لوحات تحكي قصصاً نفسية للأطفال في معرض العلاج بالفن.. «الأرواح الحالمة»

كتب: كيرلس مجدى

لوحات تحكي قصصاً نفسية للأطفال في معرض العلاج بالفن.. «الأرواح الحالمة»

لوحات تحكي قصصاً نفسية للأطفال في معرض العلاج بالفن.. «الأرواح الحالمة»

داخل قاعة العرض الهادئة فى قصر ثقافة الأنفوشي، لا تلمح سوى لوحات معبرة مرسومة بأنامل أطفال، تخبرك قصصاً عن أحلامهم، مخاوفهم، وحتى آمالهم الخفية.

«الأرواح الحالمة»، كان عنوان معرض اللوحات الفنية، الذى كان بمثابة نافذة تتيح للأطفال الإفصاح عن مشاعرهم، وتسمح للحضور بفك شفرة اللوحات الخيالية التي أبدعوها.

«عاوز أحكى عن حزني، لكن بالألوان»، جملة لم ينطقها طفل، لكنها كانت واضحة فى كل لوحة، وكأن الصغار قد وجدوا سبيلاً للتعبير عن كل ما يجول داخلهم بحرية تامة.

تقول هايدى عمار، متخصصة العلاج بالفن ومسئولة المعرض، إن الفن هنا ليس مجرد مهارة، بل وسيلة تساعد الأطفال على بناء الثقة بأنفسهم والتفكير بشكل مبتكر، وتشكيل ذوقهم الفني الخاص.

تستكمل حديثها لـ«الوطن» وهي تتفقد اللوحات: «ما نراه هنا هو أكثر من مجرد فن، إنه انعكاس لمشاعر الأطفال، وطريقة آمنة للتواصل مع أعماقهم».

يتصدر المعرض قسم تعليم الرسم، بمجرد أن تدخل المعرض تجد أول الأقسام حيث عُرضت أعمال الأطفال التى تعكس تطورهم الفني، بجانبه يوجد قسم آخر يركز على نتائج ورش «الجمعة»، حيث يقضي الأطفال أوقاتاً ممتعة بعيداً عن شاشات الأجهزة، يتعلمون من خلالها الأشغال اليدوية والرسم بتقنيات متنوعة، ما يساعدهم على اكتساب مهارات اجتماعية، والعمل ضمن مجموعات.

القسم الأبرز في المعرض كان مخصصاً للعلاج بالفن، حيث لم يكن الهدف إنتاج عمل فنى مثالى، بل التعبير عن المشاعر بحرية، وتتابع هايدي: «هذا القسم له دور فعّال جداً مع الأطفال، خاصة من يعانون التوحد أو فرط الحركة، لأنه يمنحهم أداة للتواصل مع محيطهم بسلام».

من بين الحضور، أمهات وآباء يقفون صامتين أمام لوحات أطفالهم، بينما يرتسم على وجوههم مزيج من الدهشة والفخر. تقول إحدى الأمهات أثناء مرورها على لوحة رسمتها ابنتها لطفلة تمسك يد والدتها بقوة: «الرسمة دي بتعبر عن حاجة ماكنتش أعرف إن بنتى حاسة بيها، ودلوقتى فهمت أكتر، فهمت إن بنتى محتاجانى أكون جنبها أكتر».

كل هذا جعل منظمة المعرض تحث أولياء الأمور على تشجيع أطفالهم على الالتحاق بورش العلاج بالفن، للتعبير عن ذاتهم، مختتمة بقولها: «الفن هو مساحة للتعبير عن المشاعر بدون خوف أو تردد.. وهو أيضاً لغة تسمح للأطفال بالتعبير عن اللي جواهم».


مواضيع متعلقة