حكاية سفينة يوم القيامة في نهر التايمز.. «تضم 2000 قنبلة وغاز سام»

حكاية سفينة يوم القيامة في نهر التايمز.. «تضم 2000 قنبلة وغاز سام»
على غير عادة شهر أغسطس الحار، كانت الأجواء عام 1944 غريبة، وبشكل مفاجئ تسببت عاصفة في جنوح السفينة الأمريكية «إس إس ريتشارد مونتجومري» التي كانت تنقل ذخائر خلال الحرب العالمية الثانية، على شاطئ رملي بالقرب من شيرنيس، شرقي إنجلترا، وعند العثور عليها كان بها 1400 طن من المتفجرات عالقة داخل العنابر الأمامية والخلفية، ما جعل فرق الإنقاذ تقول إن محاولة إنقاذها محفوفة بالمخاطر، فيما بعد سُميت السفينة الشهيرة بـ«حطام سفينة يوم القيامة»، والتي عادت إلى الأضواء من جديد بتهديدات خطيرة بوجود غازات سامة، فما هي حكاية السفينة؟ وماذا حدث لها؟ وفق موقع «businessinsider».
ما سر سفينة يوم القيامة في قاع نهر التايمز؟ بعد التهديدات الأخيرة
في الساعات الماضية، عادت سفينة يوم القيامة الموجودة في قاع نهر التايمز والمعروفة بسفينة إس إس ريتشارد مونتجومري إلى الأضواء مرة أخرى بعد الحديث عن خطر جديد على وشك تهديد المنطقة، وفق ما نُشر على موقع «ديلي ميل».
يقول عضو مجلس مدينة ساوثيند ستيفن إيلين إن السفينة «إس إس ريتشارد مونتجومري» التي غرقت في مصب نهر التايمز بالقرب من شيرنيس في أغسطس 1944، وكان يُعتقد لفترة قريبة أن بها نحو 1400 طن من القنابل الأمريكية في القاع، تشير الأبحاث إلى أن العدد أكبر، كما أن هناك مخاوف من أن يكون حطام السفينة، الذي يقع على بعد ثمانية أميال فقط من دائرته الانتخابية، يحمل شحنة ثانية أكثر خطورة من غاز الخردل السام.
وأضاف «إيلين»: «لا أحد يستطيع أن يقول بالضبط ما هو موجود فيها حتى الآن، وخوفًا من أن يلجأ هتلر إلى الأسلحة الكيميائية، أرسل الحلفاء غاز الخردل إلى إيطاليا حتى يتمكنوا من الرد بسرعة، لكن الغاز كان محظورًا بموجب بروتوكول جنيف، وتم إرساله بسرية تامة حتى أن وجوده في إيطاليا لم يتم الاعتراف به حتى بعد إطلاقه عن طريق الخطأ»، ومن المحتمل أن تكون السفينة بها أطنان غير معروفة من هذا الغاز.
ممنوع الاقتراب نهائيًا
بعد غرق السفينة، ظلت خاملة على عمق 15 مترًا تحت سطح البحر لعقود من الزمن، لكن تقريرين صادرين عن وكالة الملاحة البحرية وخفر السواحل بالمملكة المتحدة نُشرا في عامي 2017 و2018 يشيران إلى أن الحطام يتدهور، مما يجعل مستقبل البضائع الخطرة غير مؤكد، وأشار تقرير لوكالة الفضاء الأمريكية عام 1970 إلى أنه في حالة تفجير الحمولة، فإن موجة بارتفاع 16 قدمًا قد تجتاح نهر التايمز إلى لندن، ومن المعروف أن الشحنة تحتوي على 800 قنبلة من طراز M65 أمريكية الصنع (تستخدم عادة لتفجير السدود والجسور) و1407 قنبلة أصغر حجمًا من طراز AN-M64، ولهذا السبب حصلت السفينة مونتجومري على لقب «سفينة يوم القيامة»، ورأت الحكومة أنه من المناسب إنشاء منطقة محظورة على مسافة 800 متر حول الحطام.
يقول «إيلين» عن السفينة، وهو يعمل في مجلس ساوثيند لمدة تقرب من 30 عامًا: «يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء أن يتم تركه على هذا النحو، لماذا تركوا هذه العقبة هناك، مع وجود بعض أكبر السفن في العالم الآن في نهر التايمز ؟»، فضلًا عن أن المسح الحديث توصل إلى المزيد من علامات الانهيار في السفينة، والتي لوحظت جميعها في العام السابق، وشملت هذه الأجزاء الجزء الأمامي بالكامل من الحطام، والذي يقع في نصفين في القاع، ويميل بمقدار 10 إلى 15 سم إلى الشرق مع تآكل الرواسب الداعمة، وهي أسباب زيادة الخطر.