سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (4)

سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (4)
تعددت جرائم الإخوان وتكررت، ومع ذلك ظل العداء للقضاء المصري في المقدمة؛ فمع قضاة مصر تكررت محاولات الاغتيال، والتي نجح بعضها للأسف.
فما بين القضية رقم 604 لسنة 1948 جنايات حلوان التي تضم أوراق محاولة اغتيال القاضي الخازندار والقضية رقم 7122/ 261 لسنة 2016 جنايات قسـم النزهة المقيدة برقم 1300 لسنة 2016 كلي شرق القاهرة التي تضم أوراق اغتيال القاضي هشام بركات وما بينهما من محاولات اغتيال أبرزها محاولة اغتيال المستشار معتز خفاجي المسؤول عن قضية غرفة عمليات رابعة، بينها جميعا يظهر العداء الفعلي من تنظيم الإخوان ضد مؤسسة القضاء في مصر.
تابعت المستشار معتز خفاجي من خلال بعض اللقاءات التلفزيونية قبل وفاته بشهور والتي وثَّق فيها الدور المهم للقضاء المصري في معركة الإرهاب بعد 2013، ومن بين ما قال لمست قلبي عبارة تميزت بالقوة والإخلاص، قال: «الحياة والموت بيد الله وليس لأحد، سنشتد صلابة وسنحكم بالعدل»؛ كلمات رددها القاضي المصري معتز خفاجي بعد دقائق من محاولة اغتياله بتفجير عبوة ناسفة وُضعت أسفل سيارته عام 2016، بيد أنّ تفاصيل الحادث بددت مزاعم جماعة الإخوان حول السلمية.
انفجرت العبوة الناسفة الأولى في الساعة الخامسة من صباح الأحد 15 مايو 2015 أمام منزله بمنطقة حلوان، ثم تبعتها بدقيقة عبوة ثانية، قبل أن تتمكن قوات الأمن من تفكيك العبوة الثالثة، وفي نفس اللحظة استطاع سائق سيارة أجرة من ملاحقة أحد الجناة والتمكن منه.
ليس مستغربا أن القاضي معتز خفاجي كان في طريقه للمحكمة للنظر في قضية خلية أكتوبر الإرهابية المتهم فيها مجموعة من أنصار بيت المقدس، وقبل التفجير بيوم واحد كان ينظر فى قضية أجناد مصر، وقبل ذلك نظر قضية أحداث مكتبة الإرشاد، وقضية غرفة عمليات رابعة وقضية اعتصام النهضة وقضية مركز كرداسة، والعديد من القضايا التي أصدر القاضي فيها أحكاماً رادعة بين الإعدام والمؤبد، لم يجد تنظيم الإخوان أمامها إلا محاولة اغتياله.
حكايات عديدة يضمها ملف جرائم الإخوان ضد القضاء في مصر، لكنها حكايات لا تخلو من الدهشة، منها على سبيل المثال لا الحصر رفضت الدائرة 23 مدني بمحكمة استئناف القاهرة، فى مارس 2016، طلب الرد المقدم من دفاع مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، بتنحي هيئة محكمة الجنايات برئاسة المستشار معتز خفاجي.
سبب الرد، كما ذكر دفاع مرشد الإخوان، هو وجود خصومة بين القاضي معتز خفاجي والمتهمين، بيد أنّ القاضي خفاجي قرر التنحي بعد ذلك بشهور عن نظر قضية أخرى، وهي قضية اعتصام «نهضة مصر»؛ استشعارا للحرج، بعد أن وجد بين المتهمين في القضية متهما بمحاولة اغتياله بعبوة ناسفة أمام منزله!
منطق الخصومة أو الثأر ظهر في تسريب ظهر فيه خيرت الشاطر نائب المرشد وهو يشير صراحة إلى وجود ثأر بين الإخوان وبعض القضاة، ذكر منهم اسم النائب العام المصري عبدالمجيد محمود.
التسريب ظهر في حلقات الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، ضمن مجموعة من التسريبات أفرجت عنها جهات أمنية مصرية تكشف اعتراف قادة الإخوان بالقتل.
وتظل جريمة اغتيال النائب العام هشام بركات شاهدة على جرائم الإخوان وأنّها ليست مجرد حادثا عارضا نفذه أحد الأشخاص بالخطأ دون الرجوع إلى مؤسس التنظيم حسن البنا، إنما جريمة اهتز لها المصريون جميعا وقعت بعد وفاة مؤسس التنظيم بأكثر من نصف قرن مؤكدة على أن القتل سلسال من الدم يجري في خلايا جماعة الإخوان وأعضاء التنظيم.