4 دقائق حاسمة.. هل سقطت طائرة كوريا الجنوبية بسبب خطأ بشري؟

كتب: محمد عبدالعزيز

4 دقائق حاسمة.. هل سقطت طائرة كوريا الجنوبية بسبب خطأ بشري؟

4 دقائق حاسمة.. هل سقطت طائرة كوريا الجنوبية بسبب خطأ بشري؟

4 دقائق فقط كانت بين قرار قائد طائرة كوريا الجنوبية بالهبوط وانفجارها في كارثة أسفرت عن مصرع 181 شخصًا، باستثناء شخصين فقط، فقد جاء قرار الهبوط بعد تحذير من برج المراقبة بوجود سرب من الطيور في المنطقة، فما الذي حدث خلال تلك الدقائق الأربع الفاصلة؟

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه بعد دقيقتين فقط من تحذير الطيور، أبلغ الطيار عن اصطدامه بطائر وأعلن حالة الطوارئ، وأخبر برج مراقبة الحركة الجوية في مطار موان الدولي أنه سيقوم بالدوران حول الطائرة، ما يعني إلغاء محاولته الأولى للهبوط والاستعداد لمحاولة ثانية.

تحولت إلى كرة من اللهب

ولكن بعد دقيقة واحدة فقط من قراره، اقترب الطيار- الذي أمضى نحو 7 آلاف ساعة طيران في حياته المهنية- من مدرج الهبوط لكن من الاتجاه المعاكس، أي من الشمال إلى الجنوب، وبعد 3 دقائق، اصطدمت طائرته، بهيكل خرساني قبالة الطرف الجنوبي للمدرج، وتحولت إلى كرة من اللهب.

ماذا حدث خلال الدقائق الأربع الفاصلة؟

وخلال التحقيقات في حادث طائرة كوريا الجنوبية، برز سؤال محوري بين المحققين والمحللين وهو: ماذا حدث خلال الدقائق الأربع بين بلاغ الطيار العاجل عن اصطدام الطيور وسقوط الطائرة؟

يقول هوانج هو وون، رئيس جمعية كوريا لأمن الطيران، إن السؤال الكبير هو لماذا كان الطيار في عجلة من أمره للهبوط؟

وأضاف أن الطيارين عندما يخططون للهبوط على بطن الطائرة فإنهم عادة ما يحاولون كسب الوقت، من خلال التخلص من الوقود الزائد في الجو وإتاحة الوقت لطاقم الأرض للاستعداد للطوارئ، ولكن يبدو أن الطيار قرر أنه لا يملك مثل هذا الوقت، مضيفًا: «هل فقد كلا المحركين؟ هل كان قرار الهبوط بهذه السرعة خطأ بشريًا».

عجز عن التحكم في محركات وعجلات الطائرة

وقال خبراء الطيران إن قائد الطائرة بدا عاجزًا عن التحكم في محركاتها وعجلات الهبوط أثناء هبوطها، ما حرمه من اثنتين من الوسائل الرئيسية لإبطاء الطائرة: فرامل عجلات الهبوط ودفع المحركات للخلف، وأضافوا أن الطائرة لم تنشط رفارف أجنحتها، وهي وسيلة أخرى لخفض السرعة، بحسب «نيويورك تايمز».

وكانت الطائرة تسير بسرعة كبيرة لدرجة أنها تجاوزت مدرج الهبوط واصطدمت مباشرة بهيكل خرساني، وهذا الهيكل، تم بناءه لتثبيت ما يسمى بهوائي تحديد الموقع، والذي يساعد الطيار في الحفاظ على مسار الاقتراب الصحيح.

وأكد الخبراء، أن مشكلة المحرك لا تعني بالضرورة مشكلة في عجلات الهبوط؛ فالأمران ليسا مرتبطين بالضرورة، ولكن في هذه الحالة، يبدو أن الأمرين قد حدثا، مما أجبر الطائر على اتخاذ قرار بالهبوط على بطن الطائرة في غضون دقائق، وحتى لو فقدت الطائرة أحد محركاتها بسبب اصطدام طائر، فإن الطيار لا يزال بإمكانه تشغيل مضخة هيدروليكية لخفض عجلات الهبوط بقوة المحرك الآخر، وهو ما قاله جي واي جونج، خبير الطيران في جامعة خيونجوون في كوريا الجنوبية، نقلًا عن الصحيفة الأمريكية.

وقال المحللون، إنه في حالة توقف المحركين عن العمل، فإن الطيار ما زال بإمكانه خفض عجلات الهبوط يدويًا، ولكن نظرًا للطريقة المتسرعة التي حاول بها الطيار الهبوط، فقد لا يكون لديه الوقت الكافي.


مواضيع متعلقة