سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (2)

سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (2)
- أمير كرارة
- الاحتلال الإنجليزى
- الشركة المنتجة
- الملك فاروق
- ضابط شرطة
- عيد الفطر
- غادة عبدالرازق
- فترة حكم
- أحداث الفيلم
- أمير كرارة
- الاحتلال الإنجليزى
- الشركة المنتجة
- الملك فاروق
- ضابط شرطة
- عيد الفطر
- غادة عبدالرازق
- فترة حكم
- أحداث الفيلم
قمة درجات النسيان ظهرت في الأيام الأخيرة، عندما صفق بعضهم فرحين بصعود أبومحمد الجولاني السريع في سوريا.
هكذا يستفيد «الإخوان المسلمين» من أزمة النسيان عند المستهدفين بدعوتهم؛ فالناس لن يتذكروا اغتيال القاضي الخازندار عام 1948، ولن يتذكروا أيضاً إقرار مسئول النظام الخاص عبدالرحمن السندي أنه أخذ الإذن بالقتل من البنا عندما قال صراحة عن الخازندار: «لو ربنا يخلصنا منه»، فاعتبرها السندي إشارة من البنا بالتحرك للتخلص من ذلك القاضي الذى أوجع الجماعة بأحكامه التي ضربت أركان التنظيم.
لن يذكر الناس محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر في حادث المنشية الشهير، وإن تذكروا سيرددون أقوال تنظيم الإخوان أنّ الحادث «تمثيلية»، ولن يتذكروا في الوقت نفسه تصريحات القيادي الإخواني الراحل محمد فريد عبدالخالق التي أكدت علم التنظيم بوجود مخطط لاغتيال عبدالناصر، تصريحات معلنة من عضو تاريخي داخل التنظيم، لكن النسيان هو حالنا للأسف!
المستفيد الوحيد في تلك المعركة من آفة حارتنا هم الإخوان، الذين استطاعوا بمكر يُحسدون عليه التعتيم على تفاصيل تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب، وسعيهم لإسقاط الدولة من خلال مخطط تفجير القناطر الخيرية وإغراق القاهرة ومن ثم استغلال الاضطراب الناتج عن عملية الغرق للسيطرة على الدولة.
لن يتذكر الناس سوى ما يردده تنظيم الإخوان أنّ قطب مجرد ناقد أدبي ومفكر إسلامي تطرفت أفكاره نتيجة التعذيب المفرط في السجن.
علما بأن بعض عناصر الجماعة تحدثوا صراحة بأنّ مسألة تعذيب قطب فى السجن مبالغ فيها، وانشغل الجميع بتلك التفاصيل غير الدقيقة وطوى النسيان صفحات الاعترافات التي أدلى بها الشباب المقبوض عليهم فى التنظيم عن عمليات التفجير، والتجهيزات التي حصلوا عليها من مقار عملهم، خاصة إذا عرفنا أنّ أحدهم عمل في مؤسسات حكومية علمية وتمكن من الحصول على المواد المتفجرة من مخازن تلك المؤسسة!
اعترافات نطق بها الإخوان أنفسهم، ليست حصيلة تحقيقات أمنية أو كتابات لمفكرين يقفون ضد الإخوان، بل أشياء أكدها أناس عاشوا وماتوا وهم أعضاء في التنظيم، ومع ذلك نسينا جرائمهم، لأن الإنسان بطبيعته ينسى بمرور الوقت، ينسى مع تعاقب السنوات، لذلك نحن في أمسّ الحاجة للتذكير الدائم حتى لا ننسى جرائم الإخوان!
في النهاية تظل أصعب مراحل النسيان هي تلك المتعلقة بأحداث عايشناها بالفعل؛ فلسنا بحاجة إلى شهود عيان حتى نعرف أن الإخوان مجرمون؛ وليس أدل على ذلك من العمليات الإرهابية التي نفذتها تنظيمات مسلحة محسوبة على الإخوان، أو هي الجناح المسلح للتنظيم ذاته، نموذجا على المثال الأول تنظيم «المرابطون» وقائده هشام عشماوي، ونموذجا على المثال الثاني تنظيمات حسم، ولواء الثورة، وكتائب الشرعية، والمقاومة الشعبية.
دخل الإخوان أنفسهم في سجال عبر مواقعهم الإعلامية عام 2015 كشفوا فيه خبايا العمل المسلح، عندما اعترف عضو الجماعة عبدالعظيم الشرقاوي بأنّ العمليات المسلحة كانت مسؤولية عضو مكتب الإرشاد محمد كمال، وأنّ بقية أعضاء الجماعة غير مسؤولين عنها، ليخرج محمد كمال في تسجيل صوتي متاح رد فيه على الشرقاوي بأنّ ما نفذه من عمليات مسلحة كان بفتوى من مفتي الجماعة عبدالرحمن البر!
رصيد من الذكريات المؤلمة مع جرائم الإخوان في حاجة للتوثيق، والتذكير الدائم، حتى لا ننسى ثأرنا!