«أوقاف كفر الشيخ» تفتتح دورتين في التوعية السكانية والصحة الإنجابية

«أوقاف كفر الشيخ» تفتتح دورتين في التوعية السكانية والصحة الإنجابية
افتتح الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ يوم الاثنين، الدورتين السابعة والستين والثامنة والستين في التوعية السكانية والصحة الإنجابية، للأئمة والواعظات، بمسجد الفتح «الاستاد»، في إطار الجهود المبذولة من الوزارة في التدريب والتأهيل المستمر، وتثقيف الأئمة والواعظات في كافة فروع المعرفة.
جاء ذلك بحضور الدكتور عبد القادر سليم، مدير عام الدعوة، والشيخ محمد عثمان البسطويسي، منسق دورات تنظيم الأسرة والتوعية السكانية بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان، والدكتور أشرف أبو الأفراح، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات فرع جامعة الأزهر بكفر الشيخ، والدكتور عبد الكريم مصطفى، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين فرع جامعة الأزهر بالمنوفية.
المواطنة والتوعية السكانية والصحة الإنجابية
وفي بداية اللقاء، رحّب وكيل الوزارة بالضيوف والمحاضرين من وزارة الصحة والسكان، ومن الأزهر الشريف، موجهًا خالص الشكر والتقدير للدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، على هذا الاهتمام الكبير بالأئمة والواعظات، من خلال التدريب المستمر والتثقيف في كافة فروع المعرفة.
وقال وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، أنّ هذه الدورات التي تعقدها وزارة الأوقاف بمختلف المديريات الإقليمية تسهم إسهامًا كبيرًا في زيادة الوعي الأسري والمجتمعي بقضايا الأسرة، ومعالجة مشكلاتها، وتعزيز تماسكها واستقرارها، والحد من ظاهرة الزواج المبكر، وتحقيق تكاتف مجتمعي يهدف إلى استقرار المجتمع، مشيرًا إلى أنّ الإسلام اهتم بإعداد الإنسان اهتمامًا كبيرًا، بدايةً من تكوين الأسرة، مرورًا بمراحل الحمل، والولادة، والرضاعة، فكفل له حقه في الرضاعة الطبيعية حولين كاملين، حتى ينمو في صحة جيدة، حيث يقول سبحانه: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}، ومن ثم فإنّ إيقاع الحمل مع الإرضاع جورًا على حق الرضيع والجنين، وسمّى العلماء لبن الأم التي تجمع بين الحمل والإرضاع لبن الغيلة، وكأن كلًّا من الطفلين قد اقتطع جزءًا من حق أخيه ، مما قد يعرض أحدهما، أو يعرضهما معًا للضعف.
تصحيح المفاهيم الخاطئة فيما يتصل بقضايا الأسرة والسكان
وأكد المحاضرون على ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة فيما يتصل بقضايا الأسرة والسكان، لأن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وأنّ بناءها وحمايتها واستقرارها واجب يحتاج إلى إعدادٍ جيدٍ وفكرٍ واعٍ مستنيرٍ، يقدر صاحبه معنى المسئولية، ويُجَنِّب المجتمع أسباب الشقاق والنزاع والفرقة والخلاف، متطرقين إلى أهمية تنظيم النسل باعتباره قضية شرعية ووطنية، وهو واجب الوقت، لافتين أنّ الكثرة التي تدعو إلى المباهاة هي الكثرة النافعة القوية المنتجة، التي لا يمكن أنّ تكون عالة على الآخرين في طعامها وكسائها ودوائها، أما الكثرة الضعيفة الهزيلة التي تكون عالةً على غيرها فهي التي شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بغثاء السيل، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا.. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ»، فهي كثرة مذمومة لا ممدوحة، فإن العبرة والمباهاة الحقيقية تكون بالكيف لا بالكم، وهنا تكون القلة القوية خيرًا من الكثرة الضعيفة.
وأوضح المحاضرون أنّ القدرة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»، فهي ليست القدرة المادية فقط إنما هي القدرة بمفهومها الشامل بدنيًّا وماديًّا وتربويًّا وقدرة على إدارة شئون الأسرة، وكل ما يشمل جوانب العناية بها والرعاية لها، وليست القدرة الفردية وحدها مناط الأمر، بل الأمر يتجاوز قدرات الأفراد إلى إمكانات الدول في توفير الخدمات التي لا يمكن أنّ يوفرها آحاد الأفراد بأنفسهم لأنفسهم، ومن هنا كانت إمكانات الدول أحد أهم العوامل التي يجب أنّ توضع في الحسبان في كل جوانب العملية السكانية.