مصر للجميع

تلقيت تهاني كثيرة بمناسبة نشر اسمي ضمن المجموعة التأسيسية لحزب الجبهة الوطنية، الذي تم تدشينه أمس، وكان أكثر المتصلين يشيدون بحزب لا يقصي فئة أو فصيلا، ويعلن صراحة أن مصر الجديدة للجميع.

وشعرت بأنّ مصر كانت تحتاج يقينا إلى أن يتأكد أبناؤها، مهما اختلفت الآراء، أنّ التعبير بحرية تامة عن آرائهم هو الرهان الوحيد الرابح على مصر الجديدة، وكيفية خروجها من دائرة الصعوبات العالمية والمحلية.

إن السبيل الوحيد، في رأيي، لإفشال المؤامرات التي تستهدف الوطن العربي، والتي نجحت للأسف في بعض الدول الشقيقة، تجعل من شعار أنّ الوطن للجميع، الأمل الوحيد لتخطي كل الأكاذيب والشائعات المغرضة الخبيثة، ومحاولات تفتيت الوحدة الوطنية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك هجوم شرس على إقامة مشروعات صناعية كبرى، أو إعادة إحياء الشركات التي يطول الحديث عن مؤامرة تصفيتها، مثل شركات الغزل والنسيج، يستعر الهجوم الشرس ضد الدولة التي تستعيد مكانة الوطن الريادية فى صناعة الغزل والنسيج، بمقولة إن على الرئيس السيسي أن يطعمنا بدلا من الإنفاق بلا أي تضييق على المشروعات العملاقة.

والمؤسف أن يجد هذا الهراء أصداء إيجابية لدى البعض نتيجة الظروف التي لم يسبق لصعوبتها مثيل في ارتفاع الأسعار، ولا يفكر من يتبعون هذا التوجه المدمر، وماذا بعد صرف كل رصيدنا من الأموال على الطعام؟ وكيف سيكون مصير أبنائنا؟

كذلك تدعي الشائعات المغرضة أن الدولة «تبيع أصولاً مصرية»، دون أن يسألهم أحد عن كيفية حصولهم على «هذه المعلومات»، فهل حضروا أثناء «البيع»؟ أو هل لديهم ما يثبت ما يتقيؤونه؟ وهل توجد دولة في العالم تطعم مواطنيها وهم ينامون ولا ينتجون سوى المزيد من الأطفال دون اكتراث بمستقبلهم؟، إلى درجة أن كان لدينا نحو 12 مليون طفل شوارع، الذين كانوا لا يتلقون أية عناية، قبل أن يقرر الرئيس السيسي شمولهم برعاية الدولة من تعليم ورعاية صحية وكل ما يحتاجه الإنسان.

إن الجمهورية الجديدة تعمل على قدم وساق على استعادة مصر مكانها ومكانتها، وكمثال بسيط عندما كنت أعمل بالخارج، كانت واجهات محلات الملابس تفتخر وتكتب على بعض معروضاتها أنها من القطن المصري، وذلك في ستينيات القرن الماضي، وبعد عودتي لحضن المحروسة في التسعينيات، فُجعت باختفاء الملابس مصرية الصنع، وحلت محلها ملابس من تركيا، وكان الفرق شاسعا في الجودة والذوق، وحصل الأذى ذاته لمنتجات مصرية أخرى.

فهل سمع أحد من هؤلاء المخربين أعداء الوطن صوتا يشجب ما يلحق بالمحروسة من ضرر؟ هذه الأبواق العفنة تحتاج إلى حملات لإعادة الوعي وتفنيد الأكاذيب إلى جهودنا جميعا كل في مجاله، إعلام وثقافة وفن.

أكبر ضمان للقضاء تماما على أهل الشر هو أن تكون مصر للجميع، لكشف السلبيات وبذل قصارى جهودنا كي نستعيد قوتنا التي، كما قال «السيسي»، تتسلح بوحدتنا.. وتتحقق هذه الوحدة بقوة فولاذية، فبفضل وحدتنا، سقطت جميع المؤامرات ضد أم الدنيا.