هل سيطبق "الناتو" المادة الخامسة في الصراع بين تركيا و"داعش"؟

هل سيطبق "الناتو" المادة الخامسة في الصراع بين تركيا و"داعش"؟
اشتباكات تندلع من وقت لآخر بين عناصر من الجيش التركي ومقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، غارات الطائرات التركية لا تتوقف، وبينما تشتعل الأجواء وتكثر تصريحات المسؤولين الأتراك تأكيدًا لاستمرار الحرب، تعلن وزارة الخارجية التركية أنها طلبت من حلف شمال الأطلسي "الناتو" عقد اجتماع طارئ وفقًا للمادة الرابعة من ميثاقه، وهو الأمر الذي وافق عليه الحلف.
في تصريح سابق لوزير الدفاع التركي عصمت يلماز، في أكتوبر من العام الماضي أكد أن بلاده طلبت من الناتو إعداد خطط احترازية، منذ بدء الأحداث في سوريا، مشددًا على أنه سيتم تطبيق المادة الخامسة من ميثاق "ناتو" في حال الاعتداء على تركيا.
وتنص المادة الخامسة من ميثاق الناتو على أن أي هجوم أو عدوان مسلح على أي بلد من الحلف يعد اعتداء على جميع بلدانه وعليه يدخل نظام الدفاع المشترك للناتو حيز التنفيذ.
مقتل جندي تركي وإصابة إثنين آخرين في اشتباكات بين القوات التركية وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، كان الحدث الأبرز الذي يمثل عدوانًا مسلحًا على تركيا، بعد أن قام انتحاري بتفجير نفسه ما خلف 32 قتيلًا داخل الأراضي التركية، فيما صرح مسؤول تركي بأن الجنود الأتراك ردوا على عناصر من "داعش" هاجمتهم من الجانب السوري من الحدود من منطقة يوجد بها متشددون من التنظيم.
في ظل المتغيرات الدولية التي مر بها العالم منذ إصدار التشريعات الخاصة بالناتو وقت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا، من المستبعد أن يتم تطبيق المادة الخامسة في الحالة التركية، وضد التنظيمات التي تدخل في معارك مسلحة مع الجيش التركي، بحسب ما يرى الدكتور ناجي الغطريفي، أستاذ العلاقات الدولية.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في حديثه لـ"الوطن" أن المادة الخامسة وضعت أثناء الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، بهدف حماية الدول الأعضاء في الحلف من أي اعتداء، لكن مع تغير الأوضاع السياسية حول العالم، أصبح الحلف يسيطر عليه دولًا كبرى، مؤكدًا أنه في حال أن طلبت تركيا من الحلف فمن المتوقع أن يرفض طلبها.