بعد حادثة الطائرة الكورية.. أسرار تجمع الطيور حول المطارات

تكررت في الآونة الأخيرة حوادث الطائرات المرتبطة بالطيور، ما أثار قلقًا عالميًا وتساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة وخطورتها، وكان أحد أبرز الحوادث الكارثية للطائرة الكورية، التي أدى اصطدامها بالطيور إلى اشتعال جسمها، ووقوع عدد كبير من الضحايا، فما الذي يدفع الطيور إلى التجمع حول المطارات؟ وما مدى خطورة اصطدامها بالطائرات؟

سر تجمع الطيور حول مكان هبوط الطائرة

مع تزايد حوادث اصطدام الطيور بالطائرات، كحادثتي الطائرة الكورية والطائرة الأذربيجانية، تم تسليط الضوء على أسباب وجود الطيور في المطارات، وفقًا لتقرير «Indian Express»، ويمكن تلخيص الأسباب كالتالي:

- تحتوي المطارات عادة على مساحات مفتوحة كبيرة توفر للطيور مساحة كافية للبحث عن الطعام والراحة والإقلاع، ويمكن لهذه المساحات أن تحاكي مواطنها الطبيعية.

- توفر المطارات عن غير قصد مصادر الغذاء، مثل الحشرات أو البذور أو النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية، كما أن بعض المطارات قد تحتوي على العشب والمناظر الطبيعية الذي يمكن أن يجذب الحشرات، والتي بدورها تجذب الطيور.

- قد تجد بعض الطيور مواقع تعشيش مناسبة في البنية التحتية للمطار، مثل المباني أو الحظائر أو حتى على الأرض في المناطق الأقل ازدحامًا.

- قلة الحيوانات المفترسة، يمكن للبيئة المفتوحة والنشاط البشري ردع بعض الحيوانات المفترسة الطبيعية، ما يجعل المطارات مكانًا آمنًا نسبيًا للطيور.

- التيارات الحرارية وأنماط الرياح، إذ يمكن للمطارات أن تخلق أنماط رياح محددة مفيدة للطيور، وخاصة الأنواع الأكبر حجمًا التي تعتمد على التحليق.

خطورة اصطدام الطيور بالطائرات

وتُعد حوادث اصطدام الطيور من بين أكثر التهديدات شيوعًا لسلامة الطائرات، وتحدث عادةً أثناء مرحلتي الإقلاع أو الهبوط في الرحلة، وتحدث عشرات حوادث اصطدام الطيور كل يوم، لكن بعضها قد يكون أكثر خطورة من غيره، وعادةً، عندما تصطدم الطيور بهيكل الطائرة، فمن غير المرجح أن تتسبب في حدوث مشاكل كبيرة للطيارين.

ولكن هناك حالات يبتلع فيها محرك الطائرة طيورًا، مما يتسبب في تلف محطات الطاقة، وقد يؤدي هذا إلى فقدان قوة الدفع للمحرك ويسبب مشاكل في القدرة على المناورة لطاقم الطائرة، وفي هذه الحالات، وعندما يبتلع محرك نفاث طائرًا، فإن الإجراءات تتطلب عمومًا أن يهبط الطيارون بالطائرة على الأرض في أقرب مطار.

أحد أشهر الحوادث التي تسببت فيها الطيور كان في عام 2009، عندما أبلغ الكابتن تشيلسي سولينبرجر مراقبي الحركة الجوية بتعطل محركي طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 بعد اصطدامها بسرب طيور عقب إقلاعها من مطار لاغوارديا في نيويورك، واضطر الطيار إلى الهبوط الاضطراري في نهر هدسون، في عملية أطلق عليها «معجزة نهر هدسون».