 1919) وما بعدها. وخلال هذه الفترة، تبادل الزعيم سعد زغلول وحرمه المراسلات باللغتين العربية والفرنسية، كما تلقيا مئات الرسائل والتقارير من داخل مصر وخارجها، خاصة أثناء مفاوضات الوفد المصري في باريس ولندن. كذلك ضمت المجموعة الرسائل المتبادلة بين أعضاء الوفد في التعاملات المالية والإدارية، وتسيير أعمال الثورة وقادتها ورجالها في كل مكان.

وقدمت الدراسة فحصاً لعدد كبير من الوثائق المهمة، التي تبرز قوة الحركة العمالية ونقاباتها المتعددة في بدايات القرن العشرين، ومدى قدراتها التنظيمية وبنائها الهيكلي الداخلي وتفاعلها مع المجتمع كذلك دور النقابات في تحريك وضبط إيقاع المجاميع الثائرة من العمال.

وقال الكاتب شريف عارف إنه عبر هذه السنوات، لعبت أم المصريين دورًا لا يقل أهمية عن الدور الكبير لزوجها؛ من خلال علاقاتها بأسر الشهداء، واتصالاتها بشخصيات رسمية مصرية وأجنبية، واستمر هذا الدور حتى وفاتها. وتضمنت الدراسة تحليلاً لبعض الأدوار المهمة في تاريخ الحركة النسائية المصرية، حيث لم تكن الثورة المصرية عام 1919 فرصة لخروج المرأة المصرية من عصر الحريم إلى عصر المشاركة المجتمعية فحسب، بل كانت فرصة لدخول المرأة إلى عصر الأفكار المتصارعة في الواقع المصري.

ولعبت أم المصريين دوراً كبيراً في هذا الزخم الاجتماعي والسياسي، وتبني قضايا المرأة في مختلف مراحل النضال.

حضر المناقشة عدد كبير من الشخصيات العامة والمختصين والكتاب والأدباء والفنانين من هم منير فخري عبد النور وزير الصناعه والتجاره الاسبق والحبر الجليل نيافة الانبا ارميا الاسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذوكسي وعصام شيحة رئيس المنظمة المصريه لحقوق الانسان وعضو المجلس القومي والنائب عبد العزيز النحاس عضو مجلس الشيوخ


مواضيع متعلقة